مفارقات وحكايات من وحى الحرب بقلم :عبدالخالق بادى
مفارقات وحكايات من وحى الحرب بقلم :عبدالخالق بادى
الحرب التى تدور رحاها فى الخرطوم منذصباح السبت ٢٠٢٣/٤/١٥م بين الجيش ومليشيا الدعم السريع ،شهدت الكثير من المفارقات والحكايات السياسية والعسكرية و الاجتماعية والإنسانية ،كما خرج الكثيرون بدروس وعبر منها،فى هذه المساحة نستعرض بعضها :
*الحرب غيرت كثيرا من نمط الحياة فى الخرطوم خصوصا فى بعض الأحياء المعروفة بالعلاقات الإجتماعية الضعيفة ،فشح الغذاء وانقطاع خدمة المياه والحصار بسبب الاقتتال ،ادى لعودة التكافل الاجتماعى بها وهو ما جبل عليه السودانيون.
*فتاة متزوجة تعيش فى الخرطوم،ظلت مقاطعة لوالدها الذى يعيش فى الأقاليم لسنين طويلة بسبب خلافات اسرية،ووصل بها الأمر لدرجة أنها لا ترد حتى على اتصالاته أو رسائله،وعندما اندلع القتال وتوقف الحال،ضاقت بها الأرض بمارحبت،ولم تجد من تلجأ إليه غير والدها ،فاتصلت به ومن أول رنة فتح الخط ،فأخبرته بحالها، فنسىى عقوقها له وقال لها:يابنتى انا ابوك و البيت عملتوا عشانك وعشان أخوانك تعالى طوالى ،صحيح(أحن من الوالد كضاب).
*واحد مقاطع أهله وقريته لعقود،ظنا منه أن ما شيده من سرايات وما ركبه من فارهات وما جناه من مال وفيرستغنيه عن أهله ، إلا أن الحرب قيدة حركته فلم يكن قادرا حتى على شراء مواد غذائية لأسرته بعد أن أغلقت الأسواق وضاق الحصار،فبات يبحث عن طريق للخروج ولكن إلى أين ؟الى قريته التى هجرها لعقود ،وعندما وصلها بعد معاناة ظن أن أهله سينكرونه،ولكنهم تدافعوا نحوه وأسرته مرحبين بهم، فأخذ يبكى ندما على عقوقه ،صحيح(الدنيا دوارة).
*كلمة (الهدنة) أصبحت لها معى آخر غير معناها الحقيقي ،فهى أصبحت مصطلح حربى تكتيكى ،يدعو له الطرف الضعيف لالتقاط الأنفاس وللحصول على دعم لوجستى أو إعادة انتشار،بدليل أن كل اتفاقات الهدنة السابقة فشلت ،وأنا متأكد أيضا أن اللاحقة أيضاً ستفشل.
*الهجوم الكبير الذى يشنه اتباع البشير وانصارالحزب المحلول ضد مليشيات الدعم السريع غريب ،فكل الناس يعلمون أن رموز الحزب المعزول هم من أنشأوا هذه المليشيات فى٢٠١٤م، فالاولى لهؤلاء أن يعترفوا بخطئهم الجسيم فى حق المواطن والوطن وجيشه الهمام ،وعليهم أن يعتذروا للشعب ولجيشه بدلا من ذر الرماد فى العيون(الشينة منكورة).
*تفاعل المواطنين بالخرطوم مع حملات التمشيط واستقبالهم للجيش استقبال الفاتحين ، أمر طببعى ومتوقع،فلكل مواطن ومواطنة ضلع فيه ،فالجيش جيش السودان وهو صمام الأمان.
*التهديدات التى يطلقها بعض اتباع العهد المنهار ضد ناشطين سياسيين أو صحفيين وكيل السباب والاتهامات لهم وبذات الأسلوب القديم، تصدر من أشخاص غير سويين تسيطر عليهم أوهام،ومن يظن منهم بأن انتصار الجيش( إن شاء الله) هو انتصار لهم ولرموزهم فهو يشيع كذباً ،ويؤكد بأنه لا يعرف مبادىء وقيم الجيش السودانى،و عقارب الساعة لا يمكن أن تعود إلى الوراء،فالمعطيات غير والشخوص غير (وتلك الأيام نداولها بين الناس)هل فى ذلك شك.
*حملة إجلاء الدبلوماسيين والرعايا الأجانب من الخرطوم وبالتعاون مع الجيش ،تؤكد أنه الأكثر سيطرة ويملك زمام المبادرة ،بدليل أن البعثات تنسق معه وليس مع المليشيات، أما حديث المليشيات عن فتح المطارات لإجلاء رعايا الدول ،فهو دعاية إعلامية ليس إلا.
*المبادرات الإنسانية والإجتماعية التي انتظمت عدة ولايات وتهدف لايواء الأسر التى غادرت الخرطوم بسبب الحرب،نتمنى أن تتواصل وأن تشمل تلك الأسر التى تقطعت بها السبل وأصبحت عالقة ولا تملك تكاليف الخروج لمكان آمن ،وهذه دعوة للخيرين داخل وخارج القطر بالتكفل بترحيل هذه الأسر والتى أصبحت مهددة بالموت جوعا.
*نشيد بمبادرة وزارة الأوقاف السعودية بالتكفل بسكن وإعاشة السودانيين الذين أدوا العمرة وحالت الحرب دون عودتهم لبلدهم ،تحية للملكة وهذا ليس بغريب .
التعليقات مغلقة.