صفاء الفخل تكتب : ثم ماذا بعد هذا ،، ؟
اتفاقية الهدنة التي تم توقيعها بجدة امس الاول بين ممثلي جنرالات الحرب العبثية ماهي الا إرضاء (وقتي) لطرفي النزاع (البرهان حميدتي) بينما تمثل خيانة للشعب السوداني فماهي إلا عبارة عن اتفاقية لخروج آمن لبعض افراد مليشيات الدعم السريع بأموالهم وثروات الشعب السوداني التي نهبوها لخارج البلاد بينما تمثل للكيزان فرصة لتجميع (آمالهم) التي تبعثرت مع طول أمد الحرب وقد يتوقف القتال لحين ولكنها لاتمثل حلا جذريا لمشكلة البلاد المستعصية اذا لم يؤمن البرهان وأعضاء لجنته الامنية بان (الكيزان) اللذين يقودونهم اليوم هم أس البلاء ومشكلة البلاد الحقيقية وستظل الفتن والدسائس والقتل والخراب والارهاب والسرقة مستمرة اذا لم يتم استئصالهم تماما من المشهد السياسي بجرعات كيماوية (قوية) فهم ورم سرطاني مستفحل يحتاج علاجه للقوة والارادة والقناعة
تقاتل الطرفان للسيطرة علي الحكم من خلال صراعهم الذي دمر كل البني التحتية للبلاد وافقر الشعب وتعطل التعليم والعمل وتوقفت دورة الحياة تماما وانتشر الموت والمرض واليوم عادا ليجلسان باحثين عن كيفية تقاسم (الأمان) ليتربع المنتصر علي كرسي السلطة والثروة والسلاح وليذهب المهزوم ويخرج سالما مكتفيا بما جناه خلال تقاسمه الحكم مع الذي انقلب عليه وانتصر وبالتالي يكون كل طرف قد حقق مبتغاه وليذهب الوطن واهله الي الجحيم فغدا نستنفر العالم ونستجديه لدعمنا لاعادة الأعمار وبالتالي يحصل (الكيزان) علي باب جديد للنهب
هذا الاتفاق الهزيل الذي تم توقيعه واحتفلت به كل المنصات الكيزانية لا قيمة له لدي هذا الشعب المسكين الذي فقد كل شيء وتدمرت بلاده وانتهت وكنا ننتظر ان كانت ماتزال في وجوههم مزعت لحم ان يكون الاتفاق لخروج نهائي للطرفين وتنازلهما عن الحكم لصالح حكومة كفاءات وطنية وتقديم كافة الجنرالات من الطرفين والذين ساهموا في إشعال هذه الفتنة لاستقالتهم وخروجهم من الحياة السياسية نهائيا وهم معروفين لدي كل الشعب السوداني ويعلمون ايضا علم اليقين بان الشعب السوداني لا يريدهم جميعا
قد يستفيد الجانبان من هذه الهدنة لتجميع اشتاتهم المبعثرة بعد ان ارهقتهم الحرب الطويلة قبل العودة للاقتتال مرة اخري ولكنهما لا يفكران ابدا في استقرار دائم فاستقرار الوطن له طريق واحد معلوم وواضح بحكومة كفاءات مدنية وجيش واعي بعيدا عن اللجنة الأمنية التي تتلاعب به اليوم وتستغله لاغراض بعيدة عن مصلحة المواطن ليعمل هذا الجيش علي ضم جنجويد الدعم والحركات المسلحة اليه بصورة مدروسة ثم مؤسسات عدلية قوية فالعدل اساس الملك .. ولن تظل هذه احلام فسودان الغد قادم بإذن الله مهما تكاثرت المصائب والمحن
والثورة ابدا مستمرة
والمجد والخلود للشهداء
والقصاص قادم وحتمي
الجريدة
التعليقات مغلقة.