مخرجات اجتماع مجلس الأمن والدفاع:
حسم التمرد… الترحيب بجهود السلام بشروط… لاعزاء للجنجويد وعملائهم
كتب: عبدالخالق بادى
جاءت مخرجات اجتماع مجلس الأمن والدفاع الذى عقد أمس بالخرطوم واستمر لساعات، ملبية لتطلعات الكثير من السودانيين ، حيث حددت الحكومة والجيش موقفهما بوضوح، بأن لا هدنة إلا استنادا على اتفاق جدة ٢٠٢٣م ، وتنفيذ شروط متفق عليها مسبقا مع المتمردين باخلاء المدن التى يحتلونها وتسليمها للشرطة السودانية.
بيان الأمس أزاح الغشاوة التى التى تسبب فيها الخونة والأعداء والمتعاونين معهم ،والذين ظائما مايبرعون فى تغبيش الحقائق والكذب على المواطن باعلامهم المضلل ، كما كشف نفاقهم ، بخصوص السلام وانه بات قريبا،وهم أصلا دعاة حرب شاركوا فى اشعال الحرب الحالية مع المليشيا والمرتزقة فى أبريل ٢٠٢٣م، بل هناك من اقسم بأن الأمر انتهى وبدأ فى تأليف سيناريو غير حقيقى
صور فيه الجيش والحكومة الشرعية فى موقف المنهار ، وأنه ليس أمامها غيرالرضوخ لضغوط الرباعية (المنحازة للجنجويد) ، والتى تسعى لتقسيم السودان .
ما خرج به اجتماع مجلس الأمن والدفاع السودانى باستنفار الشعب السودانى الحر للوقوف مع جيشه والمتحالفين معه أمس لا يعنى أن الحكومة والجيش غير راغبين فى السلام (كما يروج جماعة قحت وتاسيس والمتآمرين وعلى رأسهم الدويلة المنبوذة)، بدليل أن البيان جعل الباب مفتوحا لأى مساعدة جادة لتحقيق السلام الذى يحفظ للمواطنين ولبلدهم كرامتها، سواء امريكا أو غيرها.
وحقيقة ليس من العدل أن تدعوا أو تطالب بهدنة واتفاق جديد ،وهناك اتفاق سابق وقع عليه الجيش والمتمردين فى مايو ٢٠٢٣م بجدة لم ينفذ منه ولا حرف واحد، كما كيف تدعو لهدنة والطرف المعتدى يحتل مدن سودانية تابعة للدولة السودانية ويعيق فيها فساداً على مرأى من الرباعية وامريكا وكل دول العالم والمنظمات الدولية، والتى تجيد فقط لغة التحذير والقلق وتحدثنا دائما عن مخاوفها دون أن تحرك ساكناً.
أذا كانت الولايات المتحدة حريصة فعلا على السلام فى السودان ، فعليها أولا أن تلزم المتمردين بتطبيق ما وقعوا عليه قبل عامين بجدة، والذى كان برعاية أمريكية سعودية ، وإلا تكون هذه الدعوة غير جادة وراءها مآرب أخرى.
ثم أين كانت هذه الدعوات للسلام والهدن عندما كان المتردون يحاصرون الفاشر ؟لماذا لم تطالب امريكا والمتآمرين على السودان حينها بأى هدنة وفك حصار مواطنى الفاشر؟ أين كان هذا الحماس والحكومة والجيش قد بح صوتهما وهما يناشدان المجتمع الدولى ودول العالم لإنقاذ مواطنى الفاشر الذين جوعتهم المليشيا المتمردة ؟.
لقد اعتقد المتآمرون والعملاء والخونة بأن احتلال الجنجويد الإرهابيين للفاشر مثل قاصمة الظهر للجيش والحكومة الشرعية ، ورأينا ذلك من خلال الفرح الهستيري للعملاء والمتعاونين ، فقد كانوا فرحين بالاحتلال بالابادة التى تعرض لها أهلنا بالفاشر ، إلا من إدانات خجولة من بعض العملاء تكاد لاتسمع، وهى كانت فقط لحفظ ماتبقى من ماء الوجه، وليست إدانة لذاتها .
وواقع الحال يؤكد ما أسلفناه ، بأن السلام الذى يروج له الأعداء والمتحالفين معهم مجرد.مناورة، بدليل أن المتمردين والمرتزقة وعندما احتلوا الخرطوم والجزيرة لأكثر من عام ، لم يكن راغبين حينها فى اى نوع من الهدن، بل حتى الهدن التى تم التوقيع عليها اخترقوها، لانهم كانوا يظنون أنهم الطرف الأقوى وأن الجيش قد انهار ،وأن بقية ولايات السودان سيحتلونها تباعاً وفى فترة وجيزة.
