الايام نيوز
الايام نيوز

صباح محمد الحسن تكتب : التفاوض ورقة ثانية !!

صباح محمد الحسن تكتب : التفاوض ورقة ثانية !!

يحاصر الرأي العام الأمريكي الرئيس جو بايدن بتوجيه سهام النقد لإدارته ويصمها بالفشل في عملية تحقيق التحول الديمقراطي في السودان حيث يرى نقّاد أن مسؤولي إدارة الرئيس الأميركي وشركاءهم كانوا سُذّجاً حيال نيات الجنراليْن المتناحرين في السودان، وأخفقوا في تمكين القيادات المدنية .
وعلق عدد من الدبلوماسيين الأميركيين آمالا على ماتقوم به الادارة الامريكية التي تشارك في الآلية الرباعية لتسهيل وتيسير التحول الديمقراطي في السودان ، فبعد ان كان السودان على وشك إبرام اتفاق تاريخي يمكنه أن يعزز عملية إنتقاله من نظام ديكتاتوري عسكري إلى ديمقراطية كاملة، ليتحقق بذلك هدف الثورة التي اشتعلت في البلاد خلال عام 2019 ، يتفاجأ الجميع بأن قبيل الموعد المحدد لإعلان الإتفاق تغطى غيوم الحرب سماء العاصمة الخرطوم وتحجب شمس الديمقراطية ويخيم ظلام الحرب على البلاد ويتجاوز الخطر محيط القيادة ، لتهدد الحرب حياة المواطنين العزل ، فهل باعت امريكا الوهم للشعب السوداني ؟!
سؤال تجيب عليه الإدارة الأمريكية التي ظلت تراقب الحرب في السودان لأكثر من اسبوعين ، بعدها طرحت خيارين للحل الأول هو التلويح بالعقوبات على القادة العسكريين وكل من يعرقل عملية التحول الديمقراطي ، والثاني الدخول في مفاوضات المملكة العربية السعودية ، فالإدارة الأمريكية ليست على أهبة الإستعداد للدخول في عداء مع الرأي العام الأمريكي لاسيما أن جو بايدن يقف على عتبة الإنتخابات لولاية ثانية لذلك سيكون اكثر حرصا بأن يخوض الإنتخابات بتحقيق التحول الديمقراطي في السودان لكسب رضا مؤيديه والنجاة من سياط اللوم التي ينتظره بها معارضيه
و الورقة الثانية لمفاوضات جدة التي طرحتها الادارة الأمريكية على وفدي التفاوض تحتوي على ( وقف فوري لاطلاق النار ، وسحب كل الجيوش من داخل العاصمة الخرطوم ومدن السودان ، وإبعاد قادة طرفي النزاع من المشهد السياسي نهائيا ، وتشكيل حكومة كفاءات وطنية ليس للكيزان نصيب فيها ، والعودة الفورية الي العملية السياسية التي توقفت بسبب الحرب ) ، هذه الورقة طرحت مع اهم البنود التي تتمثل في وقف اطلاق النار وكيفية إرسال المساعدات الإنسانية ، وطلب من الطرفين التوقيع عليها ، وافق وفد الدعم السريع على التوقيع ، ولكن اعتذر وفد الجيش في بداية التفاوض انه لايملك التفويض وانه جاء ممثلا للحكومة وليس الجيش ، وأجرى الوفد عدد من الاتصالات المكثفة مع قيادات الجيش أن هل له ان يوقع او يعود للخرطوم حتى تدفع المؤسسة العسكرية بوفد يملك حق التفويض ، لذلك يبقى الإستمرار في المفاوضات هو اجابة كافية للموافقة المبدئية من قبل المؤسسة العسكرية على ماطرحته إدارة بايدن
فالولايات المتحدة الأمريكية لن تجعل نيران الحرب تاكل ما زرعته في السودان ، إن كان هذا الزرع ببذرة سباقها المحموم نحو السودان مع روسيا او ببذرة مصالحها الكبرى ، لن تسمح ان تتلاشى احلامها بسبب تهور الذين اشعلوا نيران الحرب وخاضوا غمارها .
طيف أخير :
لا للحرب ..
القبض على أثنين من لجان المقاومة من الذين يقدمون خدمات انسانية بتهمة تعاونهم مع الدعم السريع ، يكشف قلة الحيلة للذين فشلوا في تحقيق هدفهم الرئيس في القضاء على المليشيا وطفقوا يتحدثون عن الظفر بالقبض على الذين يتعاونون معها !!
الجريدة

التعليقات مغلقة.