قضية مشروع وكرة الزراعى :
إلى متى يستمر الصراع؟ولماذا لم تنعقد الجمعية العمومية لإسكات الخلافات؟
كتب: عبدالخالق بادى
يعتبرمشروع وكرة الزراعى (جنوب مدينة الدويم) بولاية النيل الأبيض من اميز المشاريع بالولاية وأكثرها إنتاجا فى محصولى الذرة والقمح، حيث يعول عليه دائما الأمن الغذائى بالولاية والسودان عامة .
إلا أن الصراعات والخلافات التى استمرت لقرابةالعشر سنوات،اثرت تأثيرا مباشرا فى نشاط المشروع، خصوصاً الجانب الإداري، وذلك بسبب وجود جمعيتين(جمعية وكرة وجمعية سنابل البركة) ظلتا تتنازعان السيطرة على المشروع فانقسم المزارعون بين مؤيد لهذا ومعارض لذاك.
(الأيام نيوز) استمعت لطرفى الصراع حول مشروع وكرة الزراعى للوقوف على حقيقة المشكلة التى استعصت على عدة جهات ، كما حصلت على مستندات مهمة كشفت الكثير من الحقائق الغائبة حتى على بعض مزارعى المشروع .
أعضاء بمشروع وكرة يسردون الوقائع:
عدد من أعضاء لجنة مشروع وكرة الزراعى أكدوا ل(الأيام نيوز) أن لجنتهم مازالت تكتسب الصبغة القانونية لعدم قيام الجمعية العمومية لأسباب (كما أوضحوا)متعلقة بالحرب وتكليفها من قبل مسجل تنظيمات مهن الإنتاج الزراعى والحيوانى بالولاية، إلا أنهم فوجئوا بتكوين لجنة تسييرية من وزارة الإنتاج ، وقالوا أن قانون تنظيمات العمل لايسمح بتكوين لجنة تسييرية الا من قبل المسجل ، كما أن هنالك لجنة مكلفة من مساعد مسجل تنظيمات مهن الإنتاج الزراعى والحيوانى بالولاية بتسيير العمل منذ عام ٢٠٢٣، واضافوا بأن القانون ينص على أن تستمر اللجنة المكلفة حتى تنعقد جمعية عمومية لانتخاب لجنة لدورة كاملة لخمس سنوات ، وافادوا بأنهم اساسا تم انتخابهم بجمعية عمومية انعقدت يوم ٢٠٢٣/٢/١٢ بإشراف مسجل تنظيمات مهن الإنتاج الزراعى والحيوانى بالولاية وتم إصدار شهادة تسجيل بذلك (تحصلت الصحيفة على صورة منها)فى ٢٠٢٣/٢/٢٢، إلا أنه وبعد تسعة أشهر وبناء على التعديل الذى تم لقانون تسجيل تنظيمات مهن الإنتاج الزراعى والحيوانى وبطلب من المسجل تم حل الجمعية بسبب وجود جمعية أخرى(سنابل) فى نفس المضرب، وأن القانون بعد التعديل ينص على أن يتم انتخاب جمعية واحدة للمضرب الواحد، لحين انعقاد الجمعية العمومية، وأشاروا إلى أن هنالك قرار صادر بتاريخ ٢٠٢٤/٧/٩م من قبل مولانا عثمان صالح كوكو مسجل تنظيمات مهن الإنتاج الزراعى والحيوانى بالولاية يدعو لعقد الجمعية فى ٢٠٢٣/٧/١٥م، وذلك (كما ابانوا) استناداً على قرار إدارى رقم ٥ بتاريخ ٢٠٢٣/١٠/١٦م صادر من مكتب تنظيمات مهن الإنتاج الزراعى والحيوانى الاتحادى باستئناف العمل بالمناطق الآمنة، إلا أن الجمعية العمومية لم تنعقد بسبب الظروف التى تمر بها الولاية حينها وتعذر قيام الجمعية، وعادوا وأكدوا أنهم مع قيام الجمعية العمومية لانتخاب لجنة جديدة لدورة كاملة.
رئيس جمعية مشروع وكرة يطالب:
أحمد محمد زين رئيس جمعية مشروع وكرة الزراعى أكد ل(الأيام نيوز) أن جمعيتى وكرة وسنابل تم حلهما فى ٢٠٢٤/٧/١٧ وأن مساعد مسجل تنظيمات مهن الإنتاج الزراعى والحيوانى كلف جمعية وكرة بإدارة المشروع لحين قيام التنظيم الجديد، وقال أحمدزين أنهم فوجئوا بتكوين لجنة تسييرية فى٢٠٢٤/٨/٢٨ من قبل وزارة الانتاج بالولاية وان ذلك (كما أبان) بضغط من وزير التربية لتسليم قيادة المشروع لشقيقه، وقال أن اللجنة التسييرية تعاقدت بتاريخ ٢٠٢٤/٨/٢٤ مع مستثمر وهو ابن شقيقة الوزير ، وقال أن هذا الاتفاق جاءبعد اتفاقهم مع مستثمر آخر قبل ثلاثة أشهر، وأن المستثمر الذى اتفقت معه جمعية وكرة أنفق أموالا طائلة فى صيانة البيارة وتطهير القنوات، وناشد أحمد محمد زين رئيس جمعية مشروع وكرة الزراعى المكلف الاستاذ عمر الخليفة والى الولاية بالتدخل العاجل منعا للفتنة (على قوله).
رئيس جمعية مشروع سنابل يوضح:
الوسيلة عيسى رئيس لجنة مشروع سنابل الزراعى أكد ل(الأيام نيوز) أن اللجنة التسييرية المكلفة بتسيير المشروع هى وفاقية تضم ثلاثة مزارعين من جمعية مشروع وكرة واثنين من جمعيةمشروع سنابل ،حيث أبان بأنها كونت منذ العام ٢٠٢٢م بعد قرار حكومة حمدوك بحل جميع اللجان الزراعية، واضاف بأن اللجنة ضمت ثلاثة من لجنة مشروع وكرة ومثلهم من لجنة مشروع سنابل ، مشيرا إلى أنها لجنة وفاقية، وابان الوسيلة بأن كل اللجان التى كونت بعد تكوين اللجنة التسييرية الوفاقية غير قانونية، نسبة(كماذكر) لإصدار مولانا الصادق مفرح المستشار القانوني لحكومة ولاية النيل الأبيض فتوى بقانونيةاستمرار هذه اللجنة، ونفى أن تكون لوزارة الإنتاج أو أى جهة أخرى دور فى تكوين هذه اللجنة أو أى لجنة اخرى، مشيرا إلى أن وزارة الإنتاج سبق ووجهت بالتعامل مع هذه اللجنة استناداً على فتوى المستشار القانوني لحكومة الولاية ، وأكد أنه ليس من حق أى جهة تكليف أى مجموعة لإدارة شؤون مشروع وكرة الزراعى، كما أكد أن فشل الجمعية العمومية التى كان مقرر لها ال٢٠٢٣/٧/٢٣م ابقى الحال على ماهو عليه باستمرار اللجنة التسييرية الوفاقية المكونة فى عام ٢٠٢٢م ، ونفى فى ختام إفاداته للصحيفة تدخل شقيقه الوزير لصالحه، وقال أن هذا كلام مضلل للرأى العام،حيث أكد أن اللجنة التسييرية مكونة منذ ٢٠٢٢ وشقيقه تم تكليفه قبل أقل من شهرين، فكيف يكون (على قوله)قد تدخل فى تكوين اللجنة التى مصر عليها عامان؟.
قرار اللجنة الأمنية بالدويم بتكوين لجنة تسييرية:
فى العام ٢٠٢٢م أصدرت اللجنة الأمنية لمحلية الدويم قرار رقم ٦ بخصوص النزاع بمشروع وكرة الزراعى تم بموجبه تكوين لجنة تسييرية تضم ثلاثة مزارعين من مشروع وكرة واثنان من مشروع سنابل وعضو من مكتب الأمن، وأن هذه اللجنة تنتهي صلاحيتها بانعقاد الجمعية العمومية لانتخاب مكتب تنفيذي لجمعية واحدة.
مساعد المسجل يؤكد حل الجمعيتين برغبتهما:
فى خطابه بتاريخ ٢٠٢٣/٧/١٧م أشار مولانا بشير حسان مساعد مسجل تنظيمات مهن الإنتاج الزراعى والحيوانى بالدويم إلى أنه وبطلب من رئيس جمعية مشروع وكرة ورئيس جمعية سنابل وبرغبتهما بحل الجمعيتين بناء على قانون تنظيم مهن الإنتاج الزراعى والحيوانى تعدي ٢٠١٨ – ٢٠١٩ ، بأن تكون جمعية واحدة للمشاريع ذات المضرب والهدف الواحد.
توجيهات وزارة الإنتاج:
بتاريخ٢٠٢٤/٨/٤ أصدرت وزارة الإنتاج والموارد الطبيعية توجيهات باستمرارية لجنة التسيير المكونة من الجمعيتين (وكرة وسنابل) وبقرار من لجنة أمن محلية الدويم فى عام ٢٠٢٢م والتى ضمن من مشروع وكرة كل من أحمد محمد زين، عبد الله مزمل وحمد النيل محمد، ومن مشروع سنابل،وسيلة على عيسى ويوسف محمد أحمد، ومن جهاز الأمن معز أحمد محمد .
وزارة العدل تفتى بانتهاء صلاحية الجمعيتين قبل ثلاثة أعوام:
أصدرت وزارة العدل قراراً فى ٢٠٢٤/٥/١٩ يؤكد انتهاء صلاحية جمعيتى وكرة وسنابل البركة منذ العام ٢٠٢١م.
عقودات المستثمرين جددت الخلافات:
عروض التمويل التى قدمت من بعض المستثمرين للجمعيتين جددت الخلاف القائم أصلا منذ سنوات،حيث اتفق أحد المستثمرين مع جمعية وكرة بأن يأخذ على الفدان ٢ جوال من المحصول، بينما اتفق آخر مع جمعية سنابل بأن يأخذ على الفدان جوال ونصف.
المحرر:
وضح أنه ومن خلال افادات رئيس كل من مشروع وكرة ومشروع سنابل والمستندات التي حصلت عليها (الأيام نيوز) أنه بقدر ما تبدو القضية معقدة وشائكة، إلا أنه يمكن أن تحل وبدون اى ضوضاء ،وذلك عبر صناديق الاقتراع، ليختار المزارعون من يرونهم قادرين على إدارة المشروع بالطريقة التى تحقق مصالحهم ومصالح البلد، فاستمرار الخلاف والصراع أكثر من ذلك ستكون عواقبه وخيمة ربما تتسبب فى تعطيل المشروع، وعلى أهلنا فى وكرة الاتعاظ مما حدث من بوار لمشاريع أخرى بسبب الصراعات الغير منطقية، وحتى نحافظ على النسيج الاجتماعي بالمنطقة والذى عرف بالترابط والألفة.
التعليقات مغلقة.