بسم الله الرحمن الرحيم
(تذكرة)
تفاءلوا بالخير …معشر السودانيين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التفاؤل عبارة عن ميل أو نزوع نحو النظر إلى الجانب الأفضل للأحداث أو الأحوال، وتوقع أفضل النتائج. و هو وجهة نظر في الحياة تجعل الأنسان ينظر إلى نفسه ومن حوله وما حوله نظرة إيجابيه. و تجعل حالته النفسية إيجابية ومستبشرة
،وهو النظير المقابل للتشاؤم. الذي يعني النظرة السلبية والقاتمة للأمور.
والتفاؤل يرتبط بحسن الظن بالله سبحانه وتعالى أو طلب حسن ما عند الله،كما جاء في قوله سبحانه وتعالى ﴿فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ العَالَمِينَ﴾ [الصافات: ٨٧]،
وفى الحديث القدسي: «أَنَا عِنْدَ حُسْنِ ظَنِّ عَبْدِي بِي”
والإسلام حث على التفاؤل والاستبشار بالخير، ونهى عن التطير و التشاؤم. واستعجال الشر.
فعنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: “كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يُعْجِبُهُ الْفَأْلُ الْحَسَنُ، وَيَكْرَهُ الطِّيَرَةَ رواه ابن ماجه في “سننه”
وقد سُئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الفأل؟ فقال: «الْكَلِمَةُ الصَّالِحَةُ يَسْمَعُهَا أَحَدُكُمْ» متفق عليه.
فإذا سمع أحد المرضى مثلًا شخصًا ينادى بالشارع كلمة “يا سالم” فإن هذا المريض يأخذ الكلمة مع حسن الظن بالله سبحانه وتعالى بالتفاؤل بأنه سالم من المرض أو الداء ان شاء الله.
وفي المقابل، جاء في الأثر «الْبَلَاءُ مُوَكَّلٌ بِالْمَنْطِقِ»
أي أن الرجل قد يتكلم بالكلمة فيصيبه بلاء، وفق ما نطق وتكلم به،
وهذا صحيح، كما جاء في الحديث أَنَّ رَجُلاً أَكَلَ عِنْدَ رسولِ اللَّه ﷺ بِشِمَالِهِ فقالَ: كُلْ بِيمِينكَ قَالَ: لا أَسْتَطِيعُ قالَ: لا استطعَت مَا منعَهُ إِلاَّ الْكِبْرُ فَمَا رَفعَها إِلَى فِيهِ. رواه مسلم
من أجل ذلك حث النبي صلى الله عليه وآله وسلم على كل ما هو ٱيحابي من كلمات طيبة أو أعمال نافعة تبعث في نفس صاحبها ومن حوله التفاؤل والإقدام ومن ثم الإنجاز.
وقد روي أن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم كان يومًا ما في غزوة فسمع كلمة طيبة أعجب بها فتبسم لها وتفاءل بها؛ فعَنْ كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رضي الله عنهم، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ سَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ: هَاكَهَا خَضِرَةً، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «يَا لَبَّيْكَ، نَحْنُ أَخَذْنَا فَأْلَكَ مِنْ فِيكَ، اخْرُجُوا بِنَا إِلَى خَضِرَةٍ، فَخَرَجُوا إِلَيْهَا، فَمَا سُلَّ فِيهَا سَيْفٌ» رواه الطبراني
كما روى البخاري عن أبي حدرة- رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من يسوق إبلنا هذه ؟ أو قال : من يبلغ هذه ؟ قال رجل : أنا فقال ما اسمك ؟
قال : فلان . قال : اجلس ثم قام آخر ، فقال فلان فقال اجلس ثم قام آخر ، فقال : ما اسمك ؟ قال : ناجية ، قال : * أنت لها فسقها”
وروى البخاري كذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما رأي سهيل بن عمرو يقدم عليهم في صلح الحديبية ؛” لقد سهل لكم من امركم” تفاؤلا باسمه.
فالمتعين للخير مثل الكلمة الحسنة يسمعها الرجل من نحو ” يا فلاح يا مسعود”، ومنه تسمية الولد والغلام بالاسم الحسن، كل ذلك يبعث السرور والتفاؤل في نفس الإنسان ويحفزه على العمل والتقدم والإنجاز.
وبعد…
فمن هذه الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة ندرك أهمية التفاؤل والامل في الله سبحانه وتعالى الذي هو أول خطوات الفلاح والانتصار وأن التشاؤم هو أول خطوات الفشل والانهزام.
ونحن في السودان وفي هذه المرحلة الفاصلة أحوج ما نكون لإطلاق كلمات التفاؤل بالنصر والفلاح لجيشنا وشعبنا والاستقرار والأمن والسلام والتقدم والازدهار لبلادنا، خاصة في ظل الانتصارات الأخيرة و المتتالية بفضل الله تعالى.
وبذلك ومع الجهود التي نبذلها وبتوفيق الله سبحانه و تعالى يتحقق لنا النصر الكامل والفلاح الشامل إن شاء الله.
التعليقات مغلقة.