الايام نيوز
الايام نيوز

للحديث بقيةعبد الخالق بادى من مروى البداية…وفى مروى النهاية!

للحديث بقية
عبد الخالق بادى
من مروى البداية…وفى مروى النهاية!
(فيك يامروى شفت كل جديد)، هكذا كتب وتغنى الفنان الجميل الراحل عبد الكريم الكابلى(رحمه الله) لمدينة مروى فى ستينيات القرن الماضى،ويبدو أن الراحل الكابلى تنبأ بما يمكن أن يحدث من جديد بمروى و سيظل حيا تحكيه المدينة وأهلها على مر الدهور والأجيال،وما الدور البطولى الذى قام به شباب مروى مدينة ومحلية عندما وصلت ارتال متمردى الدعم السريع الى مشارف المدينة باعتراضهم على دخولها لمحليتهم،ثم قيامهم بالقبض على عناصر التمرد الفارين من معركة مطار مروى وتسليمهم للجيش،الا خير دليل على حالة التجديد فى المواقف والتاريخ التى ستظل تلازم مروى فى تاريخها الممتد باذن الله .
لقد أكدت مروى مقولة الكابلى وهى ومن دون مدن القطر تشهد بداية ونهاية التمرد ، والذى اعتقد أن مروى ستكون لقمة سائغة،كما كانت شاهدة كذلك على إفشال أخطر مؤامرة يشهدها السودان منذ عقود، للاستيلاء على السلطة بواسطة مليشيا قوامها مرتزقة من الأجانب وأشخاص باعوا ضمائرهم وخانوا بلدهم وأهلهم، من أجل كسب أموال هى فى الأصل منهوبة من الشعب السودانى بقيام المتمردين بسرقة الذهب والذى هو ملك للشعب .
واضح أن قائد المتمردين وأعوانه لم يذاكروا تاريخ السودان الحديث جيدا،وظنوا أن البلاد يمكن أن تؤكل من مروى التى سبق وتصدى أهلها لجيوش الدولة العثمانية فى كورتى فى عام ١٨٢١م، وأجبروا الاتراك(وهم صاغرون) على التوقيع على على اتفاقية وبشروط أهل مروى ،بعد أن رأو بأسهم وتضحياتهم بالآلاف
دفاعاً عن دينهم وأرضهم وعرضهم،ليعود ابناء مروى وقوات الشعب المسلحة ويفشلوا المخطط الاستعمار الجديد و الخبيث الذى أراد أن ينفذه المتمردين والمبنى أساساً على احتلال مطار مروى لاستقبال الدعم الجوى من المتآمر خليفة حفتر من ناحية،ومن ناحية أخرى لتقوم تلك الدولة العربية التى لاتحمل خيرا للسودانيين بإقامة جسر جوي لنقل السلاح الثقيل للمتمردين،ولكن يقظة أبناء مروى والجيش الوطنى جعلا من مطار مروى مقبرة لهم ولمخططهم .
وحقيقة وبالحسابات العسكرية والمنطقية،فان معركة قوات الشعب المسلحة ومن خلفها معظم السودانيين ضد المتمردين قد حسمت قبل ثلاثة أسابيع، أولا بدحرهم ومنعهم من احتلال مطار مروى،وثانيا بتحييد الجيش وسيطرته على ( ١٦) معسكرا للدعم السريع بستة عشر ولاية من (١٨) ولاية بالقطر، واستلامها بكامل عتادها وآلياتها ومتحركاتها دون أن تطلق رصاصة أو تراق قطرة دم واحدة، وثالثا تمتع الجيش بميزة السلاح الجوى الذى شتت المتمردين ومزقهم شر ممزق وقسمهم لجزر معزولة منفصلة عن قيادتها .
عليه فإن المعارك التى تدور هذه الأيام في الخرطوم والجنينة، ماهى إلا فرفرة مذبوح،بل يمكن أن نقول أنها عملية انتحارية بكل ما تحمل الكلمة من معان،فالوضع النفسى لقوات المتمردين فى الحضيد ويسيطر عليهم الإحباط،وما دخولهم وسط الأحياء السكنية واتخاذهم المواطنين دروعا بشرية وكذلك اتخاذ المستشفيات والعديد من المرافق المدنية بالخرطوم كثكنات عسكرية ،اضافةلعمليات السلب والنهب التى قام بها الكثير من المتمردين، إلا دليل على ماذكرناه آنفا.
إن تصوير أن المعركة التى يخوضها المتمردون ضد قوات الشعب المسلحة بأنها معركة بين أنصار الديمقراطية والحكم المدنى مع فلول العهد السابق،خدعة كبيرة وكذبة صدقها بعض السذج ،صحيح أن هنالك بالجيش من هو متعاطف مع الفلول،ولكن لا يمكن أن نقول إن كل الجيش فلول،فأغلب الضباط والجنود هم وطنيون لا علاقة لهم بأى حزب أو أيديولوجية ، والأهم من ذلك أن ما يسمى بالدعم السريع هو صنيعة فلولية بذرها وانبتها رموز الحزب المحلول،بل هناك مصادر أكدت أن العديد من الذين أنهت لجنة التفكيك (من الفلول) خدمتهم بالقوات النظامية وشبه النظامية قبل عامين استقطبهم المتمردون فى صفوفهم، لذا فإن الذين ما فتئوا يرددون ادعاءات قائد التمرد بأنه يدافع عن الديمقراطية،عليهم مراجعة موقفهم ،فلا يعقل أن يدعي شخص ما أنه يدافع عن المدنية فى الوقت الذى يتسبب فيه فى موت المدنيين الأبرياء ويدمر البنيات التحتية المدنية من مستشفيات واتصالات وخدمات، و بسلاح اشتراه بمال الشعب الذى نهبه،كما أنه يدعى الحرص على سلامة المواطنين وقواته مندسة وسط المواطنين ،والغريب أن المتمردين لم يسمحوا للهلال الأحمر بالقيام بعمله الانسانى بإسعاف المصابين وسحب جثث المدنيين من الشوارع،بل قاموا بسرقة أسطول كامل من سيارة الهلال الأحمر،والمستغرب أكثر أن المتمردين حتى جثث قتلاهم غير راغبين فى سحبها ودفنها،ثم يحدثونا عن وقف الحرب لدواعى انسانية ،وظلوا يطالبون بهدنةوراء هدنة (لدواعى انسانية)كما يدعون،فى حين أنهم خربوا محطات المياه وتسببوا بعطش ملايين المواطنين،هذا فضلا عن تجويع مئات الآلاف منهم بعد أن حبسوهم فى بيوتهم حتى نفد مخزونهم الغذائى ومدخراتهم وباتوا مهددين بالموت جوعاً.
ونقول لمن يرددون أو يساندون المتمردين ويطالبون بوقف الحرب (كمايروجون كذبا) لدواعى انسانية،لماذا لم تتحدثوا عن انتهاكات المتمردين ضد حقوق المواطنين الانسانية بنهب ممتلكاتهم؟لماذا لم تنتقدوا المتمردين وهم يقتحمون منازل المواطنين ويحتلونها ويتخذونهم رهائن؟لماذا صمام عن كل ذلك؟ أليست هذه جرائم ضد الانسانية،فكان على هؤلاء إن كانوا وطنيين وصادقين فيما يقولون، أن يطلبوا من المتمردين أولاً بالخروج من الأحياء السكنية وباخلاء المستشفيات التى قذفوها بالصواريخ والمدافع واخلوها من المرضى والحالات الحرجة وكذلك الكوادر الطبية قسريا،ثم بعد ذلك ارتكزوا فيها ويطلقون منها النار دون أى تمييز ،فلماذا لم يحركوا ساكنا و تغاضوا على كل هذه الجرائم الفظيعة ضد حقوق المواطن والتي طالت معظم سكان العاصمة؟.
كما ذكرنا بعاليه فإن معركة قوات الشعب المسلحة ضد متمردى الدعم السريع حسمت منذ معركة مطار مروى،وما أطال عملية التمشيط والتنظيف،هو تخفى المتمردين والمرتزقة بالاحياء السكنية وسط المواطنين ،خصوصا فى غرب امدرمان والصالحة وبحلة حمد وحلةخوجلى وبشرق النيل وأحياء أخرى، إضافة لتمركزه داخل مؤسسات سيادية مثل القصر الجمهورى،ولكن كل ذلك لن يفيد،علما بأن هنالك أحياء كثيرة بالعاصمة سيطر عليها الجيش بعد تمشيطها ورأينا كيف استقبل المواطنين جيشهم ودعموه معنوياً وعينيا حتى ينجز مهمته الوطنية فى تطهير الخرطوم من أعداء الوطن.
نحن ضد استمرار الحرب ،لان استمرارها يعنى مزيد من الخراب و استفحال للوضع الانسانى وتزايد أعداد اللاجئين والنازحين،وسيطرة شبح الجوع على المواطنين،وما يقوم به المتمردون من هو ما سيوصل البلاد إلى ذلك، لأنهم هم السبب فى إشعال الحرب،فعليهم أن يستسلموا ويرموا السلاح فهذا أفضل حل لهم، أما الحديث عن تفاوض يعيد للمتمردين الشرعية أو يبقى على الوضع الشاذ بوجود جيش وطنى ومليشيات قبلية فى آن واحد ،فهذا لن يكون أبدا ،فما بعد ١٥ أبريل لن يكون كما قبله بإذن الله.

التعليقات مغلقة.