الايام نيوز
الايام نيوز

عبد الخالق بادى يكتب:قمة الدوحة بلاجديد

0

للحديث بقية
عبد الخالق بادى
لاجديد فى قمة الدوحة
لم يخيب معظم قادة المسلمين والعرب شعوبهم فى قمة الدوحة الطارئة أمس الإثنين ،وخرجوا إليهم ببيان، لم يلبى ولو ١٠٪من تطلعاتها، حيث جاء البيان كالمعتاد مليئا بعبارات الشجب والتنديد وباشد العبارات لهجوم الكيان المحتل على الدوحة فى التاسع من الشهر الحالي.
وحقيقة فى سؤال محيرنى، وهو ما الفرق بين الادانة والإدانة باشد العبارات ، (أهو كله مجرد كلام والسلام) لن يغير من الواقع شيئاً.
نعود لموضوعنا ،حيث يتخذ أى قرار أو الاتفاق على خطوة عملية ترد الإعتبار للمسلمين والعرب، وتردع الكيان المحتل الذى يتباهى بجرائمه مع حليفه امريكا .
ورغم حالة التشاؤم التى أعقبت بيان القمة الطارئة ، إلا أنه وللحقيقة وحتى نكون منصفين، كانت هنالك بعض الومضات التى يمكن البناء عليها فى المستقبل القريب والبعيد.
فمن خلال متابعتنا لكلمات القادة العرب المسلمين ، تعتبر كلمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأهم والأبرز ، حيث فتح أذهان الجميع لأمر مهم للغاية، سيقلب موازين القوة أن عض عليه المسلمون بالنواجذ.
فقد لمس الرئيس المصرى جوهر القضية بتكرقه للمفاهيم التى بنى عليها الصراع بين المسلمين واليهود ، وذلك عندما قال:(يجب أن نغير مواقفنا من نظرة العدو لنا)، ثم أردف قائلا:(أن انتهاكات إسرائيل تهدد اتفاقيات السلام).
وهذا كلام مهم جدا ، فمعروف أن اليهود يتعاملون معناةكلنا (عرب ومسلمين) على أننا أعداء دون أى استثناء ، وبالتالى فإنهم يتعاملون مع القضية ببننا وبينهم ،على أساس أنها قضية دينية ومقدسة، لذلك فهم لن يكترثوا لقرارات أممية أو إدانات لا باضعف العبارات ولا باشدها، وهذا مالايريد أن يقتنع به معظم قاداتنا وبعض الشعوب، والذين يريدون أن يحصروا الصراع فى اطار بعيدا عن الأيديولوجيات، وهذا هو سبب هزيمتنا فى ١٩٤٨ و١٩٦٧ والآن.
والرئيس السيسى بكلامه المهم هذا ، وكأنه يريد أن ينبه الجميع بأن
الصراع الآن دخل منعطف خطير، وبات لا يهدد فلسطين والفلسطينيين بل كل دول المنطقة ومقدسات المسلمين، بما فى ذلك الدول التى وقعت اتفاقيات مع اليهود، وأنه علينا كقادة وشعوب أن نتعامل مع الصراع على أنه صراع بقاء ، نكون أو لانكون.
ومن الكلمات المهمة التى تابعتها فى قمة الدوحة أمس ،كلمة الرئيس التركى أردوغان ،والذى أكد أن اسرائيل (لن توقف اعتداءاتها الا بردعها بالقوة، وقال: أن لدينا إمكانات كبيرة يمكن أن تكون مصدر قوة لنا)، وهذا كلام مهم ، فليس هنالك ما ينقصنا لكى نوقف اليهود عند حدهم، بل اجتثاثهم من المنطقة نهائيا ، فلدينا المال والعلم والتكنولوجيا ، وما نحتاجه هو الإيمان بالله ، والذى يمنحنا الإرادة الكافية لكى نصبح قوة كبرى يعمل لها ألف حساب، كالصين وروسيا والهند والبرازيل.
إن أى حديث عن وحدة الصف العربي والإسلامي والمصير المشترك، وايضا حديث قادة الخليج من أن الاعتداء على أى دولة خليجية يعتبر اعتداء على كل دول الخليج ،لن يكون له أى معنى ولن ينتبه اليه أحد ، إذا لم يترجم إلى عمل يردع اليهود وكذلك امريكا، والتى برهنت عمليا لا قولا بأن تحالفها مع الخليج والعرب مجرد شعارات ومن أجل جنى المال، والذى يستخدم فى دعم اليهود، فحليفها الحقيقى والوحيد هو الكيان الغاصب ،ويكفى فقط تواطؤ ترمب ومباركته للضربة الإسرائيلية على قطر ، فهو كان على علم تام بها وقبل خمسين دقيقة من الهجوم الارهابى، فهل بعد هذا نعمل لترامب الكذاب ولامريكا ألف حساب ؟.
ومن الكلمات المهمة أيضا كلمة الرئيس عبد الفتاح البرهان رئيس السودان ، والذى أراد بحديثه عن ما يواجهه بلدنا من حرب واعتداء وتآمر دولى،ان يذكر القادة العرب والمسلمين والعالم ، بأن قضية السودان قضية عربية إسلامية أيضاً ، وأن ما يتعرض له السودان اكبر مما تتعرض له الدوحة، ولايقل عن حرب اليهود على الفلسطينيين ، فنفس الدول التى تدعم اليهود لقتل العرب ،تدعم المليشيا المتمردة والمرتزقة لغزو السودان وقتل وتهجير شعبه.
نعود ونؤكد بأن دوران معظم الدول العربية فى فلك امريكا ولعقود طويلة ، أضاع الكثير من الوقت فى علاقات هى فى الأساس من طرف واحد، وقد شغلها عن أهم أمر كان يجب أن تنتبه له ، خصوصا مع ثورة النفط فى سبعينيات القرن الماضى، ألا وهو بناء جيش موحد وقوى يعمل على حمايتها ، فليس من المنطقى أن تطلب من يناصر عدوك ويوفر له السلاح ليقتلك ،أن يوفر لك الحماية ، مهما كانت الاسباب، ونحن الآن نعيش عصر تعيش فيه امركا وحلفائها الغربيين اسوأ أيامهم،
فدولة واحدة (روسيا) استطاعت أن تستنزفهم وتربك حساباتهم بل تضعفهم
، بل تسببت حربها على أوكرانيا فى حدوث خلافات جوهرية بين دول اوروبا فيما بينها، وبين أوروبا وامريكا ، فعهد القطبيةالواحدة بدأ يتلاشى ، وحديث ترمب وأمثاله بأن أمريكا أقوى بلد فى العالم، حديث استهلاكى ، لأن هنالك دول مثل الصين، تتقدم بسرعة الصاروخ فى كل المجالات ، وفى غضون أعوام قليلة ستصبح القوى الأكبر فى العالم.
يجب أن يكون لنا كمسلمين وعرب لنا موقع فى العالم ، فإلى متى نظل مجرد بقرة حلوب ، يتسابق الانتهازييون على حلبها، يجب أن نفيق اليوم قبل الغد من غيبوبتنا ، ونستفيد من امكاناتنا البشرية والمادية المهولة وموقعنا المميز، وأن نخرج من دائرة التآمر ضد بعضنا البعض ، وإلا فلن تقوم لنا قائمة والحريق ستتسع رقعته وتصل إلى كل القصور ، وعندها لن ينفع الندم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.