الايام نيوز
الايام نيوز

عبد الخالق بادى يكتب:فخ اسرائيل

0

للحديث بقية
عبد الخالق بادى
قمة طارئة وفخ الكيان المحتل
نجح الكيان الصيهوينى فى ايقاع العرب والمسلمين فى الفخ الذي نصبه لهم، وذلك بصرفهم عن قضيتهم الأساسية (فلسطين المحتلة)، والانصراف لقضية ثانوية(الهجوم على قطر )، وهى اساسا تعتبرناتج عرضى للقضية المحورية ،والتى لها أكثر من سبعين عاما كل عام تزداد تعقيدا.
نعم لقد انشغل العرب والمسلمون بالهجوم على قطر وتباروا فى الادانات والشجب والتنديد ، فى الوقت الذى ظلوا فيه صامتين لعامين كاملين واليهود يعيثون فساداً فى غزة وفلسطين عامة، يذبحون الاطفال والنساء، والعرب والمسلمين يتفرجون.
والغريب أن معظم القادة العرب والمسلمين ، لا يتعلمون أبدا من التجارب ، فهم دائما ينتظرون أن يحل غيرهم مشاكلهم وأن توفر لهم أمريكا الحماية، وقد قالها رئيس وزراء قطر بقوله بعيد الهجوم الإسرائيلي على الدوحة ووكذلك خلال لقائه مع قناة(CNN) الأمريكية قبل يومين بقوله:(لقد وعدنا بالحماية ولكن حدثت خيانة)، وهو يقصد بذلك أمريكا.
هكذا هو حال معظم قادتنا الميامين ، والذين يمتلك معظمهم قواعد جوية وترسانة ضخمةمن الأسلحة الحديثة والمتطورة ، عجزت عن إطلاق طلقة واحدة من أجل قضية المسلمين ومن أجل قطر،فمتى ستستخدم هذه الترسانة ؟الله اعلم.
منذ أمس واليوم تداعى العرب والمسلمون لقمة غريبة إسلامية مشتركة بالدوحة لمناقشة الهجوم اليهودى على قطر والتفاكر حول ماذا عسانا أن نفعل؟ .
ففى الوقت الذى سيناقش فيه قادة العرب والمسلمون قضية الهجوم على قطر اليوم الإثنين، يواصل نتنياهو فى مخططه (المقدس بحسب معتقده) بإبادة الفلسطينيين وتهجيرهم من غزة وبالقوة، وقالها بأعلى صوت:( لن تكون هنالك دولة فلسطينية)، وأنه سيعمل على تهجير سكان غزة عبر البحر الى المجهول، كما وقع عقداً لتشييد أكبر مستوطنة فى تاريخ الإحتلال بالقدس الشرقية، لبناء آلاف الوحدات السكنية.
وفى الوقت الذى انصرف قادتنا الاماجد لبحث قضية فرعية، قال وزير الطاقة اليهودى:( هنالك مكان لدولة واحدة بين النهر والبحر ،هى دولة إسرائيل)، وخرج علينا بن غفير وزير الأمن وطالب الجيش المحتل بمزيد من القصف والتدمير لغزة بمن فيها.
المضحك (شر البلاي ما اصحك) أنه حتى امريكا التى يحتمى بها العديد من الدول، خذلت العرب وخانت وعهودها لهم بحمايتهم، لماذا ؟ لأن إسرائيل بالنسبة لسياستها فوق كل أى اعتبار وكيان، وقد أكد ذلك روبيو وزير الخارجية الأمريكي قبيل مغادرته الى اسراىيل،( بأنه وبالرغم مما حدث للحليفةلقطر وما يمكن أن يحدث مستقبلا من اعتداء على أى دولة عربية، فإن مكانة إسرائيل عند امريكا لن تتزحزح ولن تتأثر وستظل قوية)، بل وصل الأمر لدرجة أن وزير الخارجية الأمريكى وخلال زيارته أمس لإسرائيل، افتتح مع نتنياهو نفق يمر تحت المسجد الأقصى، وادى معه الصلوات التلمودية على حائط المبكى مع الدعوات بنصرة اليهود على الأعداء(وهم المسلمين طبعاً)، وهو بذلك يرسل رسالة عملية بأن امريكا مع الكيان المحتل إلى مالا نهاية، ومقتنعةتماما بايديولجيته .
