فدية الإطعام
✍️ البروفسور علاء الدين الزاكي
كثر الحديث هذه الأيام عن الفدية في رمضان التي هي بدل عن الصيام فقد ذهب جمهور العلماء إلى أن العجز الدائم عن الصيام سواء بسبب كبر السن أو بالمرض المزمن يوجب الاطعام عن كل يوم مسكينا.
والأصل في ذلك قوله تعالى:( وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ).
وقد نقل الجصاص والماوردي وابن تيمية اجماع الصحابة على ذلك.
وإخراج الفدية للمساكين يكون على ثلاث صور:
الأولى:أن يجمع المساكين ويصنع لهم طعاما وهذا ما فعله انس بن مالك رضي الله عنه انه ضعف عن الصوم عاما فصنع جفنة ثريد ودعا ثلاثين مسكينا ).قال الالباني في الارواء اسناده صحيح
والصورة الثاتية: إخراجها عينا غير مطبوخة فقد اختلف العلماء في مقدارها على عدة أقوال:
ذهب المالكية والشافعية أنها مدٌّ عن كل يوم.
وذهب الحنفية الى انها صاع؛ إلا من الحنطة فنصف صاع.
وذهب الحنابلة إلى أنها نصف صاع؛ إلا من الحنطة فمد.
الصورة الثالثة: أن تخرج قيمة.
فذهب الجمهور إلى عدم الجواز وذهب الحنفية إلى الجواز
ومع وجود الخلاف المعتبر في مسائل الفدية فإنه يرجع في تقديرها للحاكم أو من ينصبه الحاكم للقاعدة الشرعية (حكم الحاكم يرفع الخلاف)
والمعروف عندنا في السودان أن الحاكم قد نصب مجمع الفقه الإسلامي
ولم ينصب هيئة علماء السودان لأنها هيئة شعبية وليست رسمية
فالذي يرفع الخلاف هو قول المجمع وكان من المفترض بدلا من إثارة الخلاف
والتشويش على العامة التنسيق بين كل الهيئات ولجان الفتوى للاتفاق على
رأي واحد ولكن وللأسف هذه هي حال بلادنا نسأل الله تعالى أن يفرج عنا.
عليه أرى ان الالتزام بفتوى مجمع الفقه الإسلامي في تحديد مقدار
وقيمة الفدية أولى وأسلم وأحوط وعلى الناس عدم الالتفات إلى أي قول آخر
والله أعلم
التعليقات مغلقة.