بقلم. الأستاذ. جمال الدين رمضان المحامي .( مشهد العبث السياسي السوداني الي اين؟! ( 2) ) .
بسم الله الرحمن الرحيم .
رؤية في الوضع السياسي الراهن بالسودان .
( ثورة 19ديسمبر بين التطلعات والتحديات ( 657) .
بقلم. الأستاذ. جمال الدين رمضان المحامي .
( مشهد العبث السياسي السوداني الي اين؟! ( 2) ) .
من الصعوبة بمكان ان تجد قراءة موضوعية ومنطقية واحدة لتداعيات المشهد السياسي الراهن بالبلاد . حيث الامور علي الأرض اخذة في التعقيد والتصعيد وإن شئت الدقة فان حالة الارتباك في ترتيب الاولويات هو سيد الموقف وبامتياز من قبل القوي السياسية المختلفة .
لقد سبق ان اكدنا وعبر هذه المساحة بإنه لاتوجد ارضية مشتركة أو برنامج مشترك يمثل الحد الادني الذي يمكن ان تلتقي حوله القوي السياسية بكل مسمياتها بالشكل الذي يمكنها من رسم خارطة طريق موحدة لمايجب ان يتم انجازه خلال المرحلة القادمة . حيث القوي السياسية ومنذ استقلال البلاد ظلت في حالة تشاكس وشد وجذب وحيث يستمر ذات السيناريو الي يومنا هذا .
القوي السياسية التي كان لها القدح المعلي في قيادة الثورة السودانية منذ ان كانت فكرة وحتي أصبحت واقع يمشي علي قدميين ( مركزية الحرية والتغيير نمؤذجا ) فقد دب فيها الخلاف وحيث تباعدت خطوطها ولم تعد علي قلب رجل واحد في كل الامور التي تلامس السيادة الوطنية وتشغل الراي العام السوداني . حيث دائرة الخلاف بينها تتسع مما حدي بكثير من هذه المكونات السياسية ان تخرج من هذا الكيان الجامع والذي كانت سيريته ومسيرته ملء السمع والبصر . ( الحزب الشيوعي السوداني وتجمع المهنيين والبعث الأصل نمؤذجا) .
هذا من جهة ومن جهة أخري فان ما يسمي بالكتلة الديمقراطية اوجماعة الموز كما يحلو البعض والتي تتحالف مع رموز النظام السابق تقف علي طرفي تفيض من المجموعة الاولي . حيث هما مثل الخطين المتوازيين واللذان لايمكن ان يلاقيتا مطلقا لأن استراتيجية كل منهما تقوم علي نفي الاخر .
علي الرغم من مرارة التشريح الذي فصلناه إعلاه لواقع القوي السياسية السودانية فان المقتضيات القومية تستوجب علي القوي السياسية بكل مسمياتها ان تلتقي علي برنامج الحد الادني والذي يجب ان تلتف حوله تلك القوي وذلك من اجل المصلحة العامة البلاد والعباد .
في ظل تداعيات الازمة السياسية الراهنة بين المكونات العسكرية والتي تشرف علي حماية البلاد فقد انقسمت القوي السياسية حولها الي فريقين فريق يدعم المؤسسة العسكرية ممثلة في الجيش والفريق الاخر يدعم قوات الدعم السرييع . حيث تتسع دائرة الاستقطاب هذه كل يوم لتضم كيانات عسكرية ومدنية لصالح هذا الطرف اوذاك . مما بشكل مهددا حقيقيا لوحدة النسيج الاجتماعي السوداني .
الثابت ان السودان ومنذ استقلاله لم ينعم بالاستقرار السياسي الذي يمكنه من تحقيق التنمية المستدامة والسلام المستدام .
في كل بلاد العالم تتوزع القوي السياسية في البلد المعني بقوة تباشر الحكم وآخر تجلس مقاعد المعارضة كلا يؤدي دوره المرسوم له . إلا في السودان حيث هناك قوي سياسية تريد ان تكون علي الدوام علي سدة الحكم بالحق أو الباطل . حيث انصار النظام السابق قد انفردوا بحكم البلاد علي مدار ثلاث عقود خلت ومع ذلك هم يرون لانهم الاجدر بحكم السودان والي الابد ومن جمييع النواحي الاسلامية والاخلاقية والمهنية أما احزاب اليسار وبقايا الشيوعيين والاحزاب الطائفية فهي غير جديرة بان تحكم السودان حتي لو كان ذلك لمدة عام واحد فقط . وذلك وفقا لمضمون الاية القرانية :
تحسبهم جميعا وقلوبهم شتي .
وفي المجمل فان المشهد السياسي السوداني يحتاج الي معادلة تخفظ له توازنه بالشكل الذي يمكن من إعادة التوازن المطلوب في المعادلة السياسية بالبلاد بالشكل الذي يمكن البلاد ان تتجاوز العقبات التي تحيط لها احاطة المعصم بالسوار .
فهل نحن فاعلون ؟! ننتظر!!.
التعليقات مغلقة.