عسي أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم ———————————————-
مبارك الكودة ثاني أيام العيد 2023
( يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا وعن الآخرة هم غافلون ) والآخرة التي نحن غافلون عنها ليست بيوم القيامة كما يفسر البعض ، ولكنها الآخر المقابل للظاهر ، ولذلك يجب ألّا ننظر لظاهر الحرب التي تدور الآن بمعزل عن الآخر الذي تسبب فيها ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ) والذين ينتظرون عدالة السماء دون كسبٍ منهم واهمون ( إنّ الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم ) فقد أتتكم الفرصة سانحة ، فعسي أن يكون الذي نكرهه الآن خير لنا إذا استطعنا ان نسخر سنن الله ونغير ما بأنفسنا لصالح مشروع حياتنا التي نريد ، ولذلك فلنَعُد الي أنفسنا في هذه الأيام الصعبة ونتضرع الي الله ونعاهده صادقين لئن أنجبتنا من هذه لنكونن من الشاكرين ، وعلينا أن نتدبر سنن هذه الايات ونتعظ بها ﴿ هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ ۙ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ) وفي آية اخري ( فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ ) ٠
فهل نحن حقاً نادمون علي ما فرطنا فيه في جنب الله ؟ وهل سنتعبر أم سنعود لضلالنا القديم بعد أن يستجب الله لنا وينجينا من هذه الفتنة !! هل سيكره بعضنا بعضاً بعد ان نستغفر الله فقد أمتلأت قلوبنا غلاً ونتانة وأصبحت السياسة خبثاً يحترفها الخبيثون والجندية خيانة والحرية فوضي سئل أحد اليابانيين : كيف تستطيعون الوفاء بعقودكم وعهودكم فأجاب (بالحياء وأضاف الإحساس بالعار عندنا قوي جداً ونحن نتفاداه بجميع الوسائل وهو السر وراء وفائنا بالتزاماتنا المحلية والدولية ) فأين نحن من هذه القيم أتمني ألّا يعود مبارك الكوده للسياسة العملية مرة أخري بعد هذه الحرب فإنه وأمثاله من زمان ازكمت رائحة افعال ساسته النتنة الأنوف ، وصدقوني لو كانت لمحترفي السياسة من كل الأحزاب السودانية يمينها ويسارها رآئحة لما جلس معهم أحد !! لا نريد أن نسمع بعد الاستجابة مرة أخري تلك العبارات الكريهة التي خرجت من أفواهنا في حق بعضنا بعضا ، وعلينا أن نتحابَّ في الله وفي الوطن ، نفشي السلام بيننا ونسارع الي عمل الخير ونتجادل بالحسني وإلا فسنكون كالذين دعوا الله بعد أن أتاهم الموت من كل مكان فاستجاب لهم سبحانه وتعالي وانجاهم الي البر و حذرهم ألّا يعودوا لمثله ابدا ( أَفَأَمِنتُمْ أَن يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلًا أم أمنتم أن يعيدكم فيه تارة أخرى فيرسل عليكم قاصفا من الريح فيغرقكم بما كفرتم ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعا )
فثقوا أن الذي حدث و نعيشه الآن نتيجة حتمية لأعمالنا ، وما مبارك الكوده وجعفر حسن والمهندس خالد وياسر عرمان والبشير والبرهان وحميدتي ومريم الصادق والواثق البرير وابراهيم الشيخ و و و إلّا حصاد أعمالنا والسنتنا وثكلتكم أمهاتكم أيها السودانيين فهل يُكب الناس في مثل هذه الفتن والحروب إلّا بحصائد أعمالهم والسنتهم ، وهل يظن الساسة الذين أقصوا الآخرين متعللين بحجة إغراق العملية السياسة آمنون من التاريخ ومن عقاب الله ومن مسئولية هذه الأرواح التي أزهقت بسبب هذه الحجج الواهية ، وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم ، إذاً فلنستغفر جميعنا من هذه الذنوب ولتكن هذه الحرب نقطة سطر جديد ،- واعتبروا يا أولي الأبصار ٠
التعليقات مغلقة.