الايام نيوز
الايام نيوز

حسن محمد عبد الحفيظ يكتب:الفرق مابين الثورة والانتفاضة

0

بسم الله الرحمن الرحيم…
الأحبة الكرام أولو المعزة والأحترام…..
* شتان *
___________
ما بين مفهومي ثورة Revolution
وانتفاضةشعبية
P. Uprise
____ ______
المعلوم بيقين لا يقربه شك أو ظن ، لدى الكافة المستنيرين ، أن مرجعيات٠ التاريخ موثوقات
الوقائع والأحداث ٠ المؤكدأت ، من مؤلفات لعلماء حجج أثبات ، ووثائق معتمدات أصيلات زاخرات
بالحقائق المجردات ، جميعهن يثبتن _بكل التأكيد _ أن ثورات الشعوب التاريخية العظميات، اللائي يفرضن بفعلهن الثوري الانقلابي ذا الطابع الحاسم العنيف المعروف ، تغييرات جوهريات بارزات كبرى في تاريخ بلادهن ،
من خلال اطاحتهن بأنظمة حكم الاستبداد ، والقهر والطغيان،
المسيطرات على مقاليد السلطان المطلق في البلدان ، مستعينات بما يملكن من قوى القهر ، والبطش والتنكيل المروعات . على نحو ما أكدته كل الثورات التاريخيات العالميات العظيمات ، كالثورة الفرنسية
١٧٨٩م ، والثورة المهدية في السودان ١٨٨٥م_ ١٨٩٨م ،
والثورة الروسية
البلشفية ١٩١٧م ،
والثورة الأيرانية
الخمينية ١٩٧٩م ،
والثورات الصينية ، والكوبية ، والشيلية وغيرهن من ثورات في ما خلا من زمان ، اذ أثبتن جميعهن بما لا يدع ، مجال شك أو ارتياب للناظر نظر الممعن المتفكر ، وهو يستدرك جملة الخصائص والمميزات ، التي تتفرد وتتميز بها تلك الثورات ، التاريخيات الكبرى عن
عن عداهن ، من أشكال اخرى كالانتفاضات الشعبية ، والمظاهرات الحاشدات ، التي تعبر بها الشعوب
عن تمردها ورفضها لعسف الحكومات ، وفساد سياساتها
المتبعة . والتي لا بد من التأكيد ، إلى حقيقة أنها جميعها بدون توفر كل الخصائص المميزات للفعل الثوري فيها ، وفي أي حراك شعبي مماثل مهما اتسم٠ بالعنف في طبيعته ، واتسعت دائرة قبوله الجماهيرية، محال أن يوصف _مجازا أو امتيازا _
مهما كان قدره بأنه ثورة…
إذ هو في حقيقة أمره ، لا يتعدى عن كونه مجرد هبة شعبية _ رغم ما يواكبها من صخب هتافي عظيم ،
وجلبة اعلامية واسعة بليغة التأثير _ لكنها رغم كل ذلك سرعان ما يخمد
أوارها ، ويتلاشى
أثرها في مجاهل
النسيان… والأمثلة لذلك لم
تزل حاضرة في الأذهان ، بحيث
قد لا نحتاج لتذكير بها….
ولعله من المفيد
حقا في كشف المزيد ، من ما يعين أكثر في
توضيح ما تتفرد به الثورات العظميات ، من خصائص جلائل
أن نذكر _ قبل الخوض في لب
الموضوع _ بما يلي من ملاحظات هامات على سبيل المثال ، كمدخل لما نوده من مقال
بأيجاز لازم بغير اخلال….
١ : ان التفكير المسبق ترتيبا للفعل الثوري ، ليس ترفا ذهنيا عابرا كما قد يبدو للبعض ،
أو خيالا أو الهاما يتنزلان على ملهم فنان ،
ليبدع عملا جميلا كما هو الحال ، في ضروب الابداع المختلفات ، لكنه أنما هو حقا ، نداء يجلجل في أعماق النفوس ،
مصدره أنات القلوب والعقول، من المقاساة وألرهق
الدائمين ، اللتين تعيشهما الشعوب
حياة نكدة،لا مفر
منها الا بالخلاص من مسبباتها…
٢ :و الثورة تعريفا مبسطا يتجاوز جنوح التعريفات الأكاديمية ، للأغراق في المدلولات الفلسفية عصيات الفهم على بسطاء الأنقياء ، أنما هي
عمل ثوري طابعه ما يعرف ب
(العنف الثوري) معد باحكام مسبقا ، في برنامج شامل يتضمن أهدافا استراتيجية أساسية للثورة ، واجبة التنفيذ في كل مراحل تنفيذها…
٢ :وأن هذا العمل
الثوري ، بما أعد
له من برنامج
محدد الأهداف المبتغاة ، أنما يستلزم أن تكون له قيادة رفيعة
الكفاءة الثورية ، منذ بدء التفكير المبكر في تفجير الثورة، لتتولى الأشراف الصارم على التنفيذ العملي لكل ما ورد في البرنامج
من تفاصيل…
٣: وثمة ما يوجب اجلائه من توضيح ، لما قد يبدو مثارا لسؤ فهم ، في الفرق بي مفهومي الثورة الشعبية ، والانتفاضة الجماهيرية ، رغم أن الفروق بينهما لكثيرة وكبيرة ،
إذ أن الثورة حينما تبدأ بعنفوانها ، فانها حينئذ لتشبه العاصفة الهوجاء تماما ، إذ يتواصل هيجانها وعصفها المدمرين بلا
انقطاع_ نعم متواصلة بغير انقطاع _ مقتلعة بعنف كاسح كل ما يمت للنظام الفاسد ، الذي تباشر تدميره بصلة_ أيا
كانت _لتشرع وهي لم تزل في عنفوان عصفها ، على الفور في تنفيذ تفاصيل برنامجها الثوري ،
بكل تفاصيله خطوة خطوة بكل همة وقوة ودقة.. ليبقى ما
تكرسه من تغييرات جوهريات اساسيات في حياة الشعوب ، إلى ما يشئ الله من زمان….
بينما سرعان ما يخمد الصدي الداوي ، المصاحب لفورة
الجماهير لدى بدء انتفاضاتها العابرات .
ويتلاشى ذكرها
تماما من ذواكر
الناس ، لخوائها من ما يحدث تغييرا ايجابيا نافعا ، في حياة
المغلوبين على أمرهم من العامة
الصابرين .
وما قصدت بقولي ما قلت ، إلا خيرا ونفعا
أنشدهما للناس
أجمعين ، ابتغاء
مرضاة لله رب
العالمين…..
والحمد لله بدءا وختما .
حسن محمد عبد الحفيظ الشتيوي

.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.