كابوية د. عمر كابو مولانا شروني: نقي السر والعلن لا يوجد بين حياته الخاصة والعامة حجاب…
كابوية
د. عمر كابو
في ذكرى رحيله يرحمه الله:
مولانا شروني: نقي السر والعلن لا يوجد بين حياته الخاصة والعامة حجاب…
معتصم جعفر: مدارج الفضل والسنا…
من غيره يستطيع أن يحدق في ملكوت الناس يفتح للكلمات الأبواب؟!
من غيره حمل الوطن في عينيه.. في شفتيه لحناً مثخن الإيقاع؟!
من غيره أطلق لعنان طيبته العنان متشحاً وشاح علاقاته الحميمة مع الجميع؟؟!!
إنه الراحل المقيم الباقي فينا إلي الأبد ذكرى خالدة: حفظ أمانة وصدق حديث وحسن خليقة وعفة طعمة…
(العارف بالله) مولانا عبد العزيز شروني المحامي، قدره فينا أن يرحل عن دنيانا مخلداً بصمة ظاهرة للعيان أثرها كان واضحاً ليلة البارحة، حيث خف كل الرياضيين بمختلف انتماءاتهم ومشاربهم وأفكارهم لصالة ((البرنس)) بالدقي تأبيناً لذكراه وتجديداً لعهد قطعوه على أنفسهم بأن يحيوا ذكراه كل عام دون اكتراثٍ لغربة أو ظرف أو حرب…
فالقاعة على اتساعها ضاقت بهم، كل يريد أن يوفي الراحل حقّه إحياءً لذكرى ندية يجب ألا تندثر معالمها وقيمها وتقاليدها وعنفوانها…
مولانا عبد العزيز شروني عاش بيننا بروح مفعمة الحيوية، مخضرة الكمال، فياضة بألوان البر والطهر والسكينة والجمال.. نقي السر والعلن.. باطنه أفضل من ظاهره لا يجامل، لا يحابي، لا يخشى في الحق لومة لائم.. ذاك ما وصفه به زكي حاج علي الذي زامله زهاء الثلاثين عاماً وبمثلما خبرته في لجنة شؤون اللاعبين أكثر من عشر سنوات قضيناها مع الشامخ العاتي الخبير مولانا مجدي شمس الدين، الذي رأيت حزناً مكتوماً على وجهه وهو يستمع لكلمة مازن عبد العزيز شروني المؤثرة المعبرة التي جعلت الحضور يطمئن إلى أن هذه الأسرة المباركة فيها من يسير بسير الراحل، ويحيا حياته، ويحمل الراية من بعده…
حبس الجميع أنفاسهم وهم يستمعون إلى دكتور معتصم جعفر رئيس الاتحاد وهو يرسم لوحة زاهية لوفاء المجتمع الرياضى: تماسكه ونبله ووفائه، مجتمع من نبوغ حمل سمات الأخلاق ومقومات النفوس الكبيرة..
هو إذن معتصم جعفر مذ عرفناه متألق الفكر، واثق العزم، يعرف عظمة الرجال، عاشق للرياضة مغرم بها فرط الجنون، غاص في مائها حد الغرق وتنفس هواءها منذ الصغر، من هنا جاءت قدرته الاستثنائية في الصبر والتغلب على مشاكلها وآلامها وجراحها وكل عداواتها، يكفي أنه أصرّ أن يجلس ساعات طوال يستمع للرياضيين.. يتجاذب معهم أطراف الحديث يحدث كل واحد بلغته ومهمته، ويخاطب قضاياهم: إداريين ومدربين، لجاناً وإعلاميين في أناة وتؤدة ومودة ومعزة خالصة، موطأ الأكناف ذاك وحده الذي ميزه عن أهل الرياضة وجعله محبوباً وموضع إعجابهم حتى لمخالفيه الرؤى والأفكار…
حرصت أن أقف بنفسي على جهده الكبير في دعم ومساندة ومؤازرة المنتخبات الوطنية حتى قدر لها أن تشارك في كل المناسبات والمسابقات بلا استثناء، جهد صادق مخلص يحسب له ولنائبه أسامة عطا المنان الرجل القوي فهو بحق جهد عظيم..
لن أستطيع أن أبرح هذه المناسبة وهذا المقام الباذخ دون أن أحيي بعض الرجال الصادقين المخلصين الأوفياء في الاتحاد العام ولجانه المساعدة الذين كانوا وراء تنظيم هذه المناسبة ((يوم شروني)):
مهندس الفاتح بانى: رقيق القلب نبيل العاطفة كريم، حشد طاقته لأجل إنجاح هذا اليوم بكل هذا الألق والبراعة والرضا…
المستشار الزين الدخيري: رجل الاتحاد القادم بقوة؛ نفس كبيرة شامخة في كل المواقف ظل مع أخيه الفاتح بانى يشرف على إطعام الحضور مبذول للجميع خدمة وكرماً وسخاءً كما العهد به…
مولانا الزميلة محمد حلفا: نشيط طيب النفس سريع النكتة مكتمل العزم لم يحتجب دون حاجة الحضور بسمته ودعابته المعهودة أذهبت عن النفوس ما ران من حزن بدا…
خرجت مع العزيزين الكبير أحمد أبو القاسم هاشم رئيس اللجنة الأولمبية ((علامة مضيئة في العمل الرياضي والسياسي جهير السيرة مثلاً سائراً في العطاء والتميز))…
والحبيب الأثير رفيق الدرب خالد عبد الله حمد النائب الأول لرئيس اللجنة الأولمبية ((ابن أم)) خرجنا ثلاثتنا ونحن أكثر قناعة بأن هذا اليوم يوم له ما بعده، بعد تأكيدات دكتور معتصم جعفر رئيس الاتحاد دعم الرياضيين كلهم جميعاً واصطفافهم خلف قواتنا المسلحة في معركتها ضد المليشيا الإرهابية المجرمة…
قال دكتور معتصم كلمته للتاريخ، حروف من جسارة ووطنية وجذالة وصلابة معبراً عن كل رياضي حر…
ظلمتني مساحة المقال أن أحيي بقية من حضروا من الأصدقاء الأنقياء، في مقدمتهم بروفيسور محمد جلال((الزول الجميل والإداري المعتق)) وطارق عطا((رجل مطبوع علي النبل)) ومعتصم عبد السلام ومأمون بشارة ومحمد عبد السميع القوصي وأبو جريشة الصغير أكرم الطيب والجنرال علي النعيم والفاتح التوم وكابتن مازدا وكفاح واحمد السيد ونادر هبوب والقوصي وهيثم كابو وعاطف الجمصي وربيع حامد ولؤي الحلاوي وأيمن عبد النبي وأيمن كبوش وشرش وابن كسلا الوريفة عادل عبد المتعال وعبد العزيز برجاس وعمر محمد عبد الله وشباب الهلال خالد النقر ومحمد فيصل وأحمد يوسف والرائعان: عوض العبيد وسيف بركة اللذين أجادا تقديم البرنامج وبرعا في ذلك…
رحم الله صديقي شروني فقد كان كبيراً بحق…
في مقال قادم نواصل بإذن الله ذاك سرد يخرجنا من ضيق السياسة لرحاب الرياضة وظلالها الوارفة ويعيدنا لسكة ((الانتصارات)) إنتصاراً لأواصر المحبة والمودة والوصال التي ما وجدت إلا وكان للرياضيين حظ وافر منها …
عمر كابو
التعليقات مغلقة.