﷽
الحمدلله القائل
“وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ” [الحجرات: (9، 10)] .
والصلاة والسلام على النّاصح الأمين القائل ( الدين النصيحة ، قلنا : لمن يا رسول الله قال : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) رواه مسلم .
أمّا بعد :
فقد تابع الاتحاد السوداني للعلماء والأئمة والدُّعاة أنباء الاحتراب والاقتتال العنيف بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع منذ صباح السبت ٢٤ رمضان ١٤٤٤هـ الموافق ١٥/٤/٢٠٢٣م
ولا يزال مستمرا ومتصاعدا ،
وقد راعنا كما راع كُلّ مسلمٍ
ما آل إليه أمر السودان وأهله الطيبين حيث تسلطت عليهم ثلة محدودة تريد العبث بهويتهم وكرامتهم وسيادتهم ومآل حالهم، وترهنهم للمؤسسات الدولية، والدول الأجنبية عبر سفاراتها ورجال استخباراتها
وبناءً عليه فإنّ العلماء والأئمة والدُّعاة
يتوجهون بهذا البيان والتبيان لأمّة السودان جيشها الرّسمي وشعبها المسلم الأبي :
♦️أولًا :
ننصح المؤسسة العسكرية القوات (المسلحة السودانية )ممثلة في قائدها العامّ أن يكونوا على حذر من عواقب التفريط في سيادتهم على البلاد ؛ وأن لا يسمحوا لأي جهةٍ مهما كانت وأيّاً كانت أن تقحم نفسها وتحشر أنفها في شأن يخص السودانيين وحدهم ؛ وليعلموا أنه لن تفلح أمّةٌ فرّطت في سيادتها وسمحت لعدوها أن يتحكم في إرادتها ، ونحذرهم مرةً بعد مرّة ونكررها ونؤكدها ؛ أن لا يستجيبوا للضغوط الأجنبية ولا يقبلوا لهم رأياً أو مشورة لأنّهم لا يريدون للسودان وأهله خيرا قال تعالى : ﴿ مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾(105)البقرة
♦️ثانيًا:
ليس بخافٍ أنّ هذا التمرّد المخذول والذي تورطت فيه قيادة الدّعم السريع ماهو إلا تنفيذ لأجندة دول خارجية تعمل بإصرار مشبوه على التدخل في شأن السودان وتؤزّ بكل قوّةٍ عملاءها عبر سفاراتها للعبث بهُوية السودان العربية المسلمة وزعزعة استقراره وخرق نسيجه المجتمعي المحافظ .
تحت غطاء مايسمّى بالاتفاق الإطاري العلماني المحارب للدين و المفكك للجيش
♦️ثالثًا:
ليحذر جنود الدعم السريع أن يكونوا وقودا لمعركة لا تخصهم، وأن التسليم والاستلام مع العفو بحسب إعلان الجيش خير لهم من التمادي في معركة خاسرة هي للانتحار أقرب منها للانتصار.
♦️رابعًا :
على القوات المسلحة أن تمضي بعزيمةٍ وإصرار وتتصدى لهذه المؤامرة القذرة ، وأن تتخذ كُلّ التدابير التي في وسعها للحفاظ على أرواح النّاس وممتلكاتهم والمرافق الحيوية والبنية التحتية التي تقوم عليها حياة النّاس
من الماء والكهرباء والمستشفيات وغيرها .
ونذكّر قيادة القوات المسلحة وجندها الذين يباشرون القتال بأنّ جنود الدعم السريع يقاتلون تحت راية بغي ونوصيهم بحسن معاملة الأسرى وعدم الإجهاز على الجرحى كما هو مقتضى الأدلة الشرعية في أحكام البغاة إلى حين الفصل في أمرهم قضائيا. وأن يؤكدوا عليهم النداء أنهم إذا استسلموا فهم آمنون ،
♦️خامسًا:
تنبيه وتحذير لقيادة القوات المسلحة أن تقع مستقبلا في مثل هذا الخطأ وإنشاء أي قوة موازية للقوات المسلحة وأخذ العبرة والعظة مما حدث
♦️سادسًا:
يناشد اتحاد العلماء كافّة أهل السودان إلى رفض هذا التمرد
ورفض كل التخرصات التي تطلقها قيادة الدّعم السريع
باسم الشعب السوداني ، وأن يتنادوا إلى الاصطفاف
خلف القوات المسلحة دعما ومؤازرة ونصرة.، وإلى نبذ الفرقة والتناحر، وإلى الحفاظ على وحدة البلاد وسيادتها.
وعلى كل المؤسسات الشعبية والكيانات و الهيئات أن تشد من أزر القوات المسلحة فهي تخوض حربا ضدّ قوى تتآمر
وتسعى لتفتيت البلاد وتمزيقها ورهنها لتجار الحروب وصناع الأزمات ودعاة الفتنة
وختامًا :
نُذّكرُ عُمّار المساجد في هذه الليالي المباركة من رمضان أن يلحوا على الله في الدعاء أن ينصر الجيش ويكبت
أعداء الدين والمسلمين ، فإن الدعاء أقوى سلاح وبه تتنزل البركات ويتحقق النصر.
ختاما نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن ينزل النصر وأن يدحر العدو
وأن يحفظ لنا ديننا وأمننا إنه سميع قريب مجيب.
الأمانة العامّة
الثلاثاء
26 رمضان 1444 هجري
17 أبريل 2023
التعليقات مغلقة.