إلى والى النيل الأبيض ووزير التربية واليونسيف:
*حياةبناتكم فى مدرسة حفصةبالدويم مهددة
*فصول منهارة وأخرى آيلة للسقوط وتلميذات يدرسن فى العراء
*أين محلية الدويم من الكارثة التى حلت بالمدرسة؟
كتب:عبدالخالق بادى
قبل أيام سمعت عن ما وصلت إليه مدرسة حفصة الإبتدائية بحى ابوجابرة بالدويم من تدهور فى المبانى والفصول ، إلا أننى لم أكن أتخيل أن الوضع مأساوى لهذه الدرجة التى رأيتها عليه ، وذلك من خلال زيارتى للمدرسة صباح اليوم الاحد٢٠٢٥/٨/٣١. فمن يشاهد الصور المرفقة مع التقرير يظن بأن هذه المدرسة موجودة فى منطقة اشتباكات الحرب ،أو منطقة احتلها الجنجويد لفترة .
فلقد وجدت أن ثلاثة فصول منهارة تماماً (,واضح فى الصورة)، وهنالك فصول (ملجنة) لأنها آيلة للسقوط، بل حتى الفصول التى تعمل فهى فى وضع مزرى و تشكل خطراً كبيراً وحقيقيا على المئات من التلميذات ، فاسقفها متصدعة وحوائطها مشققة وأثاثاتها مكسرة.
أما الاجلاس فحدث فلا حرج فهو فى أفضل الأحوال ببعض الفصول غير كاف ويحتاج إلى صيانة، وهنالك فصول(كماهوفى الصور) بلا اجلاس ، حيث يفترش تلميذات فى عمر السابعة الثامنة الأرض لتلقى التعليم .
المدرسة الآن (وباختصار)تعانى من عجز فى الفصول ، بسبب انهيار العديد منها ، فهى على الاقل تحتاج إلى أربعة فصول بصورة مستعجلة ، حتى يتمكن المئات من التلميذات من تلقى التعليم .
مدرسة حفصة تقع فى وسط أحياء ذات كثافة سكانية عالية ، ويقع عليها عبء كبير فى استيعاب الآلاف من التلميذات ، إلا أن ذلك يفوق إمكاناتها وسعتها الاستيعابية، هذا فى الوضع الطبيعى، فما بالك فى ظل الظروف السيئة التى تعيشها المدرسة الآن بسبب النقص الحاد فى الفصول وعدم صلاحية بعضها، فحتى لو عملت بنظام دوامين فهذا لن يكفى .
ما يدعو للاستغراب هو أن إدارة المدرسة سبق وقبل بداية العام الدراسى الحالى وخاطبت ورفعت شكواها واحتياجاتها للجهات الأعلى قبل بداية العام الدراسي ، ولكن لاحياة لمن تنادى.
السؤال هنا هل والى ولاية النيل الأبيض الفريق قمر الدين محمد فضل المولى على علم بمأساة مدرسة حفصة بالدويم؟ إذا لم يكن لديه علم ،فها نحن قد ابلغناه ، ونقول له بأن حياة بناتك فى مدرسة حفصة الإبتدائية بالدويم باتت فى خطر، ويمكن أن ينهار ماتبقى من فصول على رؤوسهن ، نتمنى أن يتم التحرك بصورة عاجلة قبل أن تحدث كارثة لاتحمد عقباها.
والسؤال الثانى موجه للدكتور الطيب على عيسى وزير التربية والتعليم بالولاية ، لماذا تأخرت عمليات الصيانة لمدارس الدويم ؟ وهل رأى حال مدرسة حفصة وبقية المدارس التى تحتاج إلى صيانة عاجلة حتى يتوفر فيها الحد الأدنى من الإمكانات المناسبة لتلقى العلم؟ ومن هنا نوجه إليه دعوة لزيارة هذه المدرسة والوقوف على وضعها الصعب وعمل ما يلزم من أجل استقرار بناته التلميذات .
وبالنسبة لمحلية الدويم ، ننتظر من الدكتور ابوعبيدة عجبين أن يساهم فى صيانة هذه المدرسة وبعض المدارس التى تحتاج إلى تأهيل ، فالتعليم بالنسبة للمحلية أولوية فى الصرف ، أليس كذلك ؟.
وآخر أسئلتنا موجه لمكتب منظمة اليونيسيف بالولاية ، وهو أين الدعم الذى وعدت به المنظمة إدارات المدارس من خلال الاجتماع الذى تم قبل حوالى اسبوعين وتم فيه وضع التقديرات الخاصة بصيانة المدارس؟ فهذه المنظمة يدسبق وقدمت الكثير من الدعم فى الولاية فى ولايات أخرى ، والمدارس المحتاجة للصيانة تعانى ما تعانى خصوصاً بعد الامطار التى هطلت مؤخرا .
خلاصة القول أن حال مدرسة حفصة ومدارس أخرى بالدويم لا يسر أحد ، ولا يمكن أن يظل هكذا دون تغيير ، لان ليس هنالك أى مبرر لحالة الإهمال و(البروتوريا) التى يتعامل بها بعض المسؤولين مع قضايا مصيرية ومصلحة لا تقبل حتى التفكير الكثير ناهيك عن التأخير ، وفى ظل إمكانيات موجودة .
ما يحدث فى مدرسة حفصة وغيرها عيب والله علينا نحن ، ومخجل أن نقتل فى بناتنا حب التعليم والتعلم، فقد رأيت هذا فى عيون التلميذات وهن يتجمهرهن أمام مكتب إدارة المدرسة ،ومطلهبن هو توفير ولو مظلات لتلقى العلم ، هل هذا صعب على حكومة الولاية ووزارة التربية والتعليم والمحلية؟ لا اعتقد ذلك،(لا خير فينا إن لم نقلها، ولاخير فيكم إن لم تسمعوها) ، خلص الكلام.
القادم بوست