للحديث بقية
عبد الخالق بادى
يتصارعون على (جنازة بحر)
تفيد الأنباء الواردة من نيروبى واديس أبابا وغيرها من العواصم المتآمرة على السودان، بأن قادة المليشيا المتمردة والمتحالفين معها على خلاف حاد، وذلك بسبب تحديد نسب المشاركة فيما تسمى ب(الحكومة الموازية) والتى لا نرى لها وصفا مناسبا أقل منها عبارة عن(جنازة بحر) .
فقد منحت المسودة الأولية لتوزيع نسب التمثيل فى هذه الحكومة المليشيا المتمردة نسبة 60%، مقابل 30% للحركة الشعبية – شمال جناح عبد العزيز الحلو، و10% لبقية الكتل السياسية الأخرى.
ولاحقاً وبعد ضغوط واحتجاجات تم تعديل نسب التمثيل، لتصبح نسبةالمليشا المتمردة 50%، مع الإبقاء على حصة الحركة الشعبية عند 30%، ومنح الكتل الأخرى نسبة 20% .
إلا أن الحركة الشعبية جناح الحلو رفضت هذا المقترح الجديد وطالبت بزيادة نسبتها فى التمثيل لتصبح 40% على الاقل، متعللة بأن الكيانات المنضوية ضمن هذه الكتل، خاصة بعض المجموعات الدارفورية، لا تمثل قوى مستقلة، ولا وجود حقيقى لها على أرض الواقع وإنما مجرد (واجهات) أنشأتها المليشيا للسيطرة على الحكومة الموازية.
والخلاف حول(جنازة البحر) لم يتوقف عند نسب التمثيل فقط، بل يدور أيضاً حول المناصب والوزارات ، خصوصاً منصب رئيس الوزراء، فالحلو يصر على أحقية حركته بالمنصب، بينما تتمسك المليشيا المتمردة بأن يكون من يتولى المنصب من عناصرها أو القوى السياسية المتحالفة معها، وهنالك قوى ذات وزن أقل ترى أن يكون بالمنصب من نصيبها ،مثل مجموعة الهادي إدريس، مما فاقم من الخلافات داخل التحالف الهش أساساً .
الخلافات التى تدور داخل تحالف عملاء السودان بخصوص ما تسمى ب (الحكومة الموازية)، طبيعى ومتوقع ، لأن هؤلاء القوم الشىء الوحيد الذى يجمعهم هو العمالة وخيانة البلد والارتزاق على حساب المساكين والضعفاء من الشعب، فلكل (عدا ذلك) تطلعاته ومصالحه وعنصريته التى تسيطر عليه وتتحكم فى قرارته .
وكما ذكرنا فى مقالات سابقة، فإن ما تسمى ب(الحكومة الموازية) ستظل موجودة فقط فى خيال عملاء أعداء السودان ودويلةالارهاب، وحتى وإن أعلنت ، فهى ستولد ميتة وستكون مجرد حبر على ورق ، وتشيع مع إعلانها إلى مثواها الأخير ،وذلك لأسباب عديدة .
أولها ، أن الجيش والقوات المتحالفة معه (والحمد لله )،كل يوم بل كل ساعة يحرر قرى ومدن من الجنجويد والمرتزقة، وبالتالي تتضاءل الرقعة التى تحتلها المليشيا باستمرار ،بما فى ذلك المناطق المحتلة فى دارفور وجنوب وغرب كردفان ،فحتى مدينة نيالا التى كان مرجحا أن تصبح مقرا للحكومة (الموازية) وعاصمة للمارقين،باتت غير آمنة للجنجويد والمتآمرين ، بدليل نقلعم للأسلحة الثقيلة وجزء كبير من المرتزقة إلى مدينة كاس شمال غرب نيالا ، وكل ذلك بفضل الله ،ومن ثم بسبب الضربات الجوية الناجحة للجيش ، والتى دمرت المنظومات الدفاعية ومخازن للذخيرة وعتادا كبيرا .
ثانياً ، المليشيا واتباعها فقدوا خلال الأشهر الماضية الكثير من الحواضن التى كانت تمثل لهم حماية اجتماعية وقبلية، وذلك بسبب الهزائم المتكررة وترك مجموعات اثنية معينة لوحدها فى مواجهة الجيش وحلفائه، فهلك من ابنائها المئات وأصيب المئات، إضافة للحملات الانتقامية ضد بعض القيادات الأهلية لمجاهرتها برأيها ونقدها للطريقة التى تدير بها قيادات المليشيا للمعارك ، وكذلك تهديد بعضها بسحب قواتها من الميدان.
ثالثاً وأخيرا ، الحملات الانتقامية التى نفذتها المليشيا خلال الأشهر الماضية ،والقتل على الهوية والاعتقالات العشواوية لمواطنين أبرياء ، خصوصاً فى نيالا والمناطق الأخرى المحتلة، أبانت للكثيرين الوجه الحقيقى للتمرد واعوانه، وانهم مجرد عصابات للنهب والسلب والاغتصاب، تماما كما حدث فى الفولة والنهود والخوى، وما ارتكب من جرائم فظيعة فى الخرطوم والجزيرة وشمال النيل الأبيض وجنوب كردفان.
كل ما أشرنا إليه بعاليه ، سيجعل ما تسمى ب(الحكومة الموازية) بلا جدوى ولا روح ، فقط إجراء أو حلقة من حلقات مسلسل التآمر وتدمير السودان وأهله ، لابد من (تمثيلها) لكى يكتمل هذا المسلسلات (البايخ) الشىء السيناريو والإعداد والتمثيل والاخراج، كما يعملون لإرضاء أولياء نعمتهم الدوليين والإقليميين ، ونقول لهم انه وعلى المستوى الشعبى ،لن يأبه لها أى سودانى أصيل ، فقط العملاء والمرتزقة وأعوانهم فى الداخل والخارج هم من يروجون لها، كما أنها لن تحظى بأى قبول أو ترحيب حتى من الدول المتآمرة ذات نفسها، لأنها تخاف أن ينقلب السحر عليها ، خصوصا أن بعضها تركيبته الإثنية هشة، إضافة لوجود أحزاب معارضة ترفض مشاركة الحكومات فى اى مؤامرة على السودان ، بل هدد بعضها بأنه سيعلن عن حكومات موازية أيضا فى حال اعتراف الحكومات ب(جنازة البحر) اقصد (الحكومة الموازية )، ونصر الله جيشنا والمتحالفين معه ، وانعم علينا وعلى بلادنا بالأمن والاستقرار والرخاء.
القادم بوست