للحديث بقية عبد الخالق بادى إعلان مبادىء وجس نبض
للحديث بقية
عبد الخالق بادى
إعلان مبادىء وجس نبض
تابعنا بالأمس التوقيع على إعلان جدة والذى كان محوره الالتزام بحماية المدنيين ،حيث وقعه ممثل الجيش وممثل المتمردين ،وهو طبعا برعاية سعودية أمريكية ،وهنا لابد من الإشادة بجهود الدولتين من أجل حماية المواطنين وانهاء الحرب التى خطط لها و تسبب فيها المتمردون والمرتزقة.
إعلان جدة يمكن أن نطلق عليه اعلان جس النبض،للوقوف على مصداقية كل طرف من ناحية الالتزام ببنوده ،أى أنه أشبه بالاختبار ،رغم أن السعودية وامريكا على علم بكل ما يجرى على الأرض وممارسات كل من الجيش والمتمردين .
فالإعلان تحدث فى أول بنوده عن الاتفاق على سلامة الشعب وحماية المدنيين ،وطبعا هذا الكلام يخص المتمردين ،لأنهم هم من هددوا سلامة المدنيين ومنذ أول يوم للحرب فى١٥ابريل الماضى ،ومايزالوا، بل اتخذوا من بيوت المواطنين مرتكزات عسكرية وحولوهم لدروع بشرية، وبالمقابل تعامل الجيش بامانة وأخلاق واحترافيةحتى لا يتضرر المدنييون والذين أقسم على حمايتهم وحماية الوطن.
البند الثانى فى الإعلان تحدث عن ضرورة احترام القانون الإنساني الدولى وحقوق الإنسان ،ولا أدرى إن كان المتمردون يفهمون هذا الكلام،فالكل يعلم أهداف انشاء هذه المليشيات القبلية من قبل رموزالعهدالمباد،وهى الإبادة والتدمير،حيث قامت وماتزال بانتهاكات خطيرة ضد حقوق الإنسان ،فليس هنالك قانون يحكمها وتفعل مايحلو لها، وهى ومنذ سنوات تحت طائلة القانون الجنائى الدولى.
وحقيقة كل الأجندة تحت بند احترام القانون الإنساني الدولى والتى تضمنها اعلان جدة،مخترقة من قبل المتمردين ،فالمتمردون لا وازع لهم ، بعكس الجيش الذى يتمتع بمهنية عالية، فهم لا يميزون بين عسكرى ومدنى ،كل الشعب بالنسبة لهم عدو، وأبسط دليل على ذلك ،احتلال بيوت المواطنين وسرقة سياراتهم ومدخراتهم ومعلومات خطيرة عن حالات اغتصاب ارتكبها بعض المرتزقة .
أما الامتناع عن أى هجوم قديسبب أضرار مدنية كما جاء فى إعلان جدة،فهجوم المتمردين على محطة مياه بحرى فى أول يوم ،وكذلك على شركة الكهرباء وبعض البنوك كالفرع الرئيسى لبنك الخرطوم وديوان الزكاة بجبرة وغيرها من المؤسسات العامة والخاصة ،شاهد على عدم تقيدهم بأى قوانين تمنع الضرر عن المواطنين.
وفيما يخص عدم استخدام نقاط التفتيش والارتكازات فى انتهاك حرية تنقل المواطنين ،فمعلوم للجميع أن المتمردين ظلوا يستغلون هذه النقاط فى نهب ممتلكات المواطنين وسياراتهم واضطهادهم بسبب وبدون سبب.
أما بالنسبة لبند لدالسماح للمدنيين بمغادرة مناطق القتال ،فالكثير يعلم أن المتمردين نقلوا الحرب إلى الأحياء السكنية هربا من المواجهة وللاحتماء من بطش الجيش ،واعتقلوا المدنيين فى منازلهم ولم يسمحوا لهم بمغادرتها، ولن يفعلوا ذلك لأنهم يخشون مواجهة الجيش ،كما أنهم فقدوا كل مقومات الصمود فى القتال.
وهناك بند يتحدث عن حماية احتياجات المواطنين الأساسية، وهنا نتساءل واظنك انت أيضا عزيزى القارىء،من الذى حرم المواطنين من التزود بالغذاء ونهب البقالات والسوبر ماركت بأحياء وسط الخرطوم وغيرها؟ومن الذى يتسبب فى حرمان ملايين المدنيين من المياه والكهