للحديث بقية
عبد الخالق بادى
العطاوجابرينطقان بالحق
كثيرة هى المخاطبات التى نسمعها من حين لآخر بخصوص الأزمة السودانية الراهن السياسى ،وكثر هم المتحدثون من القيادات العسكرية والسياسية ، إلا أن ما استوقفنى مؤخراً حديث كل من الفريق ياسر العطا والفريق ابراهيم جابر فى آخر مخاطبات للرجلين حول الحرب والازمة السياسية التي تعيشها بلادنا،
حيث تبين من كلامهما بأنهما يتمتعان بفهم عال حول الأزمة مسببات وكيفية الخروج منها .
فالفريق ياسر العطا قال وبوضوح تام بأنه لا يمكن (بعد انتهاء الحرب باذن الله) أن نسلم السلطة لأحزاب فاقدة الأهلية غير قادرة على إدارة شؤونها، عجزت لعقود عن تطبيق الديمقراطية.
أما الفريق ابراهيم جابر فقال أنه سيتم تكوين حكومة انتقالية من كفاءات وطنية ومن ثم الاعداد لانتخابات حرة ونزيهة .
وللحقيقة فإن الرجلين ينكقان بالحق ولا يخاف أن فى قوله لومة لائم، فبعد أن تبين الحق من الباطل ، وعلم السودانيون جميعهم الأحزاب التى مع الوطن من تلك التى باعت الوطن مقابل دراهم معدودة أو ملاليم، فإنه لا يمكن أن تشارك أى من الأحزاب فى الفترة الانتقالية المقبلة ، لانه وببساطة وبعد خذلان غالبيتها للشعب فى هذه المرحلة ووقوفها مع أعداء الوطن ،باتت غير مؤتمنة على البلاد ، وهل يمكن أن يثق الشعب فيمن خانه ؟لا اعتقد .
إن الفترة الانتقالية المقبلة نحتاج فيها لإعادة صياغة الكثير من الأمور المتعلقة بمستقبل البلد والاستفادة من أخطاء السابقين ،ببناء دولة المؤسسات والقانون ، لذا من الضرورى أن يكون مداها الزمنى على الأقل أربع سنوات ، حتى نتمكن من تأسيس دولة على قواعد مدنية متينة ،مستصحبين كل التجارب المدنية والديمقراطية الفاشلة التى مرت على السودان ،والتى مافشلت إلا بسبب فشل الأحزاب والتى عجزت معظمها عن اتباع النهج الديمقراطية فى إدارة شؤونها ،كما سيطرة الطائفية على بعضها وقيدتها فأصبحت مجرد مطية لسادتها ،فسقطت فى امتحان الوطنية منذ الوهلة الأولى وخذلت الشعب، والذى أساساً كان مخدوعا ومستغفلا بشعارات وطنية ودينية كاذبة.
الآن والحمد لله فإن معظم الشعب السودانى أصبح واعيا فطنا مدركاً لكل أساليب النفاق التى ظل (ولايزال) الكثير من السياسيين يمارسونها ،ظنا منهم أن الشعب لا يزال كما كان قبل عشرات السنين تائها يمكن أن يضحك عليه ساسة عاطلون بكلمات جوفاء .
إن البلد الآن أمانة فى أعناق قيادات المؤسسة العسكرية وضباطها وجنودها ، فلن يقبل أى مواطن واع لما يحدث وما يحيكه بعض الساسة من مؤامرات ضد البلد، أن تسلم لعملاء أو أحزاب دكتاتورية لا تعرف عن الديمقراطية الا اسمها، أما ما يخص عملية قيام إنتخابات نزيهة، فهذا لن يتحقق إلا بعد أن تعيد الأحزاب صياغة نفسها بالانعتاق من التبعيةالطائفية وضخ دماء جديدة داخلها تحل محل الذين أدمنوا العمالة والارتزاق، وإلا فلا داع أن تشغلونا بديمقراطية كاذبة الهدف منها هو الوصول للسلطة ونهب ثروات المواطن المسكين.
التعليقات مغلقة.