الايام نيوز
الايام نيوز

لا لانتصار الجيش ! بقلم إبراهيم عثمان

لا لانتصار الجيش !

( فرضية استمرار الحرب حتى فرض ميزان قوى عسكري جديد فرضية ستؤدي لفرض الطرف المنتصر شروطه وهو طرف يستمد قوته من البندقية. عليه ومع استمرار الحرب سيضعف الدور المدني تلقائياً ويتحول دوره لدور هامشي. ) – تغريدة لخالد عمر يوسف على تويتر

رغم محاولات قحت المركزي أن تبدو في موقف الوسيط المحايد، وحمامة السلام، بين الجيش والتمرد إلا أن دعمها للتمرد أقوى من أن يُستَر، وذلك يظهر في مواقف وتصريحات كثيرة، ومن بينها هذه التغريدة التي تعني :
▪️ أن حديث قحت المركزي عن دمج الدعم السريع لتكوين جيش واحد قوي قادر على حماية البلاد كان ضرباً من ذر الرماد في العيون، فالجيش القوي الذي يحقق الانتصارات سيكون خصماً على “الدور المدني” حسب منطق الناطق الرسمي باسم “العملية السياسية” !
▪️ الدور المدني الذي تعنيه قحت المركزي هو حصراً دورها هي، كمستثمر وحيد في صراع الدعم السريع مع الجيش، وما تخشاه هو أن يزول هذا الصراع بهزيمة حليفها، وبالتالي يضيع الاستثمار !
▪️ التغريدة تقول إنهم يفضلون أن يكون الدعم السريع موجوداً، وقوياً، وطرفاً أساسياً في معادلة القوة العسكرية، وفي حالة خلاف/صراع مع الجيش يخصم من قوته بما يكفي لصناعة “التوازن العسكري” بالكيفية التي تحقق مصالح المركزي خصماً على مصالح القوى المدنية الأخرى التي لا تملك ميليشيات تحقق لها التوازن الذي يحفظ مصالحها !
▪️ ما حاولت التغريدة توصيله من رفض انتصار الميليشيا المتمردة هو مجرد تحصيل حاصل، ومحرد تنازل وهمي بلا قيمة في ظل يأس المتمردين من الانتصار .
▪️ وفي ظل ما حققه الجيش من منع الانقلاب ومن انتصارات يومية، وترجيح انتصاره النهائي، تمثل التغريدة رفضاً صريحاً لانتصار الجيش ودحره للتمرد !
▪️ العمل على عدم انتصار أي طرف، الذي يؤول في النهاية إلى رفض انتصار الجيش تحديداً كما وضح لنا، ينطوي على تناقض جوهري مع شعار “لا للحرب” الذي يرفعه المركزي، لأن عدم انتصار الجيش في ظل حالة العداء الشديدة المتبادلة ومعركة كسر العظم سيعني طول أمد الحرب أكثر مما يعني إيقافها !
▪️ التغريدة تكشف أن شعار “لا للحرب” عند المركزي يفقد البعد الوطني والإنساني ويتحول إلى “لا لهزيمة التمرد”، ولغرض وحيد هو تحقيق مصالح سياسية خاصة بالمركزي !
▪️ تتجاهل قحت المركزي أن الشروط التي سيفرضها الطرف المنتصر ستكون هي شروطه على الطرف العسكري المهزوم، وأن الشروط الأول الذي تحقق هو إفشال الإنقلاب، ويجري العمل على القضاء على ذيوله، وإيقاف النهب والتخريب وكل جرائم التمرد. ودمج الدعم السريع بدون شروط أسرة دقلو ومطامعها، وهذا يُفترَض ألا تتضرر منه أي قوى مدنية اللهم ألا القوى التي ترى في الدعم السريع جناحها العسكري !
▪️ فكرة وجود جهة عسكرية موازية/ مقابلة للجيش الوطني وعلى خلاف معه لغرض صناعة التوازن هي فكرة خاطئة في أصلها، وإذا أضفنا إلى ذلك ما أظهرته الميليشيا المتمردة من ابتدار للحرب ومن غدر وخيانة وتخريب وإجرام وارتهان للخارج ومطامع وعدم اهتمام بالمصالح العليا للبلد، فإن هذا يجعل هذه الفكرة – حتى لو سلمنا جدلاً بصحتها – غير صالحة لصناعة توازن عسكري إيجابي تستفيد منه البلد، اللهم إلا بالنسبة لأحزاب فكة بلا مبادئ ولا أخلاق وتمثل المقابل السياسي للتمرد وممارساته .
▪️ هذا التصريح يتطابق إلى حد كبير مع تصريح خالد سلك الشهير واعترافه بأنهم يرغبون في فترة انتقالية طويلة لأنهم يعلمون أن الانتخابات لن تأتي بهم، فهو هنا أيضاً يقول ضمناً : إننا نريد جيشاً غير قوي، وغير قادر على هزيمة التمرد، ومحكوماً بتوازن قوى مع ميليشيا متصارعة معه، وتتطابق مصالحها مع مصالحنا في الانفراد بالحكم وتهميش وإقصاء القوى السياسية الأخرى لأننا لا نستطع المنافسة ولأن أطماعنا أكبر بكثير من أوزاننا .
▪️ هذا الحرص على عدم انتصار الجيش وبقاء الميليشيا قوية يفسر المطالبات بفرض حظر للطيران، وتدخل قوات أجنبية أقوى من الجيش تردعه عن هزيمة التمرد !

إبراهيم عثمان

التعليقات مغلقة.