مجزرة ودالنورة… الدروس والعبر
بقلم:عبد الخالق بادى
حزن كبير عم أرجاء السودان عامة وولايتى الجزيرة والنيل الأبيض خاصة،بعد المجزرة والجريمة البشعة التي ارتكبتها المليشيا المتمردة بحق مواطنى ودالنورة وودالجترة الأربعاء الماضي ،والتى استشهد فيها (١١٤) طفل وامرأة ورجل ،قتلوا بدم بارد يؤكد أن هؤلاء القوم الأكثر إرهابا فى العالم و لادين لهم ولاوازع ، وقد رأيناها كيف يتلذذون بقتل النساء والأطفال وكأنهم فى إحتفال .
ردود الأفعال الغاضبة على هذه المجزرة التى لم يشهد السودان لها مثيل قريباً، طبيعية ولها ما يبررها، لأن ما حدث كان مؤلماً لا يقبله أى إنسان سوى، ويستوجب الرد السريع والحاسم من قبل الجيش والمقاومة الشعبية.
أما تعليقات أتباع مايسمى ب(تقدم) امثال خالد سلك وزينب الصادق المهدي وبقيةالشرذمة والمؤيدة للجريمة النكراء،فهى ليست بمستغربة لأشخاص باعوا أهلهم وبلادهم وكل ما يملكون من أجل دراهم تافهة، وارتموا فى أحضان العمالة، فهم ضالعون منذ سنوات فى هذا المخطط الخبيث الذى يستهدف المواطن فى وجوده وفى ماله وعرضه، وأمثال هؤلاء والله لن ننتظر منهم أن يقولوا كلمة حق، وسيأتى اليوم الذى سيحاسبون فيه على عمالتهم وخيانتهم، (يرونه بعيدا ونراه قريبا) .
إن جريمة ودالنورة سيكون لها مابعدها ولن تمر مرورا عابرا ، وربما ستكون مفصلية فى المعركة الوجودية التى يخوضها الجيش والشعب المخلص ضد الجنجويد والمرتزقة وأعوانهم بالداخل والخارج، والمكلوب أن نعتبر منها حتى لا تتكرر قدماء أبناء الوطن غالية.
فبالنسبة للجيش مؤكد أن قيادته وضعت خطة للحيلولة دون حدوث مجزرة جديدة،وقد قالها الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد العام للجيش خلال زيارته مؤخرا للمناقل وكوستى ،عندما قال: سيكون الرد على مجزرة ودالنورة قاسيا ، وهذا مايتمناه الجميع.
أما المقاومة الشعبية فتحتاج إلى إعادة صياغة وتنسيق لكى تقوم بدورها المناط بها، فمن الواضح أنه ليس لظيها خطة عمل واضحة أو رؤية، ولكن أن أرادوا منا نصحا فنقول لهم عودوا إلى عاداتنا وتقاليد أهلنا وجدودنا ، بالفزع عند اللقاء، وقبل ذلك مد المواطنين بالسلاح حتى يتمكنوا من الدفاع عن أرضهم وعرضهم.
ما يدعوا للاستغراب هو دعوة الفلول (الهاربين إلى الخارج) السودانيين للجهاد وأنه أصبح فرض عين على كل سودانى، فهم يدعون الناس للقتال وهم جالسون فى شقق وفنادق تركيا ويتمتعون بخيراتها، نعم يدعون غيرهم للجهاد وهم ليسوا أهل جهاد ، يحرضون المواطنين على القتال وليس لديهم استعداد لتحمل ولو القليل مما تحمله المواطن المسكين بسبب الحرب ،التى يسألون هم قبل غيرهم عنها، فهم من صنعوا هذا السرطان المسمى (الدعم السريع)، وهم من خططوا معه لقتال الجيش الوطنى، الم يبشر رئيس حزبهم السودانيين فى آخر خطابات له قبل سقوطه الداوى،بانه إذا زال عهدهم فسنصبح مثل سوريا وليبيا؟ فكيف يأتون اليوم ليقنعونا بأنهم مع الشعب وهم قابعون فى بروجهم بتركيا يتقلبون فى نعم الله، والتى حصلوا عليها بالمال المنهوب من الشعب المظلوم؟ فإذا كانوا هم رجالاً وصادقين فى دعوتهم للجهاد فليركبوا أول طائرة قادمة لبورتسودان وليذهبوا مباشرة لمعسكرات التدريب وليتقدموا صفوف المقاتلين، وليجيشوا اتباعهم بالداخل ،والذين يقاتلون فقط عبر ال(واتساب) وال(فيس بوك)، أما دعوة المواطنين للجهاد عبر منابرهم وقنواتهم التى أقاموها بمال المواطن،فهى مردودة عليهم، لأنها دعوة باطل أريد بها باطل ،فالمواطن اوعى منهم وأكثر وطنية،(اتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم)،.
نعود ونقول أن المعركة الوجودية التى يخوضها الشعب وقواته المسلحة يجب أن تتغير تكتيكاتها وأدواتها، فترك كل قرية تواجه مصيرها لوحدها كانت سببا فى إطالتها وضياع الكثير من الأرواح البريئة، فيجب أن تتوحد القرى والفرقان تحت شعار (الواحد للكل والكل للواحد) ، فبدون تضامن أهل القرى مع بعضهم البعض وبالتنسيق مع الجيش لن تنكسر شوكة المرتزقة بالسرعة المطلوبة، ويجب أيضاً كشف العملاء داخل القرى والذين تسببوا فى قصم ظهر أهلهم، فلنتعاون جميعاً لسحق التمرد وأعوانه وعملائه الهاربين والمندسين، نصر الله جيشنا وحفظ أهلنا فى جميع بقاع الوطن ،واخزى والعار على المرتزقة ومن والاهم والرحمة للشهداء والشفاء للجرحى.
المزيد من المشاركات
التعليقات مغلقة.