مراجعات(٣) دكتور عصام حامد دكين.
الخرطوم :الايام نيوز
مراجعات(٣) دكتور عصام حامد دكين.
مع ازدياد التأثيرات الداخلية والضغوط الخارجية على نظام الإنقاذ واعتبار الديمقراطية والعلمانيه واحترام حقوق الإنسان هدف وقيمه عالميه أصبحت ذات تأثير كبير فى أضعاف نظام الإنقاذ ودعم القوى المعارضة التى تنادى بالعلمانيه والديمقراطية تحت شعار حرية سلام عداله وهى القيم الاثيره لدى فلاسفه الديمقراطية والعلمانيه فانتقل التاثير ايضا من ثورات الربيع العربي ودعم ذلك التقدم المذهل فى أدوات الاتصال وتكنولوجيا المعلومات فى السودان ونمو شبكات الاتصال والحركات الاجتماعية المؤيده لعلمانيته والديمقراطيه والعابره للحدود.
- أثرت السياسات الاقتصادية والسياسيه المشروطه التى اتبعتها اغلب الدول المانحه والمنظمات الاقتصادية الدوليه على السودان فأصبح السودان تحت ضغط دولى كبير افقده فوائده فى تلك المؤسسات الدوليه والسودان عضوا فيها فهو فى أشد الحوجه إليها رغم انه استجابه لتوقيع اتفاقيه نيفاشا ٢٠٠٥م العلمانيه مع الحركه الشعبيه لتحرير السودان تحت إشراف دولى كبير .
- مارست الدول الكبرى والقوى الدوليه ضغوطا على نظام الإنقاذ من ناحيه وقدموا العون للحركات المسلحة والقوى السياسيه المدنيه العلمانيه المتحالفه معها من ناحيه مثل الاتحاد الأوروبي والكنائس وامريكا ومنظمات أمريكية مانحه للمعونه الأمريكية ومجموعه الترويكا…الخ.
١/ الولايات المتحدة الأمريكية:.
ظهرت سياسه الدعم او نشر الديمقراطية ضمن الاستراتجيه العالميه للولايات المتحدة واستخدامها إحدى أدوات سياساتها الخارجية والتى ارتبطت بتقديم الدعم والمساعدات الاقتصادية بممارسة الدول المتلقيه للمعونه فى مجال التحول الديمقراطي وحقوق الإنسان وسياسه الإصلاح الاقتصادى الراسمالى واقامه نظم ديمقراطية علمانيه على النمط الغربى أصبحت شرطا ثالثا لتلقى المساعدات الأمريكية. - تعتبر أمريكا اكبر دوله علمانيه ديمقراطية فى العالم وبالتالي تدعم الديمقراطية والعلمانيه فى العالم وهى إحدى الأدوات الاستراتجيه العالميه لمكافحة الإرهاب كل هذه الجهود مثلت ضغط على نظام الإنقاذ ودعم القوى المعارضة له بالتغيير لتحقيق الديمقراطية والعلمانيه فى السودان فقامت أمريكا بدعم هيئات المجتمع المدنى وجمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان وتنظيم الدورات التدريبية للنشطا السودانين.
- الان الولايات المتحدة الأمريكية أحضرت سفيرها إلى الخرطوم بعد ربع قرن من الزمان فى ظل نظام غير ديمقراطي فترة انتقاليه وتدعى بأنها تريد تعزيز حكم القانون والرقابه على الانتخابات العامه لضمان نزاهتها ودعم التوجه اقتصاديات السوق الحر وزيادة دور القطاع الخاص وتطوير نظام التعليم وزيادة دور المرأة فى المجال العام.
٢/ الاتحاد الأوروبي:.
تعتبر الديمقراطية والعلمانيه أيضا من القيم المؤسسه للاتحاد الأوروبي وان تطوير الديمقراطية والعلمانيه وحكم القانون واحترام حقوق الإنسان والحريات الاساسيه تمثل هدفها رئيسيا للاتحاد وان الديمقراطية احد العناصر الرئيسية فى نشاطه وحكم القانون وحمايه الاقليات واستقرار المؤسسات الديمقراطية بقيام نظام علمانى وشراكته مع دول العالم كلها قائمه على شرط الديمقراطية والعلمانيه كل هذه الشروط يرى الاتحاد الأوروبي انها لا تنطبق على نظام الإنقاذ وبالتالي لم يقف مع نظام الإنقاذ حتى سقوطه فى ١١ أبريل ٢٠١٩م.
٣/ الأمم المتحدة:.
لم ترد كلمه ديمقراطية فى ميثاق الأمم المتحدة ولم ترد أيضا فى الإعلان العالمى لحقوق الإنسان فى ١٩٤٨م ولكن ورد فيه عدد من الحقوق اللصيقه بالممارسة الديمقراطية مثل المشاركة فى شئون البلاد وان الشعب هو مصدر السلطه الحاكمه ويعبر عنها بالانتخابات النزيهه والدوريه كذلك اعلان الالفيه 2000م الذى تعهد فيه رؤسا العالم بتعزيز الديمقراطية وحكم القانون وكان السودان حاضرا فى ذلك المؤتمر الدولى لتعزيز الديمقراطية. - بعد انتها الحرب البارده أصبحت الديمقراطية والراسماليه والعلمانيه هدفا للأمم المتحدة وقننته عبر القانون والسياسه فانشات له وحدة المساعده الانتخابيه ومجلس حقوق الإنسان،وصندوق الأمم المتحدة للديمقراطيه، تعزيز الحوار الديمقراطي، دعم العمليه الدستوريه العلمانيه، النهوض بمؤسسات المجتمع المدنى، تحسين عمليات تسجيل القوائم الناخبين،مساعدة الاحزاب على بناء منظماتها ،بعثات لرقابه الانتخابات، قوات لحفظ السلام وتامين الانتخابات فى الدول التى شهدت صراعات داخليه مسلحه والسودان كان ضمن تلك الدول وصدرت بشانه اكثر من ستون قرار اممى لم يكن فى صالح بقاء نظام الإنقاذ او تطوير الديمقراطية فيه بل جل القرارات كانت ادانات له مم اثر على تعاون الدول والمنظمات الدوليه معه.
٤/ المنظمات الاقليميه:.
اغلب هذه المنظمات نصت على الديمقراطية فى مواثيقها وبالتالي يتم تعليق عضويه اى دولة نظامها غير ديمقراطي والسودان حكم نظام الإنقاذ تسعه وعشرين عاما بقيادة المشير عمر حسن البشير لم يتغير ولم يسمح بالتغيير مما ينفى عنه صفه الديمقراطية المتعارف عليها عالميا ان اى رئيس يقضى دورتين كحد أقصى لمدة ثمانيه اعوام . - كما أكد ميثاق الاتحاد الافريقي على ذلك فى عام2002م على مبدأ تعزيز المبادى والمؤسسات الديمقراطية والمشاركه الشعبيه والحكم الراشد وسيادة القانون باعتبارها اهدافا لدول الاتحاد الافريقي وتضمن وقف عضويه اى دوله عضو يغير نظام الحكم فيها بطريقه مخالفه للدستور.
الخاتمه:.
هنالك دورا للعوامل الخارجية فى إسقاط نظام الإنقاذ فى كل مراحل الإنقاذ، فى مرحله العمل ضد نظام الإنقاذ باحتواء المعارضة السياسيه وغض الطرف عن المعارضة المسلحة ولم يقف الخارج مع مراحل تطور الإنقاذ فى عمليه الانتقال الديمقراطي رغم انه أقام انتخابات فى عام 2010م وعام 2015م شهدتها منظمات دوليه واقليميه ومحليه ولكن لم يشيد بها العالم الخارجي ويعتمد نتائجها كنظام ديمقراطي فكانت الدول الكبرى انتقائيه وذات معاير مذدوجه ومرتبطه بالمصالح بشأن السودان ولكن عمليه الانتقال الى الديمقراطية واستقرار نظام الإنقاذ يعتمد على عدة عوامل داخليه مثل الثقافه السياسيه والتكوين الاجتماعي وانماط العادات والسلوك مع وضع فى الاعتبار العوامل الخارجية التى برتبط نجاحها بالعوامل الداخلية. - نجح نظام الإنقاذ بأن مكث تسعه وعشرين عاما وتحدى كل المعارضين السياسين والمسلحين والحصار القتصادى العالمى وذلك لذكاء نخبه الحاكمه فى التعامل مع المعارضين باستراتجيات مختلفه لكل نوع من المعارضه وفتح مجالات دوليه أخرى ما أطال من عمر نظام الإنقاذ نتيجه القوة التنظيمية لنظام الإنقاذ والتماسك الداخلى للقيادات ومواجهه التحديات فى فترات ذهبيه قبل الانشقاقات وكانوا اكثر حماسا فى الدفاع عن مشروع الإنقاذ وكذلك الخبره المشتركه بين قادة نظام الإنقاذ فى مراحل النضال المختلفه منذ الأربعينات والخمسينات والستينات والسبعينات والثماننيات ضد الانظمه عبود والنميرى وما بعد فترة نميري اكسبتهم خبرى كبيره كذلك السيطرة على الموارد الاقتصادية مما أدى لاطاله عمر نظام الإنقاذ استخدمت الموارد لشراء المؤيدين وزياده موارد الاجهزه الامنيه ورفع قدراتها وكذلك درجه الانكشاف فى العلاقات مع الدول الغربيه بحثا عن القبول مما أدى لتدخلها ودعم قوى التغيير واتسعت دائرة الاختراق لنظام الإنقاذ فكانت النهايه السقوط المدوى دون أدنى مقاومه تذكر. نواصل.
دكتور عصام حامد دكين باحث و اكاديمي واعلامى ومحلل سياسى واقتصادى.
التعليقات مغلقة.