للحديث بقية عبد الخالق بادى نكبة فلسطين ونكبة السودان!!
للحديث بقية
عبد الخالق بادى
نكبة فلسطين ونكبةالسودان!!
حدثان مهمان تابعناهما خلال الأيام الماضية ،كلاهما يرتبط بقضايا وهموم الشعوب العربية والمسلمة ،كما يكتسبان أهمية كبيرة إقليما ودوليا ، ألا وهما ذكرى نكبة فلسطين عام ١٩٤٨م وانعقاد الدورة(٣٢) لقمة جامعة الدول العربية بجدة.
فبالنسبة لنكبة فلسطين أو نكبة العرب فى فلسطين ،فقد مرت علينا الذكرى ال(٧٥) لها،و الجيل الحالى من الشباب قد لا يعرف عن النكبة شيئا،فهى حدثت عام١٩٤٨ عندما خسرت الجيوش العربية حربها ضد اليهود الذين جاؤوا لاحتلال فلسطين بناء على وعد بلفور المشؤوم ،والذى قضى باختيار فلسطين موطنا ليهود العالم ،وكان وراء كل ذلك المستعمر البريطاني حينها،وقد ساهم تواطوء دولة إقليمية فى هذه النكسة التاريخية، بعد أن سحبت قواتها من المعركة فى اللحظة التى كانت الجيوش العربية قريبة من النصر ،ليقصم هذا الانسحاب المرتب مع قادة الصهاينة حينها (مقابل حوافز مادية )ظهر الجيوش العربية وتخسر المعركة ،فكانت النتيجة قتل آلاف الفلسطينيين والعرب وتدمير مدن وقرى وتهجير آلاف الأسر وتحويلهم للاجئين حتى اليوم.
ونحن نستذكر تفاصيل هذه المأساة التى حلت بنا كعرب ومسلمين،(بالمناسبة السودانيين شاركوا فى حرب فلسطين بكتيبةكاملة)،ونحن كسودانيين نسترجع شريط تلك الهزيمة ،يريد البعض أن يذيقنا نفس النكبة التى حلت بالفلسطينيين خاصة والعرب عامة، وذلك عبر مخطط دولى وإقليميى وبتواطوء محلى ، وباستخدام ذات اسلوب اليهود مع الفلسطينيين بتدمير المؤسسات والمنازل والمستشفيات وتهجير المواطنين.
نعم لقد أرادت المليشيات المتمردة والتى استجلبت سلاح وأجهزة اتصال من اليهود، أن تطبق ذات المخطط ضد المواطنين ،والدليل إخراجهم قسرا من بيوتهم واحتلالها ونهبها ،بل اتخاذها ثكنات عسكربة،وبالتالى إخراج المواطنين من العاصمة ومدن أخرى،كما تعمدوا تخريب وهدم كل ما تصل إليه أيديهم من بنى تحتية ومساكن ومتاجر ومؤسسات خدمية ومستشفيات وبنوك،تماما كما فعل اليهود قبل ٧٥ عاما ومايزالون يواصلون سياستهم الفاشية بهدم بيوت الفلسطينين وتهجيرهم ونفيهم.
لقد ظن قادة التمرد أن ما قام به اليهود عام ١٩٤٨ يمكن أن يحدث بالخرطوم ،ولكنهم اصطدموا بصمود وجسارة قواتنا المسلحة الباسلة،و بتماسك الشعب وقفته مع كل من قدم إليهم بسبب الحرب، فلم نشهد مخيمات أو مراكز نازحين، كما اعتقد أعداء السودان والمتمردين ،فهم لا يعرفون قيم ومبادىء السودانيين لأن معظمهم ليسوا بسودانيين وانما مرتزقة استجلبوا من تشاد والنيجر ومالي وأفريقيا الوسطى وإريتريا وغيرها.
فى الوقت الذى يسترجع فيه العالم العربى والمسلم أيام النكبة انطلقت أعمال القمة العربية(٣٢) بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية ،وطبعا كانت حرب السودان حاضرة،حيث دعا البيان الختامى الجيش والمتمردين للحوار والاتفاق على هدنة،وطبعا الكل يؤيد الاتفاق على هدنة انسانيةلأيام يتمكن خلالها المواطنون من الخروج وتقضية احتياجاتهم،وكذلك إسعاف المصابين وتمكين الكوادر الطبية من الوصول إلى المستشفيات،مع ضرورة إخلاء المستشفيات والمستوصفات التى احتلها المتمردون.
إلا أنه ومن الملاحظ ومن خلال تناول القمة العربية لقضية السودان وبيانها الختامى، أن أغلب المشاركين غير مدركين لطبيعة الصراع الدائر فى بلدنا وخصوصا فى العاصمة،فالعديد منهم تعامل مع الأمر وكأنه صراع بين قوتين متوازيتين ومتشابهتين،فى حين أنه فى الواقع صراع بين جيش وطنى مسؤول عن حماية البلد والمواطن مع قوة تمردت عليه وغدرت به وبالبلد، فهناك تغبيش واضح أدى لعدم رؤية الحقيقة ،فهل هو تقصير من سفارات بعض الدول بالسودان؟ أم من الدبلوماسية السودانية ؟علما بأن دفع الله الحاج مندوب المجلس السيادى كان قد زار عدة عواصم إقليمية لشرح طبيعة النزاع ،وأكد أنه بين جيش الوطن ومتمردين وليس بين طرفين متماثلين ،وحتى فى خطابه أمام القمة العربية ،كشف للكل ممارسات المليشيا المتمردة غير الإنسانية تجاه المواطنين والكوادر الطبية وتعطيل الخدمات الضرورية وتحويل المستشفيات إلى ثكنات عسكرية ،ولكن لم نسمع حتى مجرد انتقاد من أى دولة، مما يؤكد أن هناك من عمل على تزييف الحقيقة وعكس صورة غير واقعية، والضغط على بعض الدول لعدم الاستجابة لدعوة الجيش بتصنيف المليشيا على أنها قوة متمردة وغادرة،ومعروف للجميع من هى الدولة التى هى غدرت هى الأخرى بالسودان ودعمت التمرد وسعت لافشال مهمة مبعوث المجلس السيادى،وما جاء فى البيان الختامي للقمة العربية أمس الأول برفض أى تدخل خارجي فى الأزمة السودانية ،اامقصود به دولة عربية بعينها.
كما قلنا فإن أى خطوة تتم من أجل إيقاف الحرب مرحب بها،لذا فان الإتفاق الذى تم أمس بجدة بين ممثل الجيش السودانى وممثل المتمردين وعبر الوساطة السعودية الأمريكية،والذى اتفقا فيه على هدنة إنسانية لمدة اسبوع،مؤكد أنه وجد ارتياحاً من السودانيين بصورة عامة وخصوصاً المتأثرين بالحرب،ولكن يبقى السؤال الذى يطرح منذ الهدنة الأولى والثانية قائما،وهو هل ستلتزم المليشيا المتمردة بوقف إطلاق النار؟وهل ستخلى المستشفيات والمنازل التى حولتها لثكنات عسكرية،وكذلك المؤسسات المدنيةوالخدمية؟ لا أعتقد ذلك ، لأن معظم المستشفيات التي يسيطرون عليها مكدسة بأعداد كبيرة منهم أصبحت لهم مسكناةومخبأ، إما خوفا من بطش الجيش أو بسبب وجود أعداد كبيرة من المصابين منهم بداخلها.
كل المعلومات وتطورات المعركة بين قوات الشعب المسلحة والمتمردين بالخرطوم، تؤكد قرب نهاية التمرد ونهاية الحرب،فمشاركة مدفعية عطبرة وقوات المشاة القادمة من جنوب كردفان والنيل الأبيض فى المعركة خلال الأيام الماضية،هى بمثابة التشطيبات النهائية والضربة الحاسمة ،بعد أن أدى سلاح الجو دوره بكفاءة عالية.
*نقاط مهمة:
*ضحكت كثيراً وأنا أشاهد فيديوهات متداولة لبعض أتباع العهد المنهار الذين اعتقلهم المتمردون،فهى لم تأت بجديد،حيث إعيد نفس الكلام الممجوج الذى رددوه سابقآ، بأنهم خططوا لإفشال المدنية وحرضوا على التخريب، فما الجديد؟واضح أن المتمردين يعتقدون أن الشعب ساذج يصدق مايروجونه بأن حربهم ضد الفلول والكيزان، ودليلهم هذه الفيديوهات الفارغة، مع أن الحقيقة تؤكد أن معظم الفلول ومايسمونهم بالكيزان هربوا إلى خارج السودان ومنذ أول يوم للحرب ،ومنهم من استعصم بعشيرته خوفا من تبعات الحرب، لذا فإن كل من يدعى أن بعض الفلول يحاربون مع الجيش يخدع فى نفسه،وهل يقبل الجيش أن تقاتل أى مجموعة معه،الجيش محتاج فقط لوعى المواطن ودعمه المعنوي والعينى، وأن يحول دون اندساس المتمردين داخل الأحياء وبالمنازل.
*الصورة التى ظهر بها وزير التنمية فى إحدى القنوات الفضائية وهو يتحدث عن المساعدات الخارجية، لا تشبه واقع بلدنا والتى تشهد حرب مصيرية،هجرت وجوعت الآلاف،فقد ظهر بمظهر آخر هندمة يوحى اليك بأن الأمور( مية المية) ،ياخى خلى عندك إحساس.
*بعد انتهاء هذه الحرب يجب أن يقال كل الوزراء المكلفين،والذين اختفى معظمهم خلال الحرب،واضح أنهم(ناس باردة بس)،ومواقفهم من الحرب باهتة،عليه فإن أغلبهم لا يستحقون هذه المناصب،.
التعليقات مغلقة.