محمد عبد الماجد يكتب: ما حدث مع عوض بن عوف يمكن أن يحدث مع البرهان
(1) في 11 ابريل 2019م سقط نظام الانقاذ وتم التحفظ على الرئيس المخلوع عمر البشير في مكان آمن بعد حراك شعبي استمر قرابة الاربعة اشهر.. ولم يمض على هذا البيان الذي اعلن فيه الفريق اول عوض بن عوف التحفظ على رأس النظام في مكان آمن، اكثر من (38) ساعة لتتم الاطاحة بالفريق عوض بن عوف الذي كان يشغل منصب وزير الدفاع في الحكومة التي اطيح برأس نظامها.
كل من يقف امام هذه الثورة سوف تتم الاطاحة به!! (4) سنوات مضت على ذلك التاريخ وما زالت الثورة مستمرة والإطاحة برؤوس النظام البائد ما زالت (جارية). (4) سنوات والعمل ما زال جارياً. لم يفتر هذا الشعب ولم تتبدل مواقعهم – الشوارع مترسة والمواكب تخرج وتطالب بالسلطة المدنية، والأحلام والأماني تكبر يوماً بعد يوم. حدثت مجزرة فض الاعتصام بعد اقل من ثلاثة اشهر من سقوط نظام الانقاذ.. المجزرة التى رتب لها الفلول وظنوا انهم من خلالها يمكن ان يقضوا على الثورة، لكن لم تتحقق امانيهم. الثورة كانت اكثر اشتعالاً بعد مجزرة فض الاعتصام التى قدم فيها الشعب السوداني اخلص وأفضل ابنائه. حدثت نزاعات قبلية ووقعت تفلتات امنية كبيرة في ربوع البلاد ـ ولم تسلم من ذلك العاصمة الخرطوم التى اصبح الامن فيها مفقوداً.. ما انكسروا ولا تراجعوا و(ما هنت يا سوداننا يوماً علينا). اصبحت الحياة صعبة وتعقدت الاوضاع الاقتصادية بصورة كبيرة.. فما عرف الاحباط طريقاً الى قلوبهم. وقع انقلاب 25 اكتوبر بترتيب اخر من الفلول على طريقة ترتيبهم لمجزرة فض الاعتصام واعتقد الجميع ان هذا الانقلاب سوف ينهي الثورة تماماً وان النظام البائد عاد من جديد… لكن خاب ظنهم وصدموا بالشارع السوداني الذي ظل متمسكاً بثورته وأحلامه (المدنية) التى لا تخسر. فعلوا كل شيء من اجل اجهاض الثورة.. قتلوا الشباب واغلقوا الجسور بالحاويات وتوقفت الدراسة في الجامعات والمدارس وأصبحت القبضة الامنية في نطاق (السلطة) اقوى مما كانت عليه في العهد البائد، مع ذلك واصل الشعب كفاحه واستمرت مواكبه مشتعلة. تآمروا على السلطة بإغلاق الشرق وبالكتلة الديمقراطية ووزير مالية كان اخطر على الشعب بسياساته الاقتصادية من مليشيات النظام البائد. قدم الشعب السوداني عدداً كبيراً من الشهداء.. وكنا في كل موكب وكل يوم نفقد شهيداً جديداً. حدث كل ذلك – ولم يتراجع احد. (2) بعد ان اشعلوا فتنة النزاعات القبلية بعد نجاحهم في التدهور الاقتصادي اتجهوا الى اشعال الفتنة بين الجيش وقوات الدعم السريع ليهددوا امن البلاد واستقرارها بشكل كبير وليجعلوا الخوف من القادم يسيطر على الجميع. اجتهدوا كثيراً في اجهاض الاتفاق الاطاري كما فعلوا من قبل في افشال الوثيقة الدستورية وحكومة حمدوك. تكون اكثر من (13) جيشاً في البلاد وأصبحت مظاهر الحياة وملامحها في الخرطوم مظاهر (عسكرية) بغيضة. تجابه الثورة بمواكبها الشعبية اكثر من (13) جيشاً وتتصادم مع السلطة العسكرية وهي متمسكة بالسلمية. الشعب السوداني يكافح ويصادم (13) جيشاً بالسلمية !! هذه معجزة ثورية لا تحدث إلّا في السودان. ثورة ديسمبر هي ثورة المعجزات، حق علينا ان نطلق عليها هذا الاسم وهي تثبت ذلك من خلال الوقائع التى نشهدها فيها. (3) بعد مرور (4) سنوات بثقة تامة اقول ان ثورة ديسمبر انتصرت .. وان سعادتنا بهذا الوطن كبيرة، وان الثورة حققت اهدافها وهي ترفض التراجع وتسد كل الطرق لعودة الفلول من جديد للسلطة. الحماس ما زال عظيماً .. صوت الثورة ما زال هو الصوت الاعلى والفلول ما زالوا يتوارون خجلاً. كفي ان نحيا بهذه الاماني العظيمة التى نحملها عن السودان. هذا هو الانتصار الحقيقي للثورة .. ان يظل انصار الثورة وشبابها متمسكين بأهدافهم وثورتهم رغم كل الذي تعرضوا له من معاناة ومضايقات وموت وبمبان ورصاص. الفلول ما زالوا مرفوضين في الشارع السوداني ومع كل تحركاتهم وعملهم من اجل العودة فان كل الطرق مغلقة امامهم. الفشل الذي يحقق فيه النظام البائد وهو في المعارضة الآن اكبر من الفشل الذي كان منهم عندما كانوا في السلطة.
فسادهم الآن اصبح اعظم ورفضهم من الشارع السوداني اضحى اعلى.
الانقاذ خدعت الناس وهي في السلطة (30) عاماً ولن تخدعهم مرة اخرى وهم في السلطة.
لهذا نقول الثورة انتصرت .. وقعوا على الاتفاق الاطاري ام لم يوقعوا .. هذه التفاصيل لا تهمنا كثيراً لأن المحصلة النهائية هي انتصار الثورة.
(4) بغم
حميدتي اختار قطار الثورة وليس امام البرهان خيار غير ذلك ، حتى وان كان مجبراً على ذلك. كل من يقف امام قطار الثورة سوف يدهسه.
ما حدث لعوض بن عوف بعد (38) ساعة من سقوط البشير يمكن ان يحدث للبرهان بعد (4) سنوات.
الثورة مستمرة. الثورة انتصرت فعلاً. وكل الطرق تؤدي الى (المدنية). صحيفة الانتباهة
التعليقات مغلقة.