للحديث بقيةعبد الخالق بادى السودان والحرب ٠٠ الدروس والعبر (٢)
للحديث بقية
عبد الخالق بادى
السودان والحرب ٠٠ الدروس والعبر (٢)
نواصل اليوم وعبر عمود (للحديث بقية)نشر الجزء الثانى من المقال الذى كتبه الدكتور عبد المهيمن عثمان بادى ،والذى يتحدث فيه عن الدروس المستفادة من الحرب التى شهدها السودان منذ ال١٥من أبريل الماضى،بين الجيش والمليشيا المتمردة،والمقال بعنوان (السودان والحرب.. الدروس والعبر)،وفى جزره الثانى تناول قضايا مهمة ،وجاء تحت لافتة:
(ضرورة تعزيز الوعي الأمني والعسكري بين السودانيين)
من أهم الدروس والعبر المستفادة من الحرب الدائرة في السودان، ضرورة تعزيز الحس والوعي الأمني والعسكري بين السودانيين والذي اتسم بالضعف والإهمال ولم يأخذ حظه من الاهتمام والعناية خلال الفترات الماضية، حتى فاجأت هذه الحرب المواطنين في الخرطوم بصفة خاصة والسودان على وجه العموم. ولا شك ان ذلك كان له أثر سلبي كبير على مجريات الأحداث وتداعياتها خلال الأشهر الماضية، حيث تمثل ذلك فيما يلي:
- انتشار الذعر والفزع غير المبرر بين عموم الناس.
- تضخيم وتهويل الأحداث.
- عدم الإلمام بالاحتياطات الأمنية اللازمة من قبل المواطنين لحماية أنفسهم وممتلكاتهم.
- ضعف المقدرة على قراءة الوضع الأمني قراءة صحيحة.
- اتخاذ القرارات الخاطئة حيال التعامل مع هذه الأحداث.
- تصديق الشائعات والأكاذيب التي يطلقها العدو.
- عدم إدراك طبيعة العمل العسكري والتكتيكات التي تتبعها القوات المسلحة في مثل هذه الحروب، وتوجيه الانتقادات إليها من قبل البعض.
- وجود حاجز بين المدنيين والعسكريين خلال الفترات الماضية، مما أثر سلبا على مجمل الأوضاع في البلاد.
ولا شك أن العدو استغل نقاط الضعف هذه بصورة كبيرة من خلال الآتي:
- نشر الرعب بين الناس.
- التشكيك في توجهات الجيش وقدراته.
- بث الأكاذيب والدعايات الملفقة، والانتصارات الزائفة.
- الاعتماد على الحرب النفسية والإعلامية.
- بث بعض المواد التي ظاهرها دعم الجيش وباطنها تخذيل المواطنين.
- محاولة الوقيعة بين الجيش والمواطنين.
ولذلك لا بد من نشر الوعي الأمني والعسكري في السودان في هذه الآونة وبعد هذه الحرب -إن شاء الله – لأن ذلك يعتبر عنصرا أساسيا من عناصر تحقيق النصر وهزيمة العدو، وتأمين السودان مستقبلا.
وما شهدته البلاد مؤخرا من تدافع الشباب بل والفتيات وانخراطهم في التدريب العسكري في العديد من الولايات، هو أمر يثلج الصدور خاصة وأنه يأتي طواعية وبرغبة منهم في الزود عن الوطن.
ومن الضروري أن يستمر هذا البرنامج حتى بعد انتهاء الحرب ودحر العدو إن شاء الله، من خلال إدخال مادة التربية العسكرية والأمنية نظريا وعمليا في المدارس الثانوية، ونشر الوعي العسكري والأمني بين عموم السودانيين عبر المنصات الإعلامية ومن خلال المنابر و المحاضرات والندوات العامة وغيرها من الوسائل المتاحة.
إن من سنن الله في الأرض أن تبتلى الشعوب والأمم وتتعرض للحروب والأزمات والكوارث، فلابد من التحسب لذلك وإعداد العدة له ، على سبيل التدابير والترتيبات الدائمة وليس الإجراءات المؤقتة والاستثنائية فقط، وبذلك تسلم الشعوب وتحمي نفسها و أوطانها وتقلل الآثار والاضرار المترتبة على هذه الحروب والأحداث والكوارث، إلى الحد الادنى.
حفظ الله اهلنا وبلادنا وانعم علينا بالأمن والسلام والاستقرار.
د عبد المهيمن عثمان حسن بادي
ابوجا
٢٠٢٣/١١/١٣م
التعليقات مغلقة.