إلا أنه وبحمد الله وتوفيقه استطاع ابطال الجيش والمساندين له والمتطوعين من شباب السودان الواعى واامخلص، نجحوا وفى اشهر معدودة تدمير العدو، و تطهير العاصمة وكل ولايات الوسط التى تم احتلالها، عليه فنقول للمتمردين وأعوانهم وربائبهم ،إن احتلال الفاشر ليس نهاية الحرب ولايعطى للجنجويد والمتآمرين والخونة أى أفضلية ، بل العكس، فقد ألبت العالم ضدهم وضد الدويلة المعتدية ، وأدخلتهم فى دائرة المساءلة القانونية من المحكمة الجنائية والتى رصدت كل الجرائم والانتهاكات التى ارتكبت بحق المواطنين المساكين فى الفاشر، كما أن أميركا قالتها بصراحة أن الجنجويد ارتكبوا فظائع فى الفاشر وأنه لن يتم الاعتراف بأى حكومة موازية لحكومة السودان الشرعية ، واكدت أيضاً ودبأنه لن يكون للجنجويد أى دور فى أى اتفاق سياسى فى المستقبل القريب.
أما تباكى البعض من العملاء والمتواطئين مع المتمردين على الوضع الإنساني المتردى، سواء داخل الفاشر أو فى المناطق التى نزحوا إليها ، فالسؤال هنا ، من الذى تسبب فى هذه الأزمة الإنسانية المؤلمة؟ أليس هم الجنجويد وسادتهم وحلفائهم ، ومن حاصر الفاشر لعامين وجوع المواطنين حتى مات المئات منهم ،بعد أن منع عنهم الغذاء والماء والدواء؟ أليس هم نفس المجرمين الذين جاؤوا الآن وزرفوا دموع التماسيح على معاناة المواطنين الذين ابادوهم داخل المشفى السعودى وفى كل مكان بالفاشر وخارجها.
أى سودانى أصيل وطنى يعلم علم اليقين أن الدعوة لهدنة إنسانية هى دعوة باطل أريد بها باطل ، لأن من يرتكب الفظائع والانتهاكات والتى لم يشهد العالم مثيل لها فى المائة سنة الماضية حتى فى فلسطين وغزة، لايمكن أن يصبح بين عشية وضحاها داعية حقوق انسان ، أو رجل سلام ، وهو لايعرف عن الإنسانية والسلام شىء غير اسميهما.
ليس من المستغرب ما قام به بعض ساسة الغفلة وعطالة السياسة من اتباع قحت وصمود وتأسيس بتوقيع مذكرة يدعون فيها الرباعية (المنحازة للمتمردين) للضغط على طرفى الصراع (كما جاء فى مذكرتهم )، وهم طبعا يقصدون الضغط على الجيش والحكومة ، وهم ينسون أن الجيش والحكومة لن يعترفا بهذه الرباعية طالما أن الدويلة التى تقتل السودانيين أحد أطرافها ، فلا يمكن أى تقبل أى دولة تحترم نفسها أن تشارك الدولة التى تمول الحرب ضدها وتبيد شعبها فى أى حل ، فإذا تبقى لمن خانوا بلدهم ذرة من ضمير ، وإذا كانوا حقا يريدون ايقاف الحرب ، فليضغطوا على سادتهم الإماراتيين وعلى حليفتهم المليشيا المتمردة لوقف القتال والانسحاب من كل المناطق التى احتلتها، بدلا من الإصرار على إطالة أزمة السودانيين بمظاهرة الأعداء والقفز فوق الحقائق ، فالسير فى درب العمالة نهايته (وحشة).
نحمد الله أن أغلب الشعب السودانى واع لما يحاك ضد بلده ، وما التظاهرات الضخمة التى شهدتها مدن السودان وعواصم العالم ، بل حتى الهيئات الرياضية ومشاهير اللاعبين ، والذين عبرواعن تضامنهم مع الشعب السودانى وادانتهم للابادة والجرائم التى ارتكبها الجنجويد ومن يدعمهم،نصر الله جيشنا العظيم القوات المساندة له ، ورحم شهداء الحرب وشفى الجرحى واعاد المفقودين والمأسورين ، وأن ينعم علينا وعلى بلادنا بالأمن والاستقرار والرخاء.
السابق بوست
القادم بوست