ولكن هل العرب والمسلمين يستوعبون مثل هذه الرسائل الخطيرة ؟، والتى تؤكد بأن اليهود ماضون فى مخططهم فى احتلال كامل فلسطين، غير مهتمة ببيانات مجلس الأمن أو الادانات الدولية لجرائمها، ولا بالقمم الطارئة والغير طارئة للعرب والمسلمين، لأنها تعلم أنها مجرد زوبعة فى فنجان.
المستغرب أنه ورغم كل هذه الخطوات العملية والتمدد وعلى أرض الواقع والتى تقوم بها اسرائيل المحتلة بحق الفلسطينيين وفلسطين بالعمل على تصفير القضية الفلسطينية ، يصر معظم قادتنا على اللجوء لأمريكا والمنظمات الدولية لردع اسرائيل أو كما يقال (الضغط على إسرائيل) لكى تجنح للسلام، فذهبوا إلى مجلس الأمن والقوا خطبا عصماء وأرغو وأزبدوا، فماذا كانت المحصلة النهائية؟، بيانا صحفيا هزيلا ، لم يتم فيه حتى الإشارة للطرف المعتدى على قطر وهو الكيان المحتل، ثم تم رميه فى سلة المهملات، بل حتى محاولات وزير خارجية قطر المستميتة لإقناع البيت الأبيض بالتدخل والضغط على المعتدى لم تجدى نفعا.
دعونامن موقف امريكا وحلفاء العرب الغربيين من الهجوم على قطر ومن القضية الفلسطينية ،والذى يكون فى افضل حالاته عبارة عن عودا فضفاضة، كما حدث فى اعلان الامم المتحدة قبل يومين، باعتماد حل الدولتين ، دون وجود أى إرادة حقيقية لانزاله إلى أرض الواقع، فالسؤال الأهم هو، ماهى المواقف الجادة والفعالة التى قدمتها الدول العربية والإسلامية سواء لقطر أو القضية الفلسطينية منذ بداية حرب اليهود على غزة؟، لا شىء غير العبارات الممجوجة والمعتادة، وهى الشجب والادانة وباشد العبارات، فحتى اقرب الدول اليها مثل الامارات عجزت عن اتخاذ قرار بقطع العلاقات مع الكيان المحتل (تهدد فقط)،وكذلك الأردن ومصر والبحرين ودول أخرى،لم يحرك قادتها ساكناً، فيما نجد دول مثل البرازيل ودول أخرى لاهى عربية ولا مسلمة ، أغلقت سفاراتها فى تل أبيب وطردت البعثات الدبلوماسية للمحتل من أراضيها إحتجاجا على الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، ومؤخراً قطعت تركيا علاقاتها الاقتصادية مع المحتلين.
نعود ونقول أن انعقاد القمة العربية الاسلامية الطارئة التى دعت إليها الجامعة العربية ومنظمة التضامن الإسلامي (بإيعاز من قطر)، لا تطمح الشعوب فى أن تأتى بجديد، ف٩٩٪ ستكون مثل سابقتها ، وهو الخروج ببيان تعلن فيه الدول العربية والإسلامية عن تضامنها مع دولة قطر والشعب الفلسطيني، وسيتم مناشدة الأمم المتحدة ومجلس الأمن ودول العالم للقيام بدورها فى كبح جماح الكيان المحتل ، وينفض السامر ، ومن ينتظر قرارات عملية توازى جرائم اليهود ضد العرب والمسلمين ، أو توقف مخططات المحتل الاستعمارية والتطهيرية ،عليه أن ينتظر ذلك فى الأحلام.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.