للحديث بقية عبد الخالق بادى لاجدوى من التهديدات ولن تجدى الواجهات
للحديث بقية عبد الخالق بادى لاجدوى من التهديدات ولن تجدى الواجهات
وضح جليا أن رموز العهد المنهار وتوابعهم لا يتعلمون أبدأ من التجارب ولا يعتبرون، فهم لا يجيدون فن الابتكار فى أساليب عرض بضاعتهم المزجاة،حيث ظلوا فى مكانهم وحالهم الذى تركتهم عليه ثورة ديسمبر المجيدة التى اقتلعت عهدهم وبأقل جهد ثورى ممكن ،بعكس ما كان يصورونه لاتباعهم .
مادعانى لهذه المقدمة هو أن تمادى رموز الحزب المنحل في ذات الطريقة الفاشلة والتى كانت متبعة فى عهدهم ،وهى التخفى خلف الواجهات لخداع المواطنين،وكذلك استغلال المناسبات الدينية لدغدغة مشاعر الناس بشعارات دينية جوفاء،لاتنطلى على أى شخص لأنها غير صادقة ولا تنبع من القلب. والملاحظ أنه كلما هل علينا الشهر الكريم رجعوا لعادتهم القديمة بإقامة الإفطارات والتى وفى ظل هذه الظروف الصعبة والتى نتجت عن فشلهم فى إدارة البلد،يأتيها الغاشى والماشى،ولا تعتبر البتة معيارا لحجمهم، ومعلوم أن أسهل واقصر طريق لجمع العامة هى إقامة الولائم بمناسبة وبدون مناسبة، وما يحدث صورة مطابقة لما كان متبعا خلال العهد المنهار من قبل رموز وفلول الحزب المحلول فى طريقة لم الناس. الآن وأيضا كما حدث سابقا ،فقد عادوا وصنعوا لهم واجهات جديدة ،ولكنها مكشوفة وبائسة وتحت مسميات ليست بجديدة ،وهذا دليل على الخواء الفكرى لمن نصبوا أنفسهم مدافعين عن الدين وكأن وحيا يأتيهم من السماء ،وما يثير تهكم عامة الناس هو أن خطابهم هو نفسه الخطاب القديم، المغلف بالدين ،لا جديد فيه ،فهو يحمل ذلت العبارات المستهلكة والمملة،والتى طابعها العنترية والتعالى على عباد الله وتبخيس أشياء غيرهم ،وكانهم من المبشرين بالجنة وغيرهم من أهل النار .
وما استغرب له (وغيرى كثيرون) هو تغزلهم فى الجيش وكأنه تابع لهم ،أو كأنه ملكا له ،أو هم من أسسوه،رفم علمهم وعلم الكل بأن الجيش مؤسسة قومية راسخة أسسها أجدادنا الذين ضداستشهدوا فى الحرب العالمية ،والجيش الذى يتكون عليه الآن كما بكى إخوة نبى الله يوسف كذبا لأبيهم يعقوب عليه السلام ،ينسون ما فعله عهدهم ورموزهم به عندما عمدوا على تهميشه واقصائه من المشهد العسكرى والوطنى،بل صنعوا جسما موازيا له لأضعافه،وهكذا فعلوا بالشرطة ، ثم يأتون اليوم ليدعوا زورا حرصهم على الجيش الذى حولوا قادته إلى سياسيين ورجال أعمال ،فماذا كانت النتيجة؟احتلال مصر لحلايب وشلاتين،واحتلال اثيوبيا لأكثر من خمسة وعشرين كيلومتر مربع وفقدان الكثير من الأراضى فى اطارف السودان لصالح حركات متمردة.
إن حالة الانتعاش والفجة التى يعيشها بعض رموز الحزب المحلول وأتباعهم هذه الأيام، إضافة للتهديدات الفارغة التى يطلقها بعضهم كانت بسبب انقلاب البرهان المشؤوم ،وهى كفجة الموت لن تدوم بإذن الله طويلاً،بل يمكن أن نقول أنها الآن فى نهاياتها،لان التغيير الذى حدث فى السودان فى ١١ابريل ٢٠١٩ تغيير حقيقى لا ينكره إلا فلولى أو تائه أو فاسد.
المراقب للأحداث والمتابع لما يقوم به أتباع الحزب المحلول وما يصدر عنهم من ردود أفعال تهدف كلها لتقويض مسيرة الحكم المدنى الديمقراطى ، وذلك يعود لسبب واحد فقط ،وهو الخوف من الحساب على ما اقترفه الكثير منهم من جرائم وانتهاكات ضد هذا الشعب المسكين ونهب ثروات البلد طيلة ثلاثون عاماً،فعودة الدولة المدنية تعنى لهم عودة لجنة التفكيك والتى يرتعدون فقط بمجرد سماع إسمها أو قراءته فى السوشيال ميديا،لذا فكلما اقترب موعد عودة دولة العدالة كلما زاد صراخهم ،وكلما تقدم المجلس المركزي خطوة،صاروا يبحثون عن باب للهروب ،تماما كما فعل المئات من الفلول عند بدايه التغيير ،ظنا منهم أن الهروب منجيهم من الحساب،ونسوا الله الموجود فى كل مكان والذى لا يقبل الظلم ولا الفساد ولا يرد دعوة الشعب المظلوم. إن التدثر بثوب الدين أصبح موضة قديمة،فالشارع أوعى مما يتصورون،وهم حقيقية لايفهمون لغته ولا يعرفون كيف يتعاملون معه،لانهم لم يكونوا يوما معه ،لانهم ليس لديهم ما يقنعونه به من مبادىء أو قيم،فكانوا ومازلوا كلما احتاجوا لحشد يرضون به غرورهم،لجأوا للمال لشراء الذمم الضعيفة كبعض الإدارات الأهلية وطوائف ضالة،او بإقامة الولائم.
إن كانت لنا كلمة أخيرة،فهى نصيحة لوجه الله تعالى،لكل من نهب نهبة من مال هذا الشعب،وكل من نال أراضى بدون شرعية،أن يعيدوها إلى الشعب،قبل أن تسترد باذن الله بقانون التفكيك،وأنا استغرب أن ينام أحدهم مطمئنا في منزل بناه من مال مسروق،وهو فى الحقيقة ينام وسط نيران تحيط به من كل جانب،او يركب أحدهم سيارة حصل عليها بطريقة غير مشروعة،وهو لا يعلم أنه يمتطى كتلة من النيران ،أو يزرع بعضهم مزارع أعطيت له بسياسة التمكين،وهو غير مدرك بأن مايزرعه ويحصده ما هو إلى جمر من نار، أو حصل على وظيفة بدون وجه حق ،ولا يعى أن كل ما أسسه عليها هو نار على نار،والأغرب والأعجب أن كل ما يكسبه هؤلاء من المال المنهوب يغذون به أولادهم ،وينسون قوله تعالى :(يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم) ،و قوله عليه افضل الصلاة واتم التسليم:(لايدخل الجنة جسد غذى بالحرام)،وقوله(ص):( إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً) اوكماقال، أعيدوا الحق لأصحابه قبل فوات الأوان،تداركوا العواقب قبل أن يدرككم الموت،وحتى تلقوا الله بقلب سليم،اللهم إنى بلغت فاشهد.
التعليقات مغلقة.