الايام نيوز
الايام نيوز

رفع أسعار السلع الضرورية… الاستغلال الأسوأ للأزمات بقلم: عبدالخالق بادى

رفع أسعار السلع الضرورية… الاستغلال الأسوأ للأزمات
بقلم: عبدالخالق بادى
ظل الجشع والطمع يسيطران على الكثير من تجارالجملة للسلع الأساسية (دقيق-زيت-سكر-موادبترولية…الخ)،فما إن تظهر بوادر أزمة سياسية أو حرب،الا وقاموا أولا باحتكار هذه السلع وتخزينها،ثم بعد ذلك يتحكمون فى أسعارها (على كيفهم ) فتتمة زيادتها يوميا واحيانا مرتين في اليوم الواحد لا يهمهم أن يجوع الناس أو يموتوا،فكل همهم الاغتناء حتى ولو حساب أرواح المساكين وضياع الأسر.
والحرب التى تشهدها البلاد هذه الأيام وتدور رحاها فى العاصمة ،فمنذ يومها الأول ال١٥من هذا الشهر،رفع معظم التجار السلع الضرورية وبنسب متفاوتة،وصلت فى بعضها إلى ١٠٠٪،كما رفع أصحاب بعض المخابز أسعار الخبز من ٥٠جنيه للقطعةالواحدة إلى ١٠٠جنيه ،أى بنسبة زيادة ١٠٠٪، أما أسعار المحروقات فقد بلغت نسبة زيادتها فى بعض الولايات الى(١٠٠٠٪)،مع العلم أن هذه السلع كلها تم شراؤها بالاسعار القديمة المنخفضة.
فاذا أخذنا المواد التموينية فإن أغلبها تم شراؤه قبل دخول الشهر الكريم وبأسعار منخفضة جداً من أسعار اليوم،فجوال السكر كمثال كان ب٢٨ ألف جنيه،واليوم يباع بقرابةالستون ألف جنيه،ويتوقع أن تتم زيادته كلما أشرقت شمس ، أما البنزين فكان فى حدود الثلاثة ألف جنيه ويزيد، والآن يباع بعشرين ألف جنيه وهوغير متوفر،وفى ولايةالخرطوم بلغ سعرالجالون ثمانين ألف جنيه ،ومايؤكد سوء نية بعض أصحاب محطات الوقود هو أنهم ومنذ السبت قبل الماضى أغلقوا محطاطتهم ومستودعاتهم الممتلئة بالمحروقات ،ثم قام بعضهم ببيعها للسوق السوداء بأسعار عالية ،ليرضوا طمعهم الذى لا يردعه وازع.
إن سياسة الاحتكار وحرمان المواطنين من الوصول للسلع الضرورية وتجويعهم من فئة انتهازية أمر مرفوض ،وهو لا يقبله دين ولا عقل،فكان على هؤلاء أن يكونوا أكثر رحمة بالناس فى هذه الظروف الصعبة التى يمرون بها دون ذنب اقترفوه، فمن المفترض على الأقل أن يبقوا الاسعار كما هى ،حتى يتمكن المواطن البسيط من اطعام أطفاله الذين يضورون جوعا.
الكل يعلم أن الحرب عطلت كل شىء ،والوضع المعيشى فى تردى مستمر،ومدخرات معظم المواطنين فى تناقص بسبب الرفع المتتالي لأسعار السلع الضرورية،ولا نرغب فى أن يوصل جشع وأنانية بعض التجار المواطنين لمرحلة الجوع،والتى ستؤدى حتما إلى فوضى ،فمال وتكسب يأتى على حساب ضحايا أبرياء لا خير فيه ،وكلنا نعلم أن الاحتكار من أجل رفع الأسعار محرم في الإسلام ،يستوحب الحساب والعقاب، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء واتقوا الله فى عباده الذين تقطعت بهم السبل.

التعليقات مغلقة.