الايام نيوز
الايام نيوز

عندما يتعلق الأمر بمايكنزم الاقتصاد فلن يخدعنا احد ولم نكن يوما من المخدوعين

عندما يتعلق الأمر بمايكنزم الاقتصاد فلن يخدعنا احد ولم نكن يوما من المخدوعين

د.حافظ الزين
دكتوراه في الاقتصاد والتجارة

  • هذا زمانك يا مهازل فامرحي
    قال: دكتور جبريل ابراهيم وزير المالية والتخطيط الاقتصادي في الافطار الجماعي للكتاب والصحافيين بتاريخ اليوم مايلي :
    (ليست هناك ضائقة في الاحتياجات الغذائية بل هناك فائض فعلي وان كنا لا زلنا نعاني من شح الموارد ولكن بحسب تقديراتنا سيشهد شهر يونيو القادم انفراجة ملحوظة في الازمة الاقتصادية وإن التحول الرقمي سيسهم في الايفاء بكثير من الالتزامات)
    هل توجد ردة اقتصادية اكثر من هذه الردة؟
    هل يعتقد هذا السيد المحترم اننا حمقي ومغفلون لهذا الحد؟
    عندما يتعلق الأمر بمايكنزم الاقتصاد فلن يتمكن احد من خداعنا وبشكل حاسم ومطلق لا فكي جبرين ولا غيره ولم نكن يوما من المخدوعين في هكذا نطاق وافاق.
    وإذا كان هذا الفكي يري باننا مخطئون في اعتزازنا هذا عليه في هذه الحالة ان يجيب عن الاسئلة التالية وهي:
    السؤال الاول: ماذا تقصد بالفائض وما نوع هذا الفائض وكيف تحقق في اقتصاد تعاني موازينه الاساسية الاربعة من عجز مستديم ومتصاعد في كل من :
    أ – الميزان التجاري عجز تجاري مستديم ومتصاعد.
    ب – ميزان المالية العامة عجز مالي داخلي مستديم ومتصاعد
    ج- الميزان النقدي عجز نقدي مستديم ومتصاعد
    د- ميزان المدفوعات عجز مالي خارجي مستديم ومتصاعد
    من اين وكيف تحقق هذا الفائض الذي تتكلم عنه سيدي الفاضل؟
    ما تقصده بالفائض في حيثيات الاقتصاد السوداني الراهنة هو ليس فائض اقتصادي حقيقي بل هو ما يسمي في الفقه الاقتصادي والادبيات الاقتصادية (بالوهم الاقتصادي)
    هل سمعت بهذا التوصيف من قبل؟
    لا اعتقد ذلك؟؟؟!!!!
    الوهم الاقتصادي: هو حدوث حالة اقتصادية نقدية تراكمية تؤدي إلى انخفاض معدل دوران البضاعة مما يبدو لعامة الناس وكأنه فائض ولكنه ليس كذلك وهو في الحقيقة يسمي في الادبيات الاقتصادية (بظاهرة الركود التضخمي – Stagflation) وهي اخطر ظاهرة اقتصادية نقدية يمكن أن تصيب اي اقتصاد.
    الركود التضخمي : هو اقتران وتزامن معدل التضخم النقدي ومعدل البطالة العام في اقتصاد واحد في وقت واحد مما يذهب بهذا الاقتصاد الي مرابط لظي مباشرة.
    عندما تصيب هذه الظاهرة اي اقتصاد بحدث مايلي:
  • يرتفع المستوي العام للاسعار ويرتفع تبعا لذلك معدل التضخم النقدي ويؤدي هذا الارتفاع في هذين المؤشرين إلي انخفاض القوة الشرائية للنقود وبالتالي تنخفض كميات السلع والخدمات التي يشتريها المستهلكون مما يؤدي الي حدوث ركود مؤقت ثم يتطور هذا الركود ليصبح كساد نتيجة لانخفاض حجم المبيعات انخفاض معدل دوران البضاعة وبالتالي تتراكم السلع في ارفف المتاجر وتبدو هذه الحالة وكأنها فائض سلعي ولكنها ليست كذلك وبشكل مطلق وحاسم.
    إن هذه الوضعية تؤدي الي عجز المنتجين وملاك الشركات إلي عدم القدرة على الوفاء بالتزاماتهم تجاه العمال والموظفين والمتمثلة في دفع الأجور والرواتب وتكاليف الانتاج مما يجعلهم مضطرين الي اغلاق مؤسساتهم وصرف العمال والموظفين عن العمل وبالتالي يرتفع معدل البطالة العام مقترنا بمعدل التضخم النقدي بشكل متزامن مما يخلق ظاهرة الركود التضخمي المميتة
    هذه هي اهم ازمة اقتصادية يعاني منها الاقتصاد السوداني راهنا والتي بدأت واصابت هذا الاقتصاد منذ عام 2010 والتي وصفها السيد المحترم وزير المالية والتخطيط الاقتصادي في السودان: فكي جبرين بانها حالة فائض اقتصادي
    هل توجد ردة اقتصادية اكثر من هذه الردة؟
    السؤال الثاني: هل يعاني الاقتصاد السوداني من شح موارد ام من شح كفاءات اقتصادية وسيمة فاقع لونها يسر الناظرين؟
    يتبني السيد فكي جبرين وامثاله في تحليلهم ونموذجهم الاقتصادي لتوصيف وتشخيص حالة وازمة الاقتصاد السوداني نظرية الجدات وهي: يا ايدي شيليني حطيني في بيت مكة العاجبني
    في عام 1996 قامت الامم المتحدة في مؤتمر الغذاء العالمي الذي عقد في امريكا بتصنيف الاقتصاد السوداني من حيث معيار كثافة الموارد الاقتصادية وتنوعها في المرتبة الرابعة عالميا بعد كل من:
    كندا
    استراليا
    البرازيل
    فكيف يقول السيد فكي جبرين وزير لوزارة المالية والتخطيط الاقتصادي في السودان ان الاقتصاد السوداني يعاني من شح موارد؟
    هناك فرق بين شح الموارد الاقتصادية والموارد الاقتصادية المعطلة (التوظف الكامل او التشغيل الكامل)؟
    إن الفشل في توظيف وتشغيل الموارد الاقتصادية في الاقتصاد السوداني يرجع للفشل الاقتصادي الانيق للسبد فكي جبرين في ادارة هذا الاقتصاد وبناء مصفوفات جديدة للانتاج وتقوية وتمتين وتوسيع القاعدة الانتاجية الوطنية افقيا وراسيا خلال 1080 يوم وهي الفترة التي جلس وجثم فيها هذا الفكي علي صدر الاقتصاد السوداني المنكوب.
    وهي فترة كافية لاخراج الاقتصاد السوداني من غرفة احتضاره المزمن.
    السؤال الثالث: يتحدث السيد فكي جبرين عن التحول الرقمي وان هذا التحول سيفي بكثير من الالتزامات
    هل توجد ردة اقتصادية اكثر من هذه الردة؟
    عن اي تحول رقمي يتحدث السيد فكي جبرين في اقتصاد غير موجود اصلا من حيث رافعة وتشغيل الموارد.
    في اقتصاد معدوم الملامح والاوصاف الاقتصادية.
    في اقتصاد لم يتمكن فط وعلي مدي ستة عقود ونصف من الخروج من براحات ما قبل الاقتصاد التقليدي ومازال يؤمن ويعتنق منهجية المضاربة السلعية والتبادل السلعي النقدي البدائي ويرتكز ويقوم في تركيبة صادراته الوطنية البائسة علي نموذج التصدير الخام؟
    عن اي تحول رقمي يتحدث السيد فكي جبرين؟
    اي تحول رقمي سيدي الفاضل ؟
    السؤال الرابع: كيف تحدث تلك الانفراجة في الازمة الاقتصادية في الاقتصاد السوداني في شهر يونيو والموازين الاقتصادية الاساسية المشار إليها باعلاه ضمن هذا السياق في هذا الاقتصاد تتعايش مع وضعية عجز مستديم ومتصاعد وفاحش؟
    كيف؟
    عندما يتعلق الأمر بمايكنزم الاقتصاد فان العبقري ميلتون فريدمان هو وحده من يستطيع التماهي معنا وهو وحده من يستحق أن ننحني له بعد الله جل جلاله.

التعليقات مغلقة.