العالقون بالهند بين مطرقة العربية وسندان الحرب
العالقون بالهند بين مطرقة العربية وسندان الحرب
د.صبوح بشير
بلاشك انه في ظل الحروب تفقد الدولة معظم أجهزتها الرقابية المختصة والفاعلة وهذا بالضبط ماحدث مع عدد من السودانيين العالقين في الهند ففي ظل غياب هيئة الطيران المدني استغلت شركات الطيران السودانيين أسواء استغلال فكان أن تكفل المواطنون السودانيون العالقون في معظم دول العالم بقطع تذاكر طيران جديدة للعودة الي بلادهم عن طريق دول أخري مثل ارتريا وإثيوبيا ومصر في بداية الاربع اسابيع الاولي للحرب محتفظة لهم شركة الطيران بقيمة التذكرة الي وقت آخر حيث لاتكون لهذه التذكرة قيمة في الأصل لأن اسعار تذاكر الطيران تختلف من وقت لآخر ولم تراعي شركات الطيران في هذه الإجراءات الظروف الإنسانية التي يعاني منها السودان ومواطنه .
نعم هنالك عدد من الذين غيروا وجهتهم من الخرطوم مباشرة الي دول أخري ورغم ظرف السودان الحالي تكبدوا تكلفة تلك التذاكرالجديدة ولكن ماحدث مع المواطن (ر.ع ) كان اصعب مماحدث لهولاء فهو بعد أن تمكن من حجز تذاكر سفر الي مدينة جدة (عن طريق تغيير حجره الاصلي من وجهته التي كانت الخرطوم ) ودفع مبلغ مالي (٣٠٠دولار) فرق سعر لخطوط الطيران العربية وحدد موعد سفره الي جدة وأخذ أسرته المكونة من زوجته التي تحمل مولودا جديدا في احشائها إضافة إلي طفليه في موعده المحدد للرحلة الي مطار دلهي تفاجأ بموظفي مكتب العربية في المطار يخبرونه بعدم قدرتهم علي اكمال إجراءات السفرللاسرة لأن الأمر مرفوض من قبل جوازات المملكة العربية السعودية لأسباب تتعلق بتأشيرة السفر لمدينة جدة وأنهم ليسوا مسؤولين عن هذا الخطأ وعليه أن يراجع جوازات جدة،وانهم سوف يعطونه وفق قانون الطيران قيمة ضريبة المطار ( قيمة تذكرة غير مستعملة )تبلغ مايعادل ٥٤ دولار فقط من إجمالي قيمة التذكرة البالغة حوالي ٥٠٠ دولار وهذه القيمة تكون رصيد في الحساب وفق ماهو متعارف عليه قانونيا وفق قانون الطيران العالمي ويستخدم متي ماراد ذلك خلال عام فقط من تاريخ صدور التذكرة،وهنا يطل السؤال لماذا في الأصل لم يخبر وكيل العربية المواطن (ر .ع) بأن جدة يرفض دخولها للأجانب لأنها مغلقة بسبب الحج ولماذا لم يعطه خيار بديل كالرياض او الدمام او غيرها من المطارات التي لا ترتبط بالحجاج نعم عزيزي أنه جشع شركات الطيران واستغلالها للأزمة التي تدور الأن في السودان وكذلك استغلالها لحالة ارتباك المواطن السوداني .
نعم مأساءة (ر.ع) تفتح الباب أمام عدد من الاسئلة التي تحتاج إلي إجابة في مرحلة ما بعد الحرب :
هل تستند خطوط الطيران علي لوائح محددة في مرحلة الحروب ؟
هل المواطنون السودانيون استثناء لهذه اللوائح ام مغرمون علي القبول بها ؟
هل خطوط طيران العربية وفق معطيات واقع أزمة السودان جديرة بأن تكون واحدة من الشركات التي تعمل في نقل المواطنون السودانيون ؟
هل علي المواطنون السودانيون بعد أن يكملوا إجراءات سفرهم أن يتابعوا مع مطارات الدول المتجهين إليها احقيتهم في الدخول إليها ام خطوط الطيران ؟
بلاشك ان عدد من العالقين السودانيين بالهند لديهم قضايا مشابه سمعنا بعضها والبعض منهم اختصر الطريق ( واستعوض الله في ماله ) وقطع خطوط طيران بديلة في خطوة تدعوا كل المواطنيين السودانيين الي ابتدار حملة مقاطعة خطوط طيران العربية ووضعها في قائمة السوداء لشركات الطيران الغير مرحب بها لنقل المواطن السوداني لأنها تمادت في استغلالها لظروف الحرب ..
اخيرا علي هيئة الطيران المدني أن تجتهد في مرحلة ما بعد توقف الحرب الي مراجعة سياسات خطوط الطيران المدني الاجنبية ولوائحها وخدماتها التي تقدمها للمواطنين .
التعليقات مغلقة.