السودان: استئناف المحادثات في جدة.. هل ينهي القتال؟
يعلق السودانيون المناهضون للنزاع المسلح بين الجيش والدعم السريع آمالًا عريضة على نجاح محادثات حذرة بين الوفدين قد تنطلق خلال ساعات.
ونقلت وكالة “رويترز” عن دبلوماسي سعودي قوله إن “ممثلي الجيش والدعم السريع قرروا البقاء في مدينة جدة لاستئناف المفاوضات حول هدنة ناجحة وفق آليات مراقبة فعالة”، في خطوة تهدف إلى “إنقاذ المدنيين وتمرير المساعدات الإنسانية” لا سيما في العاصمة السودانية الخرطوم.
وكان الجيش والدعم السريع قد وقعا على “إعلان مبادئ لحماية المدنيين”، وهو اتفاق “شكلي” لا يلقي أية التزامات قانونية على الجانبين. وسعى دبلوماسيون أمريكيون وسعوديون من خلال هذا الاتفاق الشكلي إلى كسر الجمود وإنهاء حالة التباعد بين طرفي النزاع المسلح في السودان.
وذكر دبلوماسي بوزارة الخارجية الأمريكية في مقابلة مع وسائل إعلام غربية أن نقل طرفي النزاع المسلح من الخرطوم إلى طاولة التفاوض في جدة بالمملكة العربية السعودية “لم يكن سهلًا”. وتعتقد الولايات المتحدة أن هذه الخطوة المهمة قد تقود إلى وقف دائم لإطلاق النار وإنهاء النزاع المسلح والانتقال إلى مرحلة المشاورات السياسية وتكوين حكومة مدنية، لكن هذه “مراحل متدرجة” ستأتي تباعًا.
وقد تلجأ الولايات المتحدة الأمريكية إلى “التدرج في عملية وقف النزاع المسلح” انطلاقًا من مفاوضات جدة التي تقتصر في المرحلة الحالية على الوفدين العسكريين على أن توسع لاحقًا بمشاركة المدنيين.
ويقول الباحث في الديمقراطية والسلام مجاهد أحمد في حديث إلى “الترا سودان” إن “إعلان جدة جاء شكليًا”، موضحًا أن هذا “مفهوم في ظل استمرار القتال بين الجيش والدعم السريع. وأضاف: “الوسطاء الأمريكيون والسعوديون مثل من أطلقوا فقاعة لاختبار قدرة الجانبين على قبول وقف إطلاق النار، لأنهما قد يغيران موقفهما من الحسم العسكري إلى خيار آخر بسبب صعوبة تحقيق نصر عسكري قريب”.
وفي خطوة تهدف إلى تسويق المبادرة الأمريكية السعودية لوقف النزاع المسلح في السودان، من المرجح أن يزور دبلوماسيون من الخارجية الأمريكية بعض الدول الأفريقية –خاصة إثيوبيا (مقر الاتحاد الأفريقي)– لبحث إمكانية تقوية هذه المبادرة ودعمها في إطار الموقف الأفريقي الذي يناهض العنف المسلح في السودان ويعده مهددًا للإقليم برمته.
ويوضح الباحث السياسي عبده مختار في حديث لـ”الترا سودان” أن الولايات المتحدة ساندت الاتفاق الإطاري لعام ونصف حتى كاد أن يصل إلى نهايته قبيل اندلاع النزاع المسلح في منتصف نيسان/أبريل الماضي؛ لذلك تعتزم مواصلة هذا الاتفاق مع تحسين وضعه السياسي مثل خلق حالة “اصطفاف مدني” عوضًا عن الانقسام.
ويرى مختار أن الولايات المتحدة والسعودية “تدخلتا بثقل دبلوماسي كبير” لإيقاف النزاع المسلح في السودان، وقد تنجحان في هذا الأمر على الرغم من مناهضة المبادرة من تيار مؤيد للحرب ويريد حسم قوات الدعم السريع عسكريًا.
ويعتقد مختار أن نجاح المبادرة الأمريكية السعودية ووصولها إلى مراحلها النهائية التي تتمثل في المشاورات السياسية يتوقف على “لجم تيار الحرب” وهم مقربون من النظام البائد – على حد قوله.
التعليقات مغلقة.