بناء وهندسة الشخصية المبادرة ومواجهة التحديات وهييكلة مرافق الدولة
بقلم: دكتور عماد الطيب (كرواتى)
فى مجال بناء وهندسة الشخصية يعتبر الإنسان هو أساسُ الحضارات ، وأى تطلّع للمستقبل يتطلب مواجهة التحديات ، والهدف تأسيس مجتمع متطور ومنتجٍ ، قائم على الإرادة والطموح وروح التحدى ، والقدرة على تشخيص المشاكل ومعالجة نقاط الضعف وتعزيز نقاط القوة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ، يحتاج ذلك قدراً من الإستقرار والإدارة الرشيدة التى تهتم بالأخلاق والقيم والأمانة ، والتربية القائمة على منهجية علمية لمواجهة التحديات وحسن إدارة الأزمات والسعى لإيجاد حلول إبداعية تعتمد على تعزيز الثقة بالنفس وتطبيق تقنيات بناء الثقة ، التى تشمل المظهر العام ، والإنخراط فى المجتمع ، وتكوين الذات ، ومقاومة الخوف ، والإبتعاد عن العزلة والأنانية وحب الذات ، والتفكير بطريقة إيجابية أكثر فاعلية ، وفى هذا الشأن يأتى دور وزارة الثقافة والإعلام فى تكثيف الحملات الإعلانية لتحقيق التماسك المجتمعى ، وترسيخ مفهوم الإنتماء ، ومحو الأمية ، ونشر الثقافة والوعى ، وترسيخ مفهوم العمل الجماعى ( فريق العمل ) ، وحث المجتمع للتوجه للإنتاج والتحول من مجتمع تقليدى مستهلك إلى منتج ، فى هذا السياق السعى لتأسيس مستقبل القوى العاملة المؤهلة والمدربة ذات المهارات والخبرة العلمية والعملية والقادرة على الإبداع والإبتكار ، يحتاج ذلك الإختيار والتعيين من جانب بيوتات خبرة متخصصة فى هذا الشأن ، لملء الوظائف فى كافة أنشطة الدولة ، إعتماداً على الشفافية ، وشرف المهنة ، والقدرة على تحمل ضغوط العمل لطالبى التوظيف فى كافة مرافق الدولة ، وإستخدام نظام الـــــ Cochin & Monitoring وهو أسلوب يعتمد على المنهجية العلمية للإستفادة من خبرات الخبراء والمتخصصين فى كافة التخصصات ونقلها للأجيال القادمة بغرض التقدم والتطور والنمو .
فى مجال البنية التحتية وهندسة المدن الحرص على إنشاء العاصمة الإدارية فى الرقعة الجغرافية المناسبة التى تربط كل ولايات السودان من حيث سهولة الوصول والتواصل معها ، ونقل كل السفارات والهئيات الدبلوماسية ، ومؤسسات الدولة الخدمية التى يحتاجها المواطن التى تشمل كافة الإجراءات والمستندات ، الرقم الوطنى الجوازات رخص القيادة وترخيص المركبات ، الجمارك ، الضرائب ، الإحصاء وغيرها من المستندات التى يحتاجها المواطن ، على أن يصاحب هذا المشروع إنشاء الحكومية الإلكترونية بغرض تجويد الأداء للتوصل إلى المردود الإيجابى للتقنية الرقمية ، وإدخال نظام كاميرات المراقبة فى داخل المدن والإستفادة من تجارب الدول المتقدمة التى سبقتنا فى هذه المجال حرصا من الدولة على إستقرارا وراحة المواطنين ، ويتم ذلك عبر الإتفاق مع كيانات أجنبية متخصصة فى هذا الشأن ، والتعرف عن كثب عن العواصم الإدارية التى نشأت موخراً فى دول أفريقيا وآسيا والإستفادة من تجارب هذه الدول التى أسست عواصم إدارية لها وتطبيق هذه التقنيات الرقمية فى السودان .
فى مجال المجتمع ، إبراز دور الشرطة المجتمعية فى بسط الأمن فى داخل الأحياء ، يحتاج ذلك إلى تكثيف الدوريات أثناء ساعات الليل ، والحرص على إنشاء نقاط ثابتة فى هذه الأحياء يتم إدارتها من قبل قوات الشرطة المجتمعية يتطلب ذلك توفير معينات العمل لهذا القطاع الحيوى ، وتشمل المركبات ووسائل الإتصالات المتطورة وكاميرات المراقبة فى مداخل ومخارج الأحياء ، السعى من جانب الدولة على إنشاء مراكز البيع المخفض فى داخل الأحياء من المنتج للمستهلك مباشرة بسعر تكلفة المنتج مع هامش ربح للجهات المنتجة الهدف من ذلك سهولة حصول المواطن على الإحتياجات الأساسية لمعيشته ، الهدف من هذا الإجراء محاربة إحتكار السلع من ضعاف النفوس ومنع التلاعب فى قوت المواطن ، مع وضع نظام رقابى و وضوابط صارمة للمخابز التى لم تلتزم بإنتاج الخبز للمواطن .
رسالة الدولة للمجتمع فى المرحلة القادمة ( أيها الإنسان فكر لتبدع وتبتكر ) .
د. عماد الدين الطيب أحمد خبير الموارد البشرية وإستشارى تخطيط القوى العاملة
