عثمان جلال يكتب/الإسلاميون أعرضوا عن الحديث مع القطط الخاملة
عثمان جلال يكتب/
الإسلاميون أعرضوا عن الحديث مع القطط الخاملة
اذا وصف الطائي بالبخل مادر
وعير قسا بالفهاهة باقل
وقال السهى للشمس انت خفية
وقال الدجى للصبح لونك حائل
وطاولت الارض السماء سفاهة
وفاخرت الشهب الحصا والجنادل
فيا موت زر ان الحياة ذميمة
ويا نفسي جدي ان دهرك هازل
(أبو العلا المعري)
(١).
ذكرني وصف أحد شذاذ الافاق للبروف غندور (ببروف الخلا) بهتافات بعض اهلنا في الضهاري ضد الرئيس الاسبق نميري ووصفه بطيش حنتوب وقد وصف الدكتور منصور خالد هذا الهتاف بالشعبوي رغم التدابر والخصومة بينه وبين النميري ومعلوم ان مدرسة حنتوب الثانوية الجميلة وللنيل بادي شامة والهدهد علاما ما دخلها وقدل في عراصاتها الا المتميزين اكاديميا في المدارس المتوسطة بل والحبوبات كن يلولن في وليداتن منذ الصغر بهدهدات الحبوب اللبن المو روب، ثانويته في حنتوب، وجامعته في الخرطوم ألا ان دار الفكرة وهي سعيدة لداري واني عندها لسعيد. وبروف غندور ابن بجدة جامعة الخرطوم علما وتجربة واستاذا وفي علية مديري الجامعة من حيث الانجازات، والوظائف العلمية والترقي في الجامعة شروطها التميز العلمي من أول امتحان الى اخر امتحان وهذا النظام المحكم في التعيين والترقي لم يتزحزح ابدا وهنا تتجلى فرادة الجامعة الأم.
(٢)
قال الشاعر المعري ألا في سبيل المجد ما أنا فاعل. عفاف وإقدام وحزم ونائل .رجعت وعندي للانام طوائل .وقد سار في ذكري في البلاد. فمن لهم بإخفاء شمس ضوؤها متكامل. وهكذا كانت الحركة الاسلامية حاضنة للصفوة الاكاديمية والفكرية والثقافية ، وهذه حقيقة بدهية فقد ترعرت وهي زغب الحواصل في محاضن الاستنارة والحداثة كلية غردون ومدارس خور طقت وحنتوب ووادي سيدنا ، وظل التنظيم الاسلامي الطلابي في جامعة الخرطوم الاكثر اكتساحا لانتخابات كوسو ، وكل ما ذكر دور جامعة الخرطوم في مشروع النهضة الوطنية ذكرت قامات التيار الاسلامي السامقة بدءا بأيقونة الفكر السياسي الاسلامي الحديث المجدد الترابي، والاباء المؤسسين امثال ،محمد يوسف محمد، بابكر كرار ، دفع الله الحاج يوسف، جعفر شيخ ادريس , الحبر يوسف نور الدايم والعلماء الافذاذ امثال محجوب عبيد طه، وصناع الثورات وقادة العمل النقابي والسياسي والثقافي امثال حافظ الشيخ الزاكي، وربيع حسن احمد ،وعلي عثمان محمد طه، احمد عثمان المكي، غازي صلاح الدين، أمين بناني وعليك الله اتكلم تاني بالسيف ما قنعوا فزانوا المنبرا ووصولا الى جيل السيف والقلم والكلمة وفي طليعتهم الشهيد علي عبد الفتاح. ياأحبائي ونبض عروقي انتم القدوة بالخير الوريق فاهنأوا نحن كما أنتم على ذات الطريق .
وقد حصدت الجبهة الاسلامية القومية كل دوائر الخريجين في انتخابات الديمقراطية الثالثة مارس ١٩٨٦م.
وظل التنظيم الاسلامي الطلابي الاكثر اكتساحا للاتحادات الطلابية في كل مؤسسات التعليم العالي، ونقطة التمايز الفارقة هي ان التنظيم الاسلامي الطلابي ظل في هذه الانتخابات ينازل كتلا تحالفية وهذا ينم على التفوق النوعي والكمي للاسلاميين وسط القطاعات الحديثة، ينافس يومي في امسي تشرفا ، وتحسد أسحاري علي الاصائل، وطال اعترافي بالزمان وصرفه، فلست أبالي من تغول الغوائل.
لقد شيدت الحركة الاسلامية في مرحلة الدولة صروح مؤسسات التعليم العالي وارتفعت نسب القبول في الجامعات من بضعة آلاف الى فوق المائة ألف خلال العام وأثمرت هذه الثورة تخرج العباقرة والافذاذ من أبناء وبنات السودان الذين شيدوا صروح النهضة السودانية والمتمثلة في ثورات الاتصالات ، والبترول والطاقة، والتصنيع الحربي وجياد الصناعية، والمطارات والطرق القارية ، وانداحت العبقرية السودانية في بلاد المهجر مساهمة في بناء حركة النهضة العربية والاوربية والامريكية ، وبهم البلاد تفاخر.
(٣).
فواعجبا كم يدعي الفضل ناقص ووأسفا كم يظهر النقص فاضل
تقول القصة الطريفة التي جرت فصولها في إحدى الغابات إنه تم تنظيم مسابقة في الجري والعدو بين الحيوانات، واستعدت جميع الحيوانات في مواقعها وأعدت العدة للمنازلة وما إن أطلق الحكم الصفارة ببداية السباق تدافعت جميع الحيوانات في الوثب والركض بهمة ونشاط ما عدا الأسد ملك الغابة لم يتحرك خطوة فقد ظل كامنا في عرينه يمدد رجليه في زهو وكبرياء وشموخ وثقة، فالملك المتوج في الغابة يدرك قدره ومكانته في الغابة ولا يحتاج لإثبات هذه الرمزية من خلال سباق عبثي مع الصغار والقطط الخاملة.
الخلاصة من القصة على التيار الاسلامي الوطني ادراك رمزيته في المشهد السياسي الوطني والاقليمي والدولي وعدم الاستجابة لاستفزازات القطط الخاملة وتحالف الهاربين، وتركيز عزائمه مع الشعب والجيش السوداني في معركة الكرامة الوطنية ، وعليه تكثيف العصف الفكري والسياسي من اجل الوحدة وبناء الحزب الطليعي الجديد ، وتقديم القيادات الجديدة الملهمة للمجتمع والبرامج الهادفة التي تعبر عن آمال وتطلعات ابناء وبنات السودان في الوفاق والسلام المستدام، والوحدة الوطنية والهوية السودانوية ، والتنمية والنهضة الحضارية الشاملة المؤسسة على هوادي النظام الديمقراطي التوافقي والمستدام في وطن يسع الجميع.
التعليقات مغلقة.