للحديث بقية
عبد الخالق بادى
الشعب والجيش فى خندق واحد
تصادف هذه الأيام مرور سبعين عاماً على تأسيس القوات المسلحة السودانية ، والتى تم سودنتها فى العام ١٩٥٤م على يد الفريق أحمد محمد حمد أول قائد للجيش ،والذى كان يسمى حينها قوة دفاع السودان (SDF)، حيث غير الفريق أحمد محمد الاسم ل(الجيش السوداني).
وإذا عدنا لتاريخ القوات المسلحة السودانية ، فإن تأسيسها الحقيقى والنواة الأولى لتكوينها كانت فى العام ١٩٢٥م على يد المستعمر البريطاني ، وبذلك يكون عمر الجيش السودانى الحقيقى هو(٩٩) عاماً ، وهو بالتالى من أقدم الجيوش فى العالم وليس فى الإقليم العربي والافريقى فحسب.
ومن الحقائق التي لا يعرفها الكثير من السودانيين (خصوصاً الأجيال الشابة)، فإن استقلال السودان عن المستعمر ماكان له أن يكون إلا بالشرط الأول والأخير الذى وضعه المستعمر،وهو مشاركة قوة دفاع السودان مع الإنجليز فى الحرب العالمية الثانية ، فقد كان هذا شرطا أساسياً ومفصليا لحصول بلدنا على حريتها ، فقد شاركت قوة دفاع السودان فى معركتى العلمين (١-٢) عام ١٩٤٢م ضد الجيش الألماني،وكذلك حروب الإنجليز فى شرق افريقيا ضد الإيطاليين، وغيرها.
لقد ظل الجيش السوداني وعلى مدى٩٩ عاما حارسا أميناً للبلد ،بل كانت له مواقف ومساهمات إقليمية ودولية فى كل الحروب التي خاضها العرب والمسلمين والأفارقة ضد اعدائهم،وفى مقدمتهم الصهاينة، حيث شارك الجيش بكتيبة فى حرب ١٩٤٨, ضد الاحتلال الإسرائيلي، وكذلك قاتل جنباً إلى جنب مع الجيش المصري فى حرب اكتوبر ١٩٧٣م ،وغيرها من الحروب والمناسبات الكثيرة التى كانت له فيها بصمة واضحة.
إن الاحتفال بتأسيس الجيش هو احتفال لكل السودانيين الوطنيين الأحرار ، فالجيش خرج من صلبهم وهو الوليد الشرعى و يمثل كل الشعب المخلص ، وحرى بنا أن نفتخر به وتدعمه بكل ما أوتينا من قوة، و أى شخص يشكك فى قدراته أو يقلل من شأنه فهو واحد من ثلاثة:إما أنه عميل وخائن لبلده، أو ليس سودانى الجذور، لأنه لا يعقل أن يفكر ابن بلد أصيل غيور ومحب لوطنه فى الطعن فى مواقف الجيش ،الذى أقسم قياداته وجنوده على بذل الروح والدم من أجل المواطن والوطن.
كما نتابع فإن إحتفالات الجيش باعياده هذه السنة تأتى والبلاد مازالت جراحها تنزف بسبب التآمر الدولى والخيانة ضد بلدنا، وما مفاوضات جنيف الأمريكية اليوم الأربعاء، الا حلقة جديدة من حلقات التآمر على الوطن، بدليل الشروط الاستعمارية التى وضعتها أمريكا أمام وفد الحكومة الشرعية في اللقاء التشاورى بجدة السبت الماضى، والتى تريد امريكا والمتآمرين والعملاء فرضها على الحكومة ،لتأتى إلى المفاوضات خاضعة ذليلة، وهذا يؤكد أن هذه المفاوضات ليست لحل الأزمة السودانية وانما للضغط على الحكومة والجيش الشرعيان لتقديم تنازلات على حساب سلامة واستقلالية البلد وكرامته، وبالتالى شرعنة التمرد وفتح السودان للمتآمرين والمرتزقة والعاقين من ابنائه لنهبه وتغيير هويته.
آخرا وليس أخيراً وبمناسبة أعياد الجيش ال(٧٠) أو ال(٨٩)، لابد لكل مواطن محب لبلده أن يدعم جيشه الوطنى وهذا أمر طبيعي، وأن لا نلتفت للشائعات و(خطرفات) العملاء والمرجفين ،والتى تستهدف التأثير على معنويات الجيش، ولكن هيهات، فالجيش السودانى اقوى من تأثر فيه شائعات أو خيانات هنا وهناك ينشرها ويروجها ضعاف النفوس وعديمى الضمير، فهو محصن بقيم ومبادىء عظيمة وراسخة،وصاحب تجربة عريضة فى الحروب والأزمات، فقد ظل محافظاً على وحدة البلد منذ تأسيسه، لم يخن العهد قط، بل فشلت كل محاولات ادلجته اليساريةواليمينيةوالطائفية، ونقول أن كل محاولات الخونة لاستهدافه ،ستصطدم بإيمانه ورباطة جأشه وصلابته التى عرف بها على مر تاريخه، فالرحمة لكل شهداء الجيش وشهداء الشعب السودانى،ونسأل الله أن يشفى الجرحى ويعيد المفقودين، والتحية والنصر إن شاء الله لقواتنا المسلحة.
القادم بوست
التعليقات مغلقة.