للحديث بقية عبد الخالق بادى الإفطارات الرمضانية…وسيلة أم غاية؟
للحديث بقية عبد الخالق بادى الإفطارات الرمضانية…وسيلة أم غاية؟
قبل سنوات وخلال العهد المنهار وفى صحيفةالصحافةعلى ماذكر،كتبت تقريرا عن الإفطارات الرمضانية التى كان يتبارى فيها الفلول بل يتنافسون فى مستوى رفاهيتها وتنوع ما تشمله من طعام ومطايب،تارة باسم تنظيمات تحمل عناوين دينية براقة، أو بأسماء واجهات ومنظمات تابعة للحزب المنحل، أو الإفطارات التى تقيمها الوزارات والمؤسسات وحكومات الولايات والمحليات،حيث انتقدتها وانتقدت ما يمارس فيها من بذخ وترف غيرمقبول ،وما يصرف عليها من مال عام ،حيث كانت جميعها تمول من مال المواطن،فى حين أن غالبية الشعب كان يعانى من شظف العيش.
والأمر الذى كان يدعو للتعجب أن تلك الإفطارات كانت تقام باسم الدين ،وأنه يبتغى منها وجه الله (هى لله)،فى حين أن كل الذين يتم دعوتهم لها ويلغفون ما بصحونها، كانوا من المتخمين وأصحاب الكروش الكبيرة من اتباع الحزب المنحل وشركاءهم الانتهازيين ،اما الفقراء وعامة الناس فهذه الإفطارات كانت محرمة عليهم وغير مسموح لهم حتى مجرد الاقتراب من أماكنها وصالاتها الفخمة، رغم أنه من المفترض أن تديستهدف بها البطون الفارغة والمحتاجين، ولكن هل يهدى الله من نهب المال العام لفعل الخير؟مستحيل، لأن الله طيب لايقبل إلا طيباً .
الآن نفس المشهد يتكرر أمامنا سواء من بعض من هم فى السلطة الانقلابية أو من فلول العهدالمنهار بمسميات جديدة أو من إدارات أهلية وطوائف،حيث تقام الولائم وتنصب الصيوانات الضخمة لا ستضافة افطارات بها اشهى الماكولات ،ولكن يدعى لها فقط ممتلئى البطون والأعيان ولا عزاء للفقراء، والأدهى والأمر هو أنها تستغل سياسياً وتوظف لتحقيق أهداف لاعلاقةلها بالإسلام وللاستقطاب .
إن بدعة تحريف مقاصد الأعمال الدينية الخيرية خصوصا فى الشهر الكريم والتى ابدعت خلال العقود الماضية،مازالت تتواصل وللأسف،وهى تدل على النفاق وعدم التقيد بتعاليم ديننا الحنيف، لأن من يبتغى وجه الله فى أى عمل بالذات خلال شهرالصدقات بمافى ذلك افطارات رمضان، فعليه أن يذهب بهذه الولائم إلى ميدان عام ويدعوا لها كافة الناس لا يحصرها على فئة أو أشخاص معيني، هذا الكلام طبعا نقصد به من رزقه الله بالحلال ، أما الذين من اغتنوا وتكسبوا بالحرام، فلا يمكن أن يجرى الله الخير على يديهم .
فى كل دول العالم الاسلامى تقام الإفطارات الجماعية بالمساجد والساحات العامة ويؤمها الفقراء والمحتاجين،حيث ينفق فيها الخيرون ملايين الدولارات طيلة شهر رمضان دون من أو أذى ، إلا فى السودان وخصوصا منذ ايام العهد المباد،انحرفت الإفطارات عن مسارها الخيرى والإنسانى وأصبحت تقام للأغنياء فقط.
واضح أننا نحتاج لوقت حتى نعود للدين الحقيقى ونمتثل لتعاليم الإسلام السليم
فى عمل الخير،ونتحرر من الاسلام التجارى والسياسى الذى ابتدعه ورسخ له
علماء الضلال والتضليل ،وروج له السفهاء واللمامة من أكلت السحت المترددين
على ولائم اللئام الذين يجملون الباطل ، حتى اختلط الحابل بالنابل واشتبهت
الأمور على العامة ،وهذا لعمرى إثم عظيم عذابه أليم ، اللهم ثبتنا على القول الثابت
وطهر بلادك من اعدائك أنصار الضلال الساعين بين الناس بالباطل ،قولوا آمين.
التعليقات مغلقة.