د. عبد العظيم حسن يكتب دولة القانون صراع السلطة
دولة القانون
صراع السلطة
مشكلة السودان الجوهرية تكمن في الصراع على سلطة غير مستحقة. فإذا نظرنا لجذور التجربة السياسية لوجدنا ذات الصراع متجسداً في الخليفة عبد الله التعايشي ورغبته الأكيدة في توريث أبنائه الحكم فكانت النتيجة أن تضعضعت حكومته إلى أن سلمها في طبق الذهب للمستعمر. على ذات النهج تصارع رواد الاستقلال حول السلطة فكان أن تلقفتها منهم المؤسسة العسكرية إلى يومنا هذا. لتوضيح الصورة أكثر لننظر إلى تجربة المخلوع البشير الذي نجح في أن يضرب عمق من أتوا به مستخدماً السلطة ليصرع حسن الترابي بتلامذته علي عثمان ونافع وغيرهم من طلاب السلطة.
بنجاح ثورة ديسمبر المجيدة ومن أول اجتماع انعقد بين الحرية والتغيير والمجلس العسكري لاحظ الأخيرون أن من انبروا قيادة للثورة طامحين وطامعين لأنفسهم في السلطة. لجنة البشير الأمنية ممثلة في البرهان وحميدتي ومنذ ذلك اليوم قرروا الدخول في ذات حلبة الصراع متأكدين أن من يفاوضونهم من المدنيين طموحهم شخصي وخاضع للمساومة.
حل الأزمة السودانية التي انتجت الحرب كان وما زال في أن يبتعد المتصارعون على السلطة بأن يقدموا غيرهم من الكفاءات الوطنية غير المنتمية حزبياً. لكون المتصارعون لم ولن يفعلوا فإن الأزمة ستتفاقم إلى أن يقتنع الخصوم أن أحدهم لن يقبل بالآخر ليحكمه بدون تفويض شعبي. لذا وإلى أن تأتي الانتخابات بمن يستحق أصوات المواطنين يبقى لا مناص غير التوافق على الصادق الأمين الذي عند الإجماع عليه انتهت مشكلة الحجر الأسود. بنظري المتواضع أن مشكلة السودان البسيطة تدحرجت لتصبح كارثة إنسانية كنت وما زلت وسأظل أكرر بأن حلها غاية في البساطة إذا تجرد المتصارعون. من باب الذكرى ألتمس من قرآئي الأعزاء أن يرجعوا بالذاكرة إلى مقالي بعنوان الحجر الأسود.
د. عبد العظيم حسن
المحامي الخرطوم
4 يوليو 2023
التعليقات مغلقة.