الايام نيوز
الايام نيوز

للحديث بقية عبد الخالق بادى رسالة فى البريد الالكترونى

للحديث بقية
عبدالخالق بادى
رسالة فى البريد الالكترونى

استقبل بريدنا الالكترونى هذه الرسالة من العاصمة النيجيرية(ابوجا)من الدكتور عبد المهيمن عثمان بادى ،وهى عبارة عن مقال يتحدث فيه عن الحرب الإعلامية والتى عادة ما تصاحب الحروب،وهو يواكب ما يحدث في بلادنا هذه الأيام من حرب بين قوات الشعب المسلحة والمليشيا المتمردة ،حيث كثرت الشائعات والأكاذيب فى الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي،والتى تروج من قبل أفراد وجهات تتبع وتدعم المتمردين،كما هنالك بعض اتباع العهد المنهار يروجون شائعات عبر الوسائل المتاحة،ونستعرض فى المساحة التالية ما جاء فى المقال:

الحرب الإعلامية
١- مفهوم الحرب الإعلامية:
يشير مفهوم الحرب الإعلامية إلى عملية نشر الأفكار، أو المعلومات، أو الإشاعات التي من شأنها إلحاق الضرر ببلد او مؤسسة، أو قضية، أو شخص ما، وذلك بتعمد طرح وجهة النظر من ناحية واحدة فقط وعرضها على الجمهور للحصول على تأييدهم وموافقتهم الإجبارية، وهو ما يُخالف تماماً هدف الإعلام في عرض وجهات النظر المختلفة للجمهور وترك الحرية للناس لاتباع ما يوافق معتقداتهم، كما ينطوي مصطلح الحرب الإعلامية على تشكيل آراء الآخرين، وتضليلهم، وتوجيه سلوكهم بما يُحقّق مصالح جهة معينة،إذ اعتادت الكثير من وسائل الإعلام على تقديم تقارير لا تتمتّع بالشفافية والحيادية لتوجيه الجماهير إعلامياً نحو موقف محدّد يُحقّق أهدافاً معينة.

٢- مراحل الحرب الإعلامية

تُحضّر وسائل الإعلام للحرب الإعلامية باتباع أربع مراحل أساسية كالآتي:

  • المرحلة التمهيدية:

تتمثّل هذه المرحلة في الإعراب عن القلق المتزايد حول ظاهرة معينة؛ كالفقر، أو الدكتاتورية، أو الفوضى التي تعمّ البلاد وإثارة هذه القضايا وتضخيمها.

  • مرحلة التبرير:

تتصدّر هذه المرحلة أنباء حول مبررات اعمال العنف، والخطوات التي تتم في هذا الإطار .

مرحلة التنفيذ:

يتمّ خلالها حشد تأييد الجماهير لوجهة معينة، والحجب الإعلامي لوجهات النظر المعارضة.

مرحلة التداعيات:

والتي يتمّ من خلالها تضخيم تداعيات ونتائج الحروب وأعمال العنف.

٣- أُسس الحرب الإعلامية:

تتلخّص العناصر الأساسية التي تقوم عليها الحرب الإعلامية في الآتي:

  • نقص المعلومات وعدم دقتها.
  • تسيير الدول في مسار محدد،

-تضخيم المعلومات التي تمّ الحصول عليها خلال التغطية الإعلامية والتسريبات الإخبارية.

  • السماح للصحفيين بتأليف القصص بما يتلاءم مع المعلومات المتاحة ومن ثم نشرها.
  • استغلال رغبة الجماهير بتصديق سيناريوهات معينة عن أنفسهم وعمّا يحدث في بلادهم.
  • تعزيز السلوكات والمواقف القائمة باستخدام تعبيرات بسيطة ومتكررة وذات تأثير عاطفي مثل الحرب على الارهاب وحماية الحرية والديموقراطية وغيرها ٤- استراتيجيات الحرب الإعلامية تُشنّ الحرب الإعلامية عادةً للتحريض على الحروب بشكل رئيسي، إلى جانب نشر موضوعات أخرى في مختلف جوانب الحياة، وذلك من خلال اتباع الاستراتيجيات الآتية لضمان فعاليتها: -التغطية الإعلامية الواسعة لقصص مختارة دون غيرها.
  • الاستعانة بحقائق جزئية دون الرجوع إلى سياق تاريخي محدد يبين الأسباب والدوافع الحقيقية للاحداث.
  • تضييق نطاق مصادر المعلومات؛ وذلك بتقليص عدد الخبراء الذين يتمّ الحوار معهم للتركيز على جانب معين من وجهات النظر.
  • حصر النقاش في القضية المطروحة وإصدار أحكام مباشرة دون إجراء حوارات ونقاشات حول وجهات النظر المختلفة.
  • استهداف العواطف الإنسانية باستخدام الرموز الثقافية الشفهية أو المرئية، والاستعانة بالملصقات، وغيرها من الأساليب؛ لتحقيق ردود أفعال عاطفية وتثبيط التفكير العقلاني.
  • استخدام لغة بسيطة ليتسنّى للجميع فهمها.
  • التركيز على الأفكار النمطية السائدة حول ظاهرة أو فئة ما.
  • التحيّز وإثارة النعرات العنصرية للتمييز بين الفئات والأشخاص.

٥ – ارتباط الحرب الإعلامية بأعمال العنف:

درس مختصّون تكتيكات الحرب الإعلامية واستنتجوا مجموعةً من الجوانب التي تتبع فيها بعض وسائل الإعلام نهج الحرب الإعلامية وإثارة العنف، وهي كالآتي:

  • الازدواجية؛ أيّ تقليل عدد أطراف النزاعات المحلية إلى طرفين فقط رغم وجود أطراف أخرى خارجية. وتصوير أحد الجانبين على أنّه الخير والصواب، وتشويه الجانب الآخر بإظهاره كشرٍّ وخطأ.
  • تأجيج العنف والعمل على استمراريته وإحباط كل الجهود الرامية لوقفه.
  • إرباك الشعوب بالتركيز على الموقع الذي شهد أعمال العنف؛ كساحة المعركة نفسها، وتجاهل العوامل و القوى التي تقف ضد العنف.
  • عدم تحديد الأسباب الكامنة وراء تصعيد أعمال العنف الحاصلة و اسباب عدم توقّفها،
  • عدم كشف أسباب التدخّلات الخارجية خاصةً من قبل( القوى العظمى)
  • عدم إعداد مقترحات للسلام أو تقديم صورة واضحة للنتائج المتوقعة عند تحقيق السلام، والخلط بين المفاوضات المؤقتة والمفهوم الفعلي للسلام.
  • غياب التغطية الإعلامية للحلول والجهود اللازمة لعلاج آثار النزاعات، ممّا يولّد المزيد من العنف.

خاتمة
من خلال ما سبق ندرك خطورة (الحرب الإعلامية) التي تستخدمها دول وجهات ومؤسسات عديدة من اجل تحقيق مصالحها الذاتية على حساب مصالح وامن واستقرار الدول والمؤسسات التي تسنهدفها، كما حدث في العديد من البلاد مؤخرا، وما الحرب الإعلامية الدائرة حول الأوضاع الجارية في السودان، عنا ببعيد.

نسأل الله تعالى أن يمنحنا حسن الفهم والإدراك حتى نرى الحق حقا والباطل باطلاً ، ونكون دائما من أولي الألباب الذين يسمعون القول فيتبعون أحسنه.
*د عبد المهيمن عثمان بادى/أبوجا/نيجيريا

التعليقات مغلقة.