الايام نيوز
الايام نيوز

صفاء الفحل تكتب عفوا ايها الشعب السوداني

لا أعتقد بأن الحوار المقترح بين مليشيات الجنجويد وكيزان القوات المسلحة بمدينة جدة السعودية سينجح او انه سيخدم المطالبة بضرورة وقف قتل المواطنين الأبرياء وتكسير البنية التحتية بل هو عبارة عن تحصيل حاصل وارضاء لبعض أطراف الوساطة فالنية الحقيقية لوقف هذه الحرب العبثية غير متوفرة لدي الطرفين حسب التصريحات التي تصدر من هنا وهناك
الارادة والرغبة الحقيقية لايقاف الاقتتال غير متوفرة لدي الطرفين خاصة خلال هذه المرحلة فكلاهما مازال يعتقد بانه يمكنه الانتصار علي الاخر او علي الاقل السيطرة علي أكبر قدر من الاراضي قبل بدء هذا الحوار المفترض ليدخل وهو أكثر قوة لفرض شروطه المستحيلة اذا ما تمسكا بما هو مطروح اليوم فالبرهان ولجنته الامنية ومن خلفهم الكيزان يريدون استسلام الجنجويد تماما حتي يتسني لهم فرض الهيمنة علي الدولة قبل بدأ خطواتهم الاخري والتي بداءت بتخوين كل من يقف في وجه مخططتهم
اما الجنجويد اللذين يطالبون بتنقية الجيش من الفلول وتسليم الحكم لحكومة مدنية فهم اليوم في موقف جند القائد طارق بن زياد عند دخول الأندلس، الذي قال لجنوده حسب بعض المؤرخين : “البحر من ورائكم والعدوُّ أمامكم” واصبحت امامهم المعركة معركة حياة او موت ولا مخرج الا بتفاوض يحفظ لهم قليلا من ماء الوجه وعليهم ان يكونوا في موقف افضل حتي ذلك الحين
بينما يبحث الطرفان عن تلك الاحلام (الهلامية) يظل الخاسر الوحيد من هذه المعارك العبثية هو الشعب السوداني في أمنه واقتصاده وتركيبته الاثنية التي ظل يحافظ عليها لمئات السنين والذي لن يعود حتي ولو اتفق الطرفان كما كان عليه في السابق فقد انهار كل شيء تحت مطامع السيطرة التي لن تحدث ابدا
لاحل اليوم مع استمرار هذا الدمار سوي عودة الوضع اولا الي ماكان علية قبل الاقتتال (ليلملم) كل طرف أنفاسه واستلام كل طرف لموقعه القديم ثم البدء بعد ذلك في مفاوضات لحل المسألة سلميا بعد تكوين حكومة من الكفاءات الوطنية غير الحزبية علي ان يوقع الطرفان علي اتفاقية سلام تدريجي وعدم اعتداء رغم علمنا بان الأمر صعب علي الطرفان الا انه الحل الوحيد (لاعتذار مبدئي) للشعب السوداني الذي تحمل بلا ذنب وزر الطرفان
اذا لم يدخل الطرفان الي طاولة المباحثات وهما يحملان الراية البيضاء واعتذار عريض لكل الشعب السوداني فان تلك المباحثات لن تنجح والجميع يعلم ذلك فالأمر قد تعدي تهدئة النفوس الي وضع كل طرف الأمر موضع (كرامة) لاتراجع عنها ثمنها النهائي تمزق وطن كان اسمه السودان
والثورة ستظل مستمرة
والمجد والخلود للشهداء
والقصاص امر حتمي
الجريدة

التعليقات مغلقة.