الايام نيوز
الايام نيوز

دولة القانون وقف إطلاق النار بقلم د. عبد العظيم حسن المحامي

دولة القانون
وقف إطلاق النار
المتابعون لخطابي البرهان وحميدتي بمناسبة الاستقلال لا يخالجهم أدنى شك بأنهما ما زالا في ضلالهما القديم يناوران في الإعلان عن وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار. فحميدتي الذي أعلن صراحة انتصاره في الحرب وتكبيده للقوات المسلحة خسائر فادحة كان الأحرى أن يستغل فرحته بالنصر المدعى آمراً قواته بالخروج من بيوت المواطنين الذين سوف لم ولن يباركوا انتصاراً مضى على أجسادهم وأموالهم وأعراضهم. فالمنتصر ومن باب التكريم كان يتعين عليه أن يعلن، ولو أحادياً، وقفاً للعدائيات وإطلاق النار لحين انعقاد لقائه المرتقب للبرهان بجبيوتي.
من جانبها أعلنت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) بأنها ستلتقي حميدتي اليوم بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا. وفد تقدم الذي كشفت بعض المصادر أنه يتألف من د. عبد الله حمدوك، عمر الدقير، بابكر فيصل، طه عثمان ومحمد حسن التعايشي يعتبر الأول من بين القوى المدنية التي ستقابل حميدتي كفاحاً عقب اختفائه الذي امتد لحوالي خمسة أشهر. سواء تقدم أو أي منظومة مدنية يُكتب لها أن تلتقي حميدتي يجب أن تعلن عن مطالبه الصريحة بالوقف الفوري لحرب ظل يدعي أنه ما خاضها إلا لتحقيق الدولة المدنية الديمقراطية. ضحايا الحرب يتوقعون أن يكشف هذا اللقاء عن نتائج إيجابية تدعم الوقف الفوري للحرب ومطالبة قوات حميدتي بأن تخرج وفوراً من منازل المواطنين لأن بقائهم فيها لا يتفق ومطلوبات الديمقراطية وإنما استمرار لجرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية التي اقترفتها قواته.
كلما زاد الزخم الشعبي الرافض لما أسفرت عنه هذه الحرب وما أدت إليه من فظاعات وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان فإن لقاء جيبوتي ستكون له نتائج إيجابية. على الشارع أن يواصل ضغطه على الطرفين ليتنازلوا عن كبريائهم الكاذب كاشفين عن المزيد من حسن النوايا ليكون وقف الحرب هو الخيار الراجح. في ذات السياق، ومما يبشر بحدوث اختراق في مباحثات جيبوتي أن الرأيين المحلي والدولي احتشدا نحو قناعة راسخة بأن أكبر الخاسرين لهذه الحرب هي القيادات العسكرية والتي لم تفلح إلا في دمار الوطن والمواطن بما لا ينبئ بأي مستقبل سياسي لها في المرحلة القادمة.
عبد العظيم حسن
المحامي الخرطوم
1 يناير 2024

التعليقات مغلقة.