أزمة مياه غير مسبوقةبكسلا:
الحل الجذري فى مد خط أنابيب من خزان خشم القربة!!
بقلم: عبد الخالق بادى
تعانى مدينة كسلا هذه الأيام بل ومنذ أشهر ،من أزمة مياه حادة وغير مسبوقة ، حيث ظلت الخدمة منعدمة عن الكثير من المواطنين، بل هنالك أحياء لاتصلها مياه الشبكة الرئيسية ، فيضطرون لشراء المياه من عربات المياه التى تتبع للمحلية أو العربات التى تجرها الدواب وبأسعار غالبا ما تفوق قدرة مئات الأسر ، حيث وصل سعر البرميل فى بعض الأحياء إلى ثمانية أوعشرة آلاف أحياناً.
أحد المواطنين يقطن فى حى بوسط كسلا، قال ل(الأيام نيوز) أنهم يومياً يسهرون حتى الفجر لتوفير مياه الشرب ، وأبان بأن المياه فى الغالب لا تأتى ولو باستخدام (الموتورات)، وهذا يجبرهم على اللجوء لشراء المياه وبأسعار عالية أحياناً ، فى الوقت الذى(كماذكر) تخصم منهم وعبر فاتورة الكهرباء رسوم المياه شهريا.
مهتمون أكدوا أن مشكلة مياه الشرب بكسلا قديمة وليست وليدة اللحظة، وأشاروا إلى أن السبب الأساسى هو انخفاض منسوب المياه في حوض كسلا والجمام ، وهما المصدر الأساسى لمياه المدينة .
وفى تقرير سابق لهيئة مياه الشرب في ولاية كسلا جاء فيه أن منسوب المياه بمحطة “أويتلا” نقص بصورة عالية، خاصة وأن إنتاجية المحطة لا تتعدى 45 من الإنتاج الكُلي، وأرجعت الأسباب إلى أن كمية المياه المُنتجة من الآبار لا تكفي القدرة التصميمية التي تبلغ 18000 متر مكعب والمنتج الحالي 8400 متر مكعب، والفاقد 9600 متر مكعب.
حكومة ولاية كسلا وفى اجتماع اللجنة العليا للطوارىء قبل يومين ناقشت قضية مياه الشرب ، وقد بشر المهندس عبدالقادر محمد وزير البنى التحتية والتنمية العمرانية المواطنين بإيجاد المعالجات الجذرية لمشكلات المياه على مستوى محلية كسلا والمحليات الاخرى ، وذلك (حسب تصريحات صحفية)بإدخال أنظمة الطاقة الشمسية علاوة على تأهيل محطات المياه وحفر آبار جديدة .
إلا أن مراقبين يرون أن مابشر به وزير البنى التحتية بالولاية غير كافى ولا يحل المشكلة بصورة جذرية ، وقالوا أن كل الحلول المطروحة تعتبر إسعافية ، وستعود المشكلة (كماذكروا) العام المقبل بصورة أكبر وسيعانى المواطنون أكثر.
(الايام نيوز) علمت بأن هنالك دراسة سابقة تمت لوضع حل نهائي لأزمة مياه الشرب بكسلا ، حيث تمت الدراسة قبل سنوات بواسطة منظمة جايكا اليابانية (وهى منظمة معروفة تعمل فى مجال المياه)، وتقوم الدراسة بالأساس على إنشاء خط انابيب للمياه من خزان خشم القربة على نهر عطبرة ، تماماً مثل مشروع مياه القضارف والذى وصلت الأنابيب الخاصة به قبل أيام.
الغريب أن حكومات ولاية كسلا المتعاقبة لم تعر دراسة منظمة جايكا الإهتمام الكافى، حيث تعاملت مع هذه القضية الأهم بالنسبة لمواطني كسلا بلا مبالاة،علما بأن منظمة جايكا تعتبر من أميز المنظمات العاملة في مجال توفير مياه الشرب ، ولها تجارب ناجحة فى السودان، مثال لذلك محطة مياه الشرب بمدينة كوستى بولاية النيل الأبيض والتى نفذت قبل سنوات ،وغيرها من مشاريع المياه الناجحة.
إن مشروع مد مدينة كسلا بالمياه من خزان خشم القربة عبر أنابيب ، أعتقد أنه يمثل حلا جذرياً لأزمة المياه بالمدينة، واى حل آخر يبقى حلا اسعافيا سيفاقم من الأزمة ، فلماذا لا تتواصل حكومة الولاية الحالية مع منظمة جايكا للتفاكر حول كيفية تحويل دراستها لواقع يريح المواطنين من مشكلة أصبحت مزمنة و تؤرق مضاجعهم، وأخيراً يمكن أن نقول بل نؤكد أن لا حل للأزمة إلا باللجوء لمصادر مياه متجددة ووفيرة بخزان خشم القربة والاستفادة منها لتغذية المدينة بمياه نظيفة .
التعليقات مغلقة.