الايام نيوز
الايام نيوز

دكتور عبد المهيمن بادى يكتب:فهم جوانب الأزمة… بدايةالحل

الفهم الصحيح لجوانب الأزمة السودانية…بدايةالحل
بقلم:دكتور عبد المهيمن عثمان بادى

….الأوضاع الراهنة في السودان لها عدة جوانب دينية وسياسية وأمنية واجتماعية وقانونية ودبلوماسية واقتصادية فضلا عن التداعيات الإقليمية والدولية.
….ولذلك لابد لنا من النظر إلى جميع هذه الجوانب بصورة متوازية ومتوازنة حتى يتسنى لنا الفهم الصحيح لها والتعامل معها على الوجه المطلوب.
….. ومن ثم تجاوز الأزمة والمحافظة على البلاد، ودحر العدو وإحباط المؤامرات الداخلية والخارجية
……. لا بد لنا من اتخاذ خطوات عملية وفعالة وشاملة في كافة هذه الجوانب فضلا عن الجانب العسكري الذي هو صمام أمان السودان.
….وفي هذا الصدد نقترح ما يلي:

– في الجانب الديني

يتم تشكيل فريق من العلماء والدعاة لتنوير المواطنين حول واجباتهم الدينية، ومحاربة الممارسات السلبية، وبث الطمأنينة بينهم فهم أحوج ما يكونون لذلك. ويتم ذلك عبر منابر المساجد ووسائل الإعلام بكافة أنواعها بصورة منظمة ومبرمجة.

– في الجانب الأمني والعسكري

(الذي هو من شأن القوات المسلحة والأجهزة الأمنية الأخرى)

يتم تكثيف الحملة ضد فلول المجموعات المتمردة والمخربة، ودعوتها إلى الاستسلام غير المشروط، وفتح قنوات مع المغررين منهم للانسحاب وخروجهم آمنين،مع أهمية ملاحقة العناصر والجهات المتعاونة مع هذه المجموعات والتعامل معها وفق القانون، فضلا عن ضبط الأمن الداخلي من قبل الشرطة ومنع التفلتات.

– في الجانب السياسي

يجب الإسراع في تشكيل حكومة طوارئ قوية من كفاءات وطنية مقتدرة لإدارة شؤون البلاد في هذه المرحلة وملأ الفراغ السياسي الراهن الذي تحاول بعض المجموعات استغلاله لصالحها وفق أجندتها الخاصة، كما يجب إصدار بيان سياسي شامل حول المواقف المبدئية للسودان من كل القضايا المحلية والإقليمية والدولية المتعلقة به. وكذلك يجب الحرص على وحدة أراضي السودان عبر ربط الولايات والتنسيق بينها في كافة المجالات، لدحض اي محاولات لتقسيم البلاد. وننوه إلى أهمية عودة الحياة إلى طبيعتها في المناطق الآمنة بولاية الخرطوم تمهيدا لعودة كافة المؤسسات الحكومية إليها، باعتبارها عاصمة البلاد القومية ورمز وحدته التي لا بديل لها. وإن اي تفريط في الخرطوم هو تفريط في السودان بأسره وهذا ما يسعى إليه العدو.

– في الجانب الدبلوماسي

يتم تفعيل دور الدبلوماسية السودانية في الخارج عبر القيام بحملة مكثفة لتوضيح مواقف السودان في الدول المضيفة وفي المنظمات الدولية والإقليمية، كما يستحسن تشكيل فريق من الخبراء الدبلوماسيين لدعم هذه الحملة.

– في الجانب القانوني

يتم تشكيل فريق من الخبراء القانونيين السودانيين لإبراز الجانب القانوني لهذه الأحداث، والدفاع عن حقوق السودان وفق القانون الدولي ودحض الادعاءات القانونية الباطلة ومحاولات التدخل في شؤون السودان.

– في الجانب الاجتماعي

يتم اتخاذ خطوات عملية لرتق النسيج الاجتماعي وبث التوعية ونبذ التعصب والكراهية ومحاولات تجيير الأحداث الجارية بلون اجتماعي وإثني معين لتحويل الأزمة إلى قضية اجتماعية وجهوية ، فالاأحداث الجارية في السودان ليس لها أي علاقة بأي مكون اجتماعي أو جهوي معين، وإنما هي مرتبطة بافراد وبمجموعات خارجة على القيم والقانون والدولة والمجتمع سواء كان في الداخل والخارج.

– في الجانب الإنساني

يحب الاهتمام بأوضاع السودانيين النازحين غي الداخل وسد ذريعة التدخل بسبب (الاوضاع الإنسانية) أو المجاعة المزعومة، فضلا عن متابعة أحوال اللاجئين في الخارج عبر السفارات في الدول المعنية وتشجيعهم على العودة إلى المناطق الآمنة.

– في الجانب الاقتصادي

يتم وضع خطة طوارئ اقتصادية تركز حول ضبط الموارد ومنع التهريب والفساد، وتحديد الأولويات الاقتصادية العاجلة عبر ضمان الأمن الغذائي وصرف رواتب العاملين وحماية المناطق الإنتاجية.

– في الجانب الإعلامي

يتم تشكيل فريق من الإعلاميين المهنيين الوطنيين للقيام بحملة إعلامية مكثفة داخل السودان لتوعية المواطنين ودحض الشائعات والأكاذيب وتقديم الصورة الصحيحة للأوضاع في السودان، ومواقف الدولة، لمختلف دول للعالم عبر البعثات السودانية وفي المحافل الإقليمية والدولية.

– في الجانب الثقافي

يتم تفعيل الأنشطة الثقافية والفنية والرياضية التي تخدم قضايا الوطن من خلال الندوات والفعاليات والإبداعات التي تعزز الوحدة الوطنية وتقدم الدعم المعنوي للجيش والأجهزة الأمنية الأخرى.

– في جانب التعليم

يجب ضمان استمرار العملية التعليمية في المدارس والجامعات بكافة السبل المتاحة، بحيث لا يكون التلاميذ والطلاب ضحايا للأوضاع الراهنة في السودان، مع أهمية التنسيق بين المؤسسات التعليمية السودانية داخل وخارج السودان.

– في الجانب الصحي

يتم تشكيل فريق طوارئ صحي لمكافحة الأوبئة وضمان الصحة العامة عبر التوعية بسبل الوقاية والاهتمام بنظافة البيئة التي تعتبر من أهم مهام الجهات الصحية والإدارية المختصة، لأن معظم الأمراض والأوبئة المنتشرة في السودان ما هي إلا مجرد نتاج لتردي البيئة.

وبعد،

فإن الهدف من وراء هذه المقترحات هي تعزيز الجهود المبذولة من قبل القوات المسلحة والأجهزة الأمنية الأخرى لدحر العدو واستتباب الأمن والسلام وحماية العباد وصيانة البلاد، وذلك بضرورة استكمال كافة الجوانب الأخرى لمعركة الوطن بصورة منظمة ومؤسسة وفعالة وجماعية، مما يسد كل الثغرات ويقوي الجبهة الداخلية ويعجل بإنهاء الأزمة بمشيئة الله تعالى.

حفظ الله أهلنا وبلادنا والمسلمين عامة

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

د. عبد المهيمن عثمان حسن بادي

٢٠٢٤/٨/٢٤م

التعليقات مغلقة.