صباح محمد الحسن تكتب العطا بين المعركة والسياسة !!
خرج الفريق ياسر العطا أمس الأول من ميدان المعركة المشتعلة في ذروتها في وقت لايصلح فيه الحديث عن السياسة لأن الجيش اختار طريقة واحدة للحوار منذ ١٥ ابريل وبدل لغة التصريح السياسي بلغة البندقية ، ففي عرف الحرب والمعارك العسكرية الحديث في السياسة يأتي بعد حسم المعركة سيما أن الجيش حاكما للبلاد ، فالفريق ياسر العطا ( القائد الميداني ) ما الذي يجعله يتحدث عن الإطاري والإقصاء في وقت جنوده يقدمون ارواحهم فداء هذا الوطن ، لاهم لهم الآن سوى الإنتصار ، اليس إنشغال الجيش بالسياسة هو أحد اسباب تأخر حسم المعركة حاليا !!
وقال ل «الشرق الأوسط» : إن الاتفاق الإطاري أتى لخدمة المجلس المركزي (الحرية والتغيير) لإقصاء الآخرين والسيطرة عليهم والإنفراد بالسلطة ، و بعد الحرب بإذن الله، سندعو المجلس المركزي والكتلة الديمقراطية وكل الأحزاب وأصحاب الاتفاقيات السابقة للتشاور معهم فإن اتفقوا دون إقصاء ودون تلاعب بالوطن وأمنه، فمرحباً، وإلا فسنعين حكومة تصريف أعمال مقتدرة لمدة سنتين .
والعطا هو واحد من أعضاء لجنة البشير الأمنية الذي وضع يده مع القيادات الاسلامية القابضة اليوم على سلاح المعركة ، او بالأحرى التي خططت ونفذت الحرب ، أي (تيار النار ) الذي يرفض الحوار ، قصد بالتصريح في هذا التوقيت والحرب يتصاعد دخان اشتباكها في الخرطوم وتصعد ارواح ضحاياها الي عنان السماء ، التصريح الذي لم يأت صدفة وكان الغرض منه إرسال رساله تعبر عن ردة فعل محددة ، فالتفاوض الجاري في جدة ، لفظت مسودته الأولى فلول النظام ، ورفض حتى تسمية الوفد بوفد الحكومة وقال انه لايعترف بحكومة الآن في السودان ولايعرف سوى طرفي المعركة ، الجيش والدعم السريع وهذا يجعل الكيزان خارج اي اتفاق يبرم هناك ، والعطا يدرك مايجري في جدة ، وخيب الإتفاق آمال الكيزان حد ( الولولة والصراخ ) كما أن الاوراق السياسية القادمة لن تكون مرضية ، سيما أن نقطة الإنطلاق تبدأ من حيث وقفت العملية السياسية ، التي ستكون أساس البناء للمستقبل السياسي بعد انتهاء الحرب الأمر الذي ازعج وأغضب فلول النظام البائد واللجنة الأمنية ودفع ياسر العطا للحديث عن الإطاري، ليؤكد انهم مازالوا يتشبثوا بمواقفهم القديمة في عرقلة التحول الديمقراطي ، او انه قصد أن يفسد تفاؤل المراقبين الذين ينتظرون نهاية الحرب الداعين الي الحلول السلمية ، وهو ايضا يعتبر لغة الصراحة لرفض الورقة الثانية للمفاوضات بعد عملية وقف اطلاق النار ووصول المساعدات الإنسانية فالعطا يقول انهم رافضون للحوار ونتائجه وان الحرب مستمرة ، الم يعد بأن ماتبقى إلاّ القليل وان اسبوع ماقبل الحسم شارفت ايامه على النهايات ، وحديث العطا هو لسان القول للتيار الاسلامي داخل الجيش وليس المؤسسة العسكرية التي ابدت رغبتها في الحوار فالعطا بهذه التصريحات يمثل جناح كرتي وليس الجيش
وغريب ان يهدد الرجل الذي مارست سلطته الانقلابية أقسى انواع الإقصاء وتعدت على الحكم المدني بقوة السلاح ، يهدد ويحذر من ضرورة عدم الإقصاء، ( النغمة المشروخة ) ولعبة الخديعة التي كانت سبب الانقلاب والمراوغة والهروب من العملية السياسية ، فالجيش بعد انقلابه لم يكتف بأفعاله الإقصائية واعلن عن الحرب لتتفيذ اكبر عملية إقصاء سياسي عبر انقلاب الاسلاميين الدموي الذي نعيش حربه الآن
اما حديثه عن أن حميدتي يملك مخزونا كبيرا من الذهب!! . فالمعلومة ليست جديدة لا للعطا ولا للشعب السوداني، فالذهب يتم نهبه من قبل آل دقلو لسنوات عديدة تحت علم ودراية القوات المسلحة فحميدتي كان شريكا للعسكريين قاسم معهم كل شي ، حتى تهريب الذهب ، يعلم العطا ان ثمة عسكريين يعملون في هذه التجارة ، لهذا فإن ملامح السوء التي تجمع بين مليشيا الدعم السريع ومليشيا الكيزان هي التي بددت احلامهم ووقفت حاجزاً دون تحقيق انتصاراتهم في وقتها، إذن لتنتهي المعركة اولا ، فالحديث عن من الذي يهدد ويقرر مستقبلا سابق لأوانه !!.
طيف أخير :
لا للحرب ..
للذين يحاصرون المنبر والزاوية بالاتهامات الهزيلة و الجوفاء، سنظل نردد لا للحرب ونقف ضد حرب اللجنة الأمنية للبشير وضد مليشيا الجنجويد وضد المليشيا الكيزانية، عاش الوطن وثورته وقوات شعبه المسلحة التي لا تأتمر لكرتي واحمد هارون ، عاش( الديسمبريون )
الجريدة
التعليقات مغلقة.