الايام نيوز
الايام نيوز

ماذا وراء طرد إدارة الثقافة من مقرها ؟يجب مناهضة القرار حفاظا على ممتلكات الدولة كتب عبدالخالق بادى

ماذا وراء طرد إدارة الثقافة من مقرها ؟
يجب مناهضة القرارحفاظا على ممتلكات الدولة
كتب عبدالخالق بادى
وجدت قضية ادارة الثقافة والإعلام وتخصيص مقرها لإقامة مركز القلب ،وذلك بخطاب بتاريخ٢٠٢٣/٨/٢ ممهور بتوقيع الاستاذ الشاذلى خالد أمين عام حكومة ولاية النيل الأبيض ، إهتمام كبير وهجوم عنيف من الرأى العام والإعلام،وذلك لعدم منطقية القرار،وقد حمل الغالبية المسؤولية للأستاذ عمر الخليفة الوالى المكلف .
ومادفعنى اليوم لتناول هذه القضية ما حصلت عليه (الأيام نيوز)من معلومات مهمة ومستفزة،لا يمكن إدراجها إلا فى باب الانفراد بالقرار و استغلال ظرف الحرب لتمرير قرارات يجب أن تخضع لمراجعة من الادارة القانونية ،ةحيثى لم يتم حتى التشاور مع اهل الدار،فكيف يصدر قرار بالاخلاء دون الرجوع للجهة المستهدفة وتطالبها بالتنفيذ الفورى؟ ، والأدهى والأمر أن الأستاذ مصطفى حسن وزير التربية والتعليم والذى تتبع إليه إدارة الثقافة والإعلام آخر من يعلم بالقرار، فلم يضع الوالى اعتبار لأى جهة أو مسؤول ، والغريب أكثر أنه وبعد صدور القرار رفض الوالى المكلف طلب إدارة الثقافة والإعلام بالجلوس معه ؟.
ومن الأشياء المهمة والتى تعكس قصور واضح فى قرار الوالى المكلف أنه لم يختار أو يحدد موقعاً بديلاً و مقنعاً يمكن أن تقوم فيه إدارة الثقافة بمهامها،وهذا إنما يدل على أن الثقافة والإعلام خارج اهتماماته ، الأمر لايحتاج إلى دليل ،فليس هنالك أى ميزانية مخصصة للبرامج ثقافية،كما أن هيئة إذاعة وتلفزيون الولاية فى أسوأ حالاتها ،وصوتها لايكاد يصل الجزيرة ناهيك عن الدويم والجبلين والقطينة.
وصدقونى أنا لو كنت موظفا بإدارة الثقافة والإعلام وبعد عملية الطرد المذلة هذه لجلست فى بيتى حتى اشعار آخر، لأن ما حدث إهانة أيما إهانة للوظيفة العامة وقتل لدور مؤسسة يمكن أن تغير الكثير من المفاهيم أن وجدت الحد الأدنى من الاهتمام ،خصوصا فى مرحلة الحرب وتداعياتها التى نعايشها الآن.
هنالك مثل يقول :(إذا عرف السبب بطل العجب)، وهو ينطبق على حالة طرد إدارة الثقافة والإعلام من مقرها ،فياترى ماهى الأسباب الحقيقية وراء القرار ؟هل فقط لإقامة مركز لأمراض القلب أم وراءه أمر آخر ؟ فالمطالبة بالتنفيذ الفورى للقرار ورفض مجرد الجلوس مع أهل الشأن ينبئان بأمر خفى وراء كل هذا؟د،والسؤال الأهم الآن هو،هل مركز القلب المزمع إقامته فى مبانى إدارة الثقافة والإعلام حكومى أم خاص؟ إن كان حكومى ، فليس من حق الوالى أن يقتلع مبنى لإدارة كاملة، فى ظل وجود خيارات أخرى أنسب، وإن كان مركزاً خاصاً فأقولها وبوضوح على إدارة الثقافة مناهضة القرار بالقانون ، لأن القرار غيرقانونى فلا يحق لأى مسؤول حكومى استثمار أو بيع أرض حكومية لأى جهة أو شخص مهما كانت الأسباب والدواعى،لأنها وباختصار ملك عام،واعتقد أن هذه واجب الإدارة القانونية بالولايةووزارة التربية والتعليم على حد سواء .
عموما فإن هذا القرار الغير موفق يذكرنا بما حدث لمقر وكالة سونا خلال العهد المنهار ،بعد أن استقطعت منه حكومة الولاية جزء كبير منه لصالح بنك الأسرة ، ورمى بسونا فى ركن قصى، ونخشى أن تتواصل مثل هذه القرارات باستهداف وزارات وإدارات حكومية اخرى،بل لا تستبعد وفى حال سكوت الناس على هذه المخالفات، أن يتم التصرف فى أمانة حكومة الولاية بربك وتحول إلى فندق أو مسيد .

التعليقات مغلقة.