للحديث بقية
عبد الخالق بادى
منتخبنا على قدر التحدى
عن جدارة واستحقاق تأهل منتخبنا الوطني إلى دور ربع النهائي لبطولة أمم افريقيا للاعبين المحليين والذى ينطلق اليوم الجمعة، بعد أن تصدر المجموعة الرابعة متفوقا على منتخبات السنغال ونيجيريا والكونغو برازفيل.
لقد وفق الله منتخبنا واستطاع أن يطوع الظروف الصعبة التى تحيط به وما يتعرض له بلدنا من عدوان ممنهج وتآمر إلى فعل ايجابى وإرادة قوية، فقهر المستحيل وأثبت أن الإمكانات الحقيقية ليست بما يتوفر من وسائل تدريبية متطورة أو رفاهية ، وانما التوكل على الله اولا وأخيرا ، ثم العزيمة والمشاعر الوطنية المخلصة .
أنا متأكد من أن كل لاعب فى منتخبنا سواء شارك أو لم يشارك فى مباريات المرحلة الأولى للبطولة مشبع بقيم الولاء والتضحية والفداء ومستعد لبذل كل ما فى وسعه لإسعاد الشعب السودانى وإدخال الفرحة فى قلبه ،خصوصا بعد المعاناة النفسية والبدنية والمادية من الحرب التى أشعلها الجنجويد والمتآمرين معهم وعملاءهم ،وما تعرض له الشعب من انتهاكات جسيمة وجرائم لم يشهد مثلها التاريخ الحديث فى اى بلد .
اعتبارا من صافرة نهاية مباراة منتخبنا الهمام أمام السنغال والتى كفلت نتيجتها التعادلية التأهل للمرحلة الثانية ، والتى يواجه فيها منتخبنا المنتخب الجزائرى فى السابعة من مساء غد الجمعة ،يكون لاعبونا قد دخلوا مرحلة أخرى ومهمة تتطلب استعداد وتعامل مختلف ، وهذا دور الجهاز الفنى طبعا ،فلا يهم من نواجه ، وانما المهم أن نتهيأ للمباراة بالصورة المناسبة دون النظر لما حققناه فى المرحلة الماضية.
الكثير من الأشخاص وبمجرد أن علموا أن منتخبنا سيواجه المنتخب الجزائرى الشقيق ، كتبوا بطريقة سلبية فيها تثبيط الهمم ، والتقليل من إمكانات منتخبنا مستندين على نتائج مواجهات المنتخبين السابقة، وهى خمس مواجهات، حيث فاز المنتخب الجزائرى في ثلاث منها، وكسبنا نحن واحدة وتعادلنا فى واحدة .
إلا أننى أقول أن أولادنا ولما قدموه من مستوى حتى الآن فهن على قدر المسؤولية والتحدى، ونقول أيضاً أن كل منتخب وصل إلى هذه المرحلة يصنف على أنه فى نفس مستوى المنتخبات الأخرى المتأهلة بجانبه، والفيصل ليس التاريخ وما سبق من نتائج ،وانما الملعب والبذل والعطاء داخل المستطيل الاخضر، وهذا ما أثبته أبطالنا.
نعم نحن لانقل مستوى عن أى منتخب وبشهادة الكثير من المحللين ، مثل الطرابلسي والحضرى وغيرهم ، والذين أثنوا ثناءا كبيرا على المستوى الفنى والبدنى والمهارى للاعبى المنتخب ، بل هنالك من رشحه لبلوغ الأدوار النهائية.
بحسب تصريحات مدرب المنتخب وبعض نجومه، فهم قد أكدوا أنهم جاهزون لمباراة الغد ،وانهم يعلمون أنها أمام منتخب محترم ، ولكن هم واثقون من إمكانياتهم الكبيرة وسيقدمون افضل ما لديهم من أجل نثر الفرح مجددا فى كل ربوع الوطن الحبيب.
من أراد أن يكتب عن المنتخب القومى يجب أن يدقق فيما يكتب ، وأن يتحلى بالوطنية والروح الإيجابية التى تهيأ الأجواء المناسبة للجهاز الفني واللاعبين ،حتى يدخلوا مباراة الغد أمام الجزائر وروحهم المعنوية فى قمتها، مع أمنياتنا القلبية بالتوفيق والترقى إلى الدور نصف النهائي ،ترونه بعيدا ونراه قريبا باذن الله.
