الاسلامييون وخبرة المعارضة ——مبارك الكودة
الاسلامييون وخبرة المعارضة ——مبارك الكودة
إذا كانت قحت ترمي من وراء التكرار الدائم والممل لمصطلح الفلول بقصد إلصاق تهمة الإعاقة لمسيرة الثورة علي الإسلاميين فيبدو أنها قد خسرت الرهان ،فقد ملَّ المواطن هذا التكرار ويئس من عملية الإصلاح السياسي كما لا أعتقد أنه يرغب لسماع هذا الموال ، والفلول الذين تتحدث عنهم قحت وضح تماماً أنهم عقبةً كؤود يصعب تجاوزها إذ لم تضع فترة الانتقال لها رؤيةً و برنامجاً للمصالحة الشاملة التي لا تغادر أحداً ، وبينما تكرر قحت موالها المحبط تنشط الحركة الاسلامية وتعلن معارضتها بقوة بعد أن نفد صبرها ، والتاريخ يؤكد أن المعارضة هي المناخ المناسب الذي ينمو فيه فكر الاسلاميين ، فموروثهم في تاريخ الحركة المعاصر كبير والتجارب التنظيمية للمدافعة أكبر بكثير من تجربة الحكم التي أرهقتهم طويلاً ، ولذلك سيتخذ الإسلاميون من المعارضة برنامجاً لتجديد فكرهم وفقههم ، خاصةً ودون أن تعي قحت أضافت لمشروع معارضة الإسلاميين مساندةً ودعماً مقدراً بابرازها لكثير من العيوب الاجتماعية التي يتأفف منها الشباب السوداني الحمش وأخو البنات ، والذي بطبعه أقرب للعاطفة الدينية والتقاليد السودانية السمحة من حياة التفسخ والتبرج والحرية المطلقة وقد استفز الشباب جداً الأفكار التي جاء بها من الغرب بعض من الرموز التي نصبت نفسها قيادة للثورة بالإضافة الي الممارسات السالبة التي ظهرت في العاصمة القومية من الجنسين بعد سقوط الإنقاذ ودوننا موقف شباب الرياض وهم يقتحمون بالعصي مواقع الجلسات التي غزت حيهم مؤكدين بمسلكهم هذا أنهم حقاً أخوان بنات ، وهذه الحيثيات تساهم في انحياز الشباب الذين افتقدتهم الحركة الاسلامية بسبب سياسات المؤتمر الوطني في سنواته الاخيرة ٠ بالطبع لا أتهم قوي الحرية والتغيير كأفراد بهذه القاذورات فبعضهم أكبر من ذلك وقد خبرتهم وعرفت مدي التزامهم الديني والأخلاقي من خلال علاقتي بهم ، ولكني أعيب عليهم جميعًا عدم معرفتهم بالواقع الذي حاولوا إصلاحه بصورة غاب عنها الوعي السياسي وفقه الأولويات ، كما أن هنالك مجموعة من الاباحيين استفادوا من مواقعهم السياسة والتنفيذية واستغلوا مناخ الحريات المطلق ليبثوا من خلاله سمومهم في شبابنا ولكن هيهات أن يُستجاب لهم ، وإن كان قد صَعُبَ علي قحت تفكيك الإنقاذ التي بلغت من العمق ثلاثين عاماً فقط فكيف بها الاستطاعة لتفكيك اعرافا وتقاليداً وقيماً بلغ عمقها أكثر من الف عام ونصيحتي للإخوة في قوي الحرية والتغيير المركزي مراجعة أنفسهم فالسياسة السودانية عبارة عن كيمياء لابد من معرفة تركيبتها المكونة من العادات والتقاليد والمشيخة الصوفية والقبلية والموروث الاجتماعي الضخم الذي نعتمد عليه ، ومن امثالنا التي لازالت متحكرة في وجداننا ( الما عنده كبير يشوف ليه كبير )ولا اعتقد أن فولكر ومن معه من الأعراب الذين هم أشد كفراً ونفاقاً وأجدر الا يعلموا حدود هذه القيم التي يفتقدونها في بلادهم قادرين علي إدارة شأن خلافاتنا وبالطبع فاقد الشيء لا يعطيه ، ومن تواضع لله رفعه ونسأل الله التوفيق ٠
التعليقات مغلقة.