*دولة القانون* *الإصلاح العدلي*
الخرطوم :الايام نيوز
مقولة “ما من داء وإلا له دواء” تهدف إلى ضرورة السعي نحو الصلاح والإصلاح
كسلوك يجب أن يلازم ليس الأفراد وحدهم وإنما الشعوب الطامحة في التنمية المستدامة.
فالسرطان كسائر الأمراض العضوية يُظهره الكشف المعملي لعينة أي جزء من جسد المريض. صحيح أن السرطان كان يوماً داءً قاتلاً إلا أن البحوث نجحت في أن تحد كثيراً من غلوائه.
أي أن البشرية، وخلال مسيرتها الطويلة، تغلبت وستتغلب على غيره من الأمراض العضوية وآلامها الظاهرية.
من تأخرت هي الشعوب التي استكانت للصدمات فأصبح الألم حزناً فمرضاً نفسياً عضالاً.
أي مرض عضوي أو نفسي يصيب الأمم لا يتمظهر في فسادها المالي أو السياسي أو الاجتماعي
أو العدلي وإنما في كل جزء من جسدها لأنه سيتداعى بالسهر والحمى.
إبن خلدون اختصر تاريخ ومستقبل الأمم في مقولته: “العدل أساس الحكم”، فبلا عدل لا يمكن أن ننتظر حكماً راشداً.
كثيرون يعتقدون أن إصلاح الأنظمة السياسية يكمن في علاج الاقتصاد أو نظام الحكم. الصحيح أن إصلاح المنظومة العدلية هي التي تؤسس لإصلاح كافة أجهزة الدولة.
كما هو معلوم أن المنظومة العدلية الحديثة تتألف من القضاء، النيابة، وزارة العدل بالإضافة للمحاماة.
الأخيرة، وبوصفها المهنة الحرة والأكثر مرونة عدة وعتاداً، تظل الأمل لكونها عين المواطن والمرأة التي تكشف عن مستوى الصحة والسلامة بباقي المنظومة العدلية.
يستحيل أن ننشد التغيير والمحاماة عرجاء بلا نقابة شرعية.
لا يجوز أن نتوقع إصلاحاً في هذه المنظومة وأكثر من تسعين بالمائة من المحامين شباب لم يجدوا نصيبهم في التدريب وفرص العمل المؤهلة لأداء مهنتهم.
كيف سيتولى المحامون دورهم في رقابة القضاء والنيابة ووزارة العدل والمحامي لم يتسلح بأخلاق المهنة وواجباتها؟
لا يمكن أن نتوقع أي نتيجة إيجابية ومنسوبي السلطة القضائية ووكلاء النيابة والمستشارين بوزارة العدل بجانب موظفيهم لا يمثلوا إلا عشرة بالمائة من جملة المحاميات والمحامين.
بالطبع متى وجدت الإرادة والهدف وخطة العمل سيكون الإصلاح سهلاً في بقية
المنظومة العدلية بالمقارنة مع الدور المنتظر لإصلاح الكم الهائل من المحامين.
في جميع الأحوال إصلاح المنظومة العدلية لن يتأتي من جانب المحامين ولا غيرهم ما لم يتم إزالة أساس الأزمة المتمثل في رأس الانقلاب واجهزته الموالية والجاسمة على الصدور.
د. عبد العظيم حسن المحامي الخرطوم 11 مارس 2023
التعليقات مغلقة.