للحديث بقية
عبد الخالق بادى
الحج وترسيخ عقيدة التوحيد
مازلنا نستمتع ببركات ونفحات ركن من أعظم اركان الإسلام ، إلا وهو الحج والذى يمثل الركن الخامس ،ومعروف أنه يتضمن الكثير من الأفعال والمعانى الدالة على وحدانية الله وتنزيهه.
فبدءا من نية الحج ، فإن المسلم ينوى مخلصا الحج لوجه الله تعالى، ثم يحرم من ميقاته المكانى والزمانى، فيتوحد جميع الحجاج فى زى واحد (الاحرام) لا فرق بين ملك ورعية ولا بين رئيس ومرؤوس ولا أبيض على اسود ولا عربى على عجمى ، الكل سواسية أمام الخالق عز وجل .
ومن مظاهر توحيد الله هو التلبية التى يبدأ الحاج فى ترديدها منذ أن يلبس لباس الاحرام ، (لبيك اللهم لبيك… لبيك لا شريك لك لبيك … الخ )، إقرارا بوحدانيته واعترافا بملكه لكل هذا الكون وتصرفه فيه كيفما يشاء (قل اللهم مالك الملك).
نحن جميعا حجيج وغير حجيج محتاجين أن نستخلص العبر والدروس الإيمانية من هذا الركن المهم ، وأهمها أن وحدانية الله لاشك فيها، وأن توحيده وتعظيمه من علامات الايمان الحق، وأن أى اعتقادات مبنية على وسيط أو شريك له فهى مصيبة وجرم كبيرين ،بل نكون قد ظلمنا أنفسنا ظلما ما بعده ظلم (يابنى لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم).
الحج لمن يتدبر ويتمعن فى معانيه ودلالاته وأهدافه، فهو لمراجعة النفس وعلاقتها بربها، والتخلص من أى ممارسات عقائدية تدخل الإنسان فى الشبهات والضلال ، والتى قد تكون غير محسوسة للكثيرين ، فيقعون فى الشرك دون أن يعلموا .
إن ما حدث فى بلدنا من حرب بفعل الجنجويد، وما تعرضت له بعض المناطق لانتهاكات وجرائم خطيرة من الجنجويد ،يعود معظمه لتعلق بعض الناس بمعتقدات بعيدة كل البعد عن وحدانية الله ، بل على النقيض تماما، حيث استنصرواة بغير الله ، فلم يجدوا من ينصرهم، وربنا سبحانه و تعالى يقول:(أن تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم)، فلو نصروا الله وتوكلوا عليه مخلصين ، لنصرهم الله على هذا العدو الضعيف والذى توكل على الشرك والدجل والشعوذة وجلب معه المئات من الدجالين أعوان الشياطين، فاستنصر بالشيطان(إن كيد الشيطان كان ضعيفا) .
إن انتصار الجيش على الجنجويد وتحرير الكثير من المناطق، ما كان له أن يكون إلا بفضل الله وعونه، ومن ثم لأن جنودنا البواسل توكلوا على الله ، وقد لاحظنا أنهم ما إن حرروا منطقة دخلوها وهم مكبرين مهللين ،حامدين الله على نصره وفضله، فنصروا الله فنصرهم، بينما اعتمد المتمردون على الحجبات وما يحيكه الدجالون من حجبات والتى ظنوا أنها ستحميهم من الرصاص والموت، ولكن خاب ظنهم وظن أولياء الشيطان .
نعود ونقول أن الج مدرسة إيمانية عظيمة ، نخلص منها بأن نعتمد على الله فى كل كبيرة وصغيرة وفى كل خطواتنا فى الحياة، هو الذى سيغير حياتنا إلى الافضل ويبارك فيها،(ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض)، هذا كلام واضح وشرط صريح، فالحياة الكريمة ومباركة الحياة مرتبطان بالإيمان الخالص بالله، فبدون التوحيد لن تنفعنا صلاة ولا صوم ولازكاة ولاحج ولا أى عبادات أخرى مهما اجتهدنا ، فليعمل كل منا على مراجعة نفسه ويرى اين تقف من الله ، حتى نلقى الله بقلب سليم ، اللهم انعم علينا بالأمن والاستقرار والسلام والنصر جيشنا وحلفائه.
*نقاط مهمة:
*ما أثير من معلومات عن شبهات فساد فى أداء بعثة الحج لهذا العام ،ليس بجديد ، فقد سبق وفسدت بعثات سابقة خلال العهد المنهار ، ولم يتم محاسبة أحد ، وهذا كان طبيعيا فى عهد بنى على الفساد والافساد، ولكن هذه المرة فى عهد مختلف .
*شبهة الفساد فى بعثة الحج السودانية والتحقيق فيها من قبل اللجنة التى كونها رئيس الوزراء ، تعتبر أول اختبار حقيقى لدكتور كامل إدريس من أجل محاربة الفساد والذى استشرى كثيرا خلال فترة الحرب وقبلها، خصوصا فى الولايات ،بسبب إعتماد بعض الولاة على كوادر فسدت خلال عهد المخلوع البشير ، فعاثت فسادا وبصورة أسوأ من ذاك العهد ،اصافة للفاسدين من بعض المسؤولين القحاطة واتباع أحزاب عميلة ، فهل يمتلك كامل إدريس الإرادة والقوة لمحاسبة الفاسدين؟ نتمنى ذلك.
*التحقيق فى شبهة فساد فى بعثة الحج لهذا العام ، يجب أن يمتد ليشمل بعثات الحج بالولايات ، والتى ظلت معظمها ولعقود تشهد فساداً إدارياً وماليا ، فى اسوأ نوع من الاستغلال للشعائر الاسلامية.
*محاربة الفاسدين والمفسدين من قبل رئيس الوزراء تحتاج الى دعم ومؤازرة من الجهات العدلية والنظامية ومن المخلصين من أبناء هذا الوطن.
*مايحيرنى هو أن البعض ذهب إلى الحج بنية استباحة أموال الحجيج ونهبها ، ترى كيف وقفوا أمام الله وفى بيته الحرام وهم بلا وازع من دين أو ضمير؟، فهل يضحكون على الله أم يخدعون أنفسهم ؟(فى قلوبهم مرضا فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون) صدق الله العظيم، ولنا عودة.
السابق بوست
القادم بوست
التعليقات مغلقة.