الايام نيوز
الايام نيوز

للحديث بقيةعبد الخالق بادى ضبابية المركزى وتقارير الأمم المتحدة المضللة

للحديث بقيةعبد الخالق بادى ضبابية المركزى وتقارير الأمم المتحدةالمضللة

لم يجب أحد المتحدثين باسم قوى الحرية والتغيير بسؤال قناة الحزيرة عن موقفهم من طرفى الصراع الجيش الوطني ومتمردى قوات الدعم السريع بصورة واضحة،بل تهرب من الإجابة،حيث ظل يردد جملة واحدة أنه يجب ايقاف الحرب الآن لدوافع إنسانية ،ونحن معه فى ذلك ،ولا أظن أن هنالك انسان عاقل يرغب فى استمرار الحرب،وذلك لما سببته من إزهاق للأرواح وتشريد وخراب، إلا أن الغريب أن هذا هو أول ظهور إعلامي اتابعه لمتحدث باسم قوى الحرية والتغيير منذ اندلاع الحرب فى ال١٥من من الشهر الماضي. إن صمت قوى الحرية والتغيير طيلة الأيام الماضية أثار الكثير من التساؤلات والاستفسارات،صحيح أن هنالك أحزاب داخل قوى الحرية عبرت عن رأيها بصراحة واعلنت دعمها لقوات الشعب المسلحة فى حربها ضد المتمردين ،وهناك من مسك العصا من المنتصف ،تماما كما فعلت بعض الحركات والتى (تأكل نص، وترقد طرف)،بينما لاذت أحزاب بالصمت حتى الآن ، فى الوقت الذى كان الجميع يتوقع أن تعلن موقفها منذ البداية،وهى بذلك تؤكد الشائعات التى تشير إلى وجود تفاهمات بينها وقادة التمرد. ذات الأمر ينطبق على بعض أحزاب ومكونات الكتلة الديمقراطية،فمنها من أكد دعمه للجيش ،ومنها من قال انه فى الحياد،فى قضية وطنية لا تعرف ولاتعترف بالحياد ودفن الرؤوس فى الرمال، لأن هذه الحرب هى بين جيش البلد وحاميها ضد فئة متمردة تتسلح بالعنصرية والإرهاب،فهل يستويان؟ثم لماذا هذه الضبابية فى المواقف؟ الا يمتلك هؤلاء الشجاعة الكافية ليقولوا للملأ أنهم يدعمون هذا أو ذاك؟،مم يخافون؟. اذا ظنت بعض القوى والحركات سواء بالحرية والتغيير أو بالكتلة الديمقراطية أو من خارج المنظومتين، بأن قائد متمردى الدعم السريع سيسلم السلطة للمدنيين فى حال انتصاره(لاقدر الله)،فهم واهمون وفى الاحلام يعيشون،لأن من خان من رباه وكبره ومنحه القاب لم يكن يحلم بها،من البديهى أن يخون أى جهة أخرى مهما كانت ،وصدقونى أن أول من يلدغه هم من وثقوا به وتحالفوا معه ،فسينكل بهم شر تنكيل ويذيقهم مختلف ضروب العذاب ،مالكم كيف تحكمون؟. الوقوف مع قوات الشعب المسلحة واجب وطنى ،وهو بالتأكيد لا يعنى الوقوف مع فلان أو علان ،فالاسماء تذهب وتزول، ولكن الجيش كمؤسسة قومية باق إلى قيام الساعة بإذن الله ،لذا فإن اصطياد البعض فى المياه العكرة ومحاولتهم لتوظيف إنتصار الجيش لصالح جماعة أو كيان ، أمر لا طائل منه ،وقد قلناها وقالها بعض قادة الجيش أن عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء ، وأقولها وبوضوح أن مابعد الحرب لن يكون كما قبله ولا حتى قبل ١١ أبريل ٢٠١٩م. إن حديث بعض المنخرطين فى العملية السياسية وأحزاب من التغيير عن أن هنالك طرف ثالث أجج الصراع بين الجيش ومتمردى الدعم السريع حتى أصبح الأمر بمثابة فزاعة تماماً كما يروج قائد التمرد فى كل تصريح لوسائل الإعلام ، إن دل على شىء إنما يدل على ضعف هذه القوى السياسية ، وأنها تحث عن شماعة تعلق عليها فشلها ،ثم انه حتى ولو كان هنالك دور لأتباع العهد المنهار فيما يحدث ،فهل ستكتفى هذه القوى بالفرجة على ما يحدث وإطلاق الإتهامات، أم عليها أن تعمل على مناهضة هذه التحركات واثباتها بالأدلة ومن ثم كشفها للرأى العام ؟،ام يا ترى ينتظرون أن يقوم غيرهم بهذا الدور ويأتيهم بالنتائج على طبق من ذهب ؟. إن أى رهان على هزيمة الجيش القومى خاسر فى أى زمان وأى مكان ،والكل داخليا وخارجياً يعلمون ذلك،ولكن ماذا نقول لأولئك الذين لا يفهمون وغرتهم كثرت جندهم الذين معظمهم مرتزقة من الأجانب،وشجعهم وقوف دول عربية متآمرة على الوطن وتعيش على خيراته ،وكذلك دعم خليفة حفتر الذى خرب ليبيا وقسمها لبلدين ،فقد ظنوا جميعا أن الجيش فى أضعف حالاته ،فغدروا به ولكن الله ثبته بعزيمة وإيمان رجاله الذين اقسموا للدفاع عن الأرض والعرض،بينما أقسم جنود المتمردين للولاء لقائدهم،وشتانةما بينهما!!. إن القتل و الإرهاب والتخريب وتعطيل الخدمات الضرورية الذى قام به المتمردون تجاه المواطنين والمنشآت الحيوية،اضافة لأعمال للسلب والنهب الذى بأسواق الخرطوم ،لا يمكن أن يقوم بها جندي سودانى أصيل تربى على الوطنية والنخوة ،فهى لا تصدر إلا من أشخاص لاعلاقة لهم بالبلد ولاتربطهم بها رابط ،وهذا ما أكده الجيش بأن الكثير من المتمردين الذين تم اعتقالهم غير سودانيين وأنهم مجرد مرتزقة تم استجلابهم من تشاد والنيجر والكميرون ومالى وغيرها من دول غرب أفريقيا لتخريب السودان وقتل أهله مقابل حفنة من الدولارات. عليه فإن قرار مراجعة الأرقام الوطنية التى استخرجت خلال الأربع سنين الماضية ،بل حتى تلك التى أصدرت فى العهد المنهار واجب وطنى ،فيجب أن يبدأ العمل به بمجرد انتهاء هذه الحرب ، علما بأنه سبق و كونت لجنة بهذا الخصوص خلال فترة الحكومة المدنية ،لذا يجب تفعيل دور هذه اللجنة وتوفير كافة المعينات لها حتى تقوم بمهامها بالصورة الدقيقة. إن الإفرازات التى تسببت فيها هذه الحرب حقيقة مدمرة ومؤلمة،خصوصا موت الكثير من المواطنين العزل وأفراد من الجيش،وكذلك نزوح وهجرة عشرات الآلاف إلى الداخل والخارج،والذين باتوا فى أمس الحوجة للغذاء والدواء والايواء ، وما أستغرب له هو التقارير الكاذبة والتى تصدر عن الأمم المتحدة ومنظمات دولية وتشير إلى صعوبة إيصال المساعدات للمحتاجين بسبب الحرب ،فى حين أن الحرب تدور فى مناطق معينة بالخرطوم وبالجنينة ،كما أن كل الولايات التي توجه إليها النازحين آمنة ويمكن الوصول إليها برا أو جوا ،ومايؤكد عدم صحة هذه التقارير وتخاذل منظمات الأمم المتحدة، هو أن هنالك منظمات عاملة بتشاد وصلت معسكرات اللاجئين السودانيين بمنطقة أدرى شرقى تشاد ،والتى تضم عشرين ألف لإجىء ،وشرعتةفى تقديم المساعدة لهم، بينما غابت الأمم المتحدة، والأدهى أن المنظمات القليلة التى زارت معسكر أدرى بتشاد تعانى من شح الدعم ،وارسلت نداءا عاجلا للمجتمع الدولي بمد يد العون وتوفير١٤٧مليون دولار لتغطية احتياجات المهاجرين من الغذاء والدواء. وحقيقة لا أدرى من أين تستقى الأمم المتحدة ومنظماتها المعلومات عن ما يعانيه الشعب السودانى بسبب الحرب ؟، فأحيانا تحس بأن بعض التقارير بها تهويل للمشاكل والأرقام،وبعضها يقلل من حجم المعاناة رغم ضخامتها ،بل هنالك إحصاءات غير حقيقية،وخير مثال حديث منظمة الصحة العالمية والتابعة للأمم المتحدة عن أن النظام الصحي في السودان فى حالة انهيار وأن أكثر من ٦٠٪من المستشفيات خرجت عن الخدمة،وهو كلام غير حقيقي،لان هنالك مئات المستشفيات العامة والخاصة فى ١٦ ولاية آمنة تعمل بكامل طاقتها واستقبلت المئات من الحالات من الخرطوم خصوصا فى الولايات المتاخمة للخرطوم كالجزيرة والنيل الأبيض ونهر النيل، وخلاصة القول هو أن الأمم المتحدة أرقامها عن ما يتعلق بأضرار الحرب غير دقيقة،خصوصا فى الجانب الصحى والأمنى،فهى تتعامل مع محنة السودانيين المتضررين من الحرب حتى الآن بلامبالاة واضحة ،والمستغرب أن قورديرش الأمين العام للأمم المتحدة يعرف كل هذه الحقائق حيث عمل سابقآ بالسودان فى برنامج الأمم المتحدة للاجئين ، فلماذا هذا الاجحاف فى حق السودانيين الذين قدموا للمجتمع الدولي خدمات كثيرة وعلى مدى عقود طويلة ؟ أم أنه ( جزاء سنمار)!.

التعليقات مغلقة.