فيما يتربص الخطر بالنيل الأبيض: حكومة الولاية والمقاومة مشغولان بالاحتفالات والغناء

فيمايتربص الخطر بالنيل الأبيض:
حكومةالولاية والمقاومةمشغولان بالاحتفالات والغناء
كتب:عبدالخالق بادى
مفارقات غريبة يعيشها مواطن النيل الأبيض هذه الأيام ،ففى الوقت الذى يتربص فيه العدو بما تبقى من مساحة الولاية بعد أن احتل ثلثها، وفى الوقت الذى يسمع فيها المواطنون بالدويم وماجاورها أصوات الاشتباكات وتصدى الجيش لمحاولات المليشيا المتمردة للدخول الى مناطق أخرى عن طريق الأعوج.
فى هذا التوقيت نجد وللأسف أن حكومةالولاية والمقاومة الشعبية مشغولان باحتفالات فارغة لاتسمن ولاتغنى من جوع، تحت مسمى (ليلة الإبداع الوطنى)، فمن المفترض أن تكون حكومة الولايةوالمقاومةالشعببة فى حالة استعداد وتفقد لأحوال الولايةوالارتكازات وعلى رأسها ارتكاز الأعوج ،والذى ظل يتعرض باستمرار لاعتداءات من المتمردين،ومن المفترض أن تكون قيادات المقاومة الشعبية فى أبوحبيرة أو الدويم (هذا إذا كانت حقيقة مقاومة شعبية).
الاحتفال الذى حضرته حكومة الولاية والمقاومة الشعبية أمس بمسرح اتحاد المهن الموسيقية بكوستى ، هذا ليس وقته فهو سابق لأوانه،فالبلد فى حالة حرب والولاية فى مرمى النيران ومن الولايات الساخنة، وقبل أيام استشهد(٢١٤) مواطن وجرح المئات فى ودالنورة التى تقع على تخوم الولاية من الناحيةالغربية ولها روابط اجتماعية وأسرية مع مكونات مجتمع النيل الأبيض، وقد أصدرت إمارة الكواهلة بالولاية بيانا أمس يشير إلى ذلك، فكيف جاء قلب لحكومة الولاية والمقاومة الشعبية ومن شاركهم ، لإقامة احتفال للغناء أياً كان (وطنى أوغير وطنى)، وأسر الشهداء لم تجف دموع أسرهم بعد، بل حتى دماء الشهداء مازالت تنزف فى قبورها.
أخطأت حكومة الولاية والمقاومة الشعبية وادارة الثقافة واتحاد المهن الموسيقية وهيئة اذاعة وتلفزيون الولاية ، إذا ظنوا أن إقامة هذه الاحتفالات تبعث الطمأنينة في نفوس المواطنين، وأخطأوا إذا اعتقدوا أن المواطن سيكون مبسوط وهويسمع أصوات المدافع القادمة من الأعوج تختلط مع أصوات الموسيقى المنبعثة من المسرح أو الإذاعة؟، لا يمكن .
الوقت ياحكومة الولاية والمقاومة الشعبية ويا أهل الثقافة ويا الهيئة ليس للغناء حتى ولو كان وطنياً، والميزانية التى أقيم بها هذا الاحتفال كان أولى بها المجهود الحربى فى الارتكازات ، أليس هذا قرار حكومة الولاية منذ عام بأن تحول كل الميزانية للمجهود الحربى؟ اتقوا الله فى المواطن المسكين،وحسوا بمعاناته وألمه ، ونصر الله جيشنا والرحمة للشهداء والشفاء للجرحى.