الايام نيوز
الايام نيوز

سوليفان يبحث مع ولي العهد السعودي تطوير العلاقات والسلام في اليمن

واشنطن – تشكلت قناعة لدى إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بأن عهد الضغط على السعودية واجبارها على التكيف مع سياساتها قد ولى وانقضى، وأن تلك المساومات والتهديدات لن تؤدي إلى أي نتيجة بل تضر بمصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وعلى هذا الأساس فقد اتجهت إلى التركيز على تعزيز علاقاتها الاستراتيجية مع المملكة بإيفاد أكثر من مسؤول خلال الفترة الأخيرة لتبريد الأجواء.

وتكشف جولة المحادثات الأخيرة التي جرت بين مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان وولي العهد السعودي محمد بن سلمان خلال زيارته للمملكة مساء الأحد عن أن إدارة الرئيس جو بايدن، التي سبق وأن هددت بإعادة النظر في علاقاتها مع السعودية، انتهت إلى الإقرار بأن الرياض أكبر من أن يمكن إضعاف التحالف معها، وأنها حجر زاوية في المنطقة يجدر التعاون معها بدلا من تهديدها.

وجرى خلال اللقاء الذي جمع ولي العهد السعودي ومستشار الأمن القومي الأميركي في مدينة جدة على ساحل البحر الأحمر “استعراض العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات كما تم استعراض مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك” وفق وكالة الأنباء السعودية الرسمية “واس”.

وحضر اللقاء من الجانب الأميركي السفير الأميركي لدى المملكة مايكل راتني، ومنسق شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجلس الأمن القومي بريت ماكغورك، والمنسق الرئاسي في وزارة الخارجية آموس هوكستين، وكبيرة مستشاري الأمن القومي أريانا بيرنجاوت.

وقال البيت الأبيض إن مستشار الأمن القومي الأميركي التقى مع ولي عهد السعودي خلال زيارة للمملكة الأحد واستعرض ما وصفه البيت الأبيض بأنه “تقدم كبير” في جهود السلام في اليمن.

وفي زيارة تهدف إلى تعزيز العلاقات المتوترة في كثير من الأحيان مع الرياض، أجرى سوليفان أيضا محادثات مشتركة مع ولي العهد ومستشار الأمن القومي الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان ومستشار الأمن القومي الهندي أجيت دوفال “لتعزيز رؤيتهم المشتركة لمنطقة شرق أوسط أكثر أمنا وازدهارا وترابطا مع الهند والعالم”.

وفي وقت سابق، أفاد موقع “أكسيوس” الأميركي نقلا عن مصدر مطلع بأن مستشاري الأمن القومي السعودي، والأميركي والإماراتي والهندي الذين يزورون الرياض سيناقشون مشروع بنية تحتية قد تعمل على ربط دول الخليج وباقي الدول العربية عبر شبكة من السكك الحديدية مع الهند.

وبحسب الموقع، فإنّ هذا المشروع يعتبر من المشاريع المهمة بالنسبة لواشنطن، إذ يعد إحدى المبادرات الرئيسية التي تريد الولايات المتحدة رعايتها في الشرق الأوسط مع تنامي نفوذ الصين في المنطقة.

ونقل الموقع عن مسؤول أميركي قوله إنّ المشروع سيكون أحد الموضوعات العديدة التي ستُناقش خلال الزيارة.

وبحسب المصدر، فقد جاءت فكرة هذه المبادرة خلال المحادثات التي جرت على مدار 18 شهراً في منتدى مجموعة “I2U2″، الذي يضم الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات والهند.

وجاء اجتماع سوليفان بعد فترة تضررت فيها العلاقات الأميركية السعودية بسبب تخفيضات إنتاج النفط من قبل مجموعة أوبك+ التي تقودها السعودية وخلافات حول مقتل الصحافي جمال خاشقجي كاتب العمود بصحيفة واشنطن بوست في 2018.

وقال بيان البيت الأبيض “استعرض (سوليفان) التقدم الكبير في المحادثات الرامية لتعزيز الهدنة المستمرة منذ 15 شهرا في اليمن، ورحب بالجهود الجارية التي تقودها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب، بالإضافة إلى تناول مجموعة أخرى من القضايا”.

وأضاف البيان أن سوليفان، كبير مساعدي الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي، شكر أيضا ولي العهد السعودي على دعم السعودية للمواطنين الأميركيين في أثناء الإجلاء من السودان.

وتعد الزيارة أرفع زيارة يقوم بها مسؤول في إدارة الرئيس الأميركي منذ الزيارة الرئاسية إلى جدة في يوليو 2022 وتأتي في أعقاب اتفاق الرياض وطهران في الماضي بوساطة الصين عن الاتفاق على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما بعد قطيعة استمرت سبع سنوات، إثر مهاجمة البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران. ونظرت واشنطن إلى الاتفاق بتردد رغم أنها رحبت به، عندما قال البيت الأبيض إنه لم يتضح بعد ما إذا كان الإيرانيون “سيفون بالتزاماتهم”.

ويقول مراقبون إن العلاقات بين الرياض وواشنطن بدأت الآن تشق طريقا جديدا. وأصبح من الجائز أن تتبنى الرياض مبادرات ومقاربات قد لا ترضي البيت الأبيض، إلا أنه يتعين على واشنطن أن تتحملها وتحاول تفهمها كما تفعل مع حلفائها الآخرين، بدلا من التعامل معها وكأن السعودية يجب أن تمتثل للسياسات التي تقررها واشنطن.

وبحسب المراقبين، فإن هذه الصفحة قد انطوت، وهي تذهب إلى أبعد من ذلك أيضا، بأن أصبحت قيادة ولي العهد لبلاده موضوعا غير قابل للجدل ولا حتى الانتقادات.

وكان سوليفان قد تحدث هاتفيا مع الأمير محمد بن سلمان في 11 أبريل الماضي وأشاد بالتقدم المحرز في إنهاء حرب اليمن و”الجهود غير العادية للسعودية لمتابعة خارطة طريق للسلام” وفق بيان أصدره البيت الأبيض.

وأشارت وزارة الخارجية الأميركية إلى إن المبعوث الأميركي الخاص لليمن تيم ليندركينغ سافر إلى عُمان والسعودية في وقت سابق من هذا الشهر للسعي لدفع جهود السلام في اليمن.

وتدخل تحالف عسكري تقوده السعودية في اليمن عام 2015 بعد أن أطاح الحوثيون المتحالفون مع إيران بالحكومة من العاصمة صنعاء.

وأجرى وفد سعودي، يسعى إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بشكل دائم لإنهاء التدخل العسكري في الحرب، محادثات سلام في منتصف أبريل في صنعاء مع جماعة الحوثي التي قال كبير مفاوضيها إن المحادثات أحرزت تقدما وإن مناقشات أخرى ستُجرى لتسوية الخلافات العالقة.

وفي 13 و14 أبريل الماضي، زار منسق مجلس الأمن القومي الأميركي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا ​بريت ماكغورك، والمنسق الرئاسي الخاص للبنية التحتية وأمن الطاقة عاموس هوكشتاين، السعودية، وانضم إليهما المبعوث الخاص لليمن تيم ليندركينغ.

وبحث الوفد الأميركي مع ولي العهد السعودي، آنذاك “عدة موضوعات من بينها إيران والخطوات الرامية لإنهاء الحرب في اليمن”.

ولم يتوقف الأمر عند المسؤولين الأميركيين، بل إن السيناتور الجمهوري، ليندسي غراهام، التقى قبلها بيوم واحد، ولي العهد السعودي، في جدة، لبحث العلاقات بين البلدين.

والملفت أن غراهام، الذي كانت له مواقف متشددة من السعودية، وصف اللقاء مع الأمير محمد بن سلمان، بأنه كان “بنّاء

التعليقات مغلقة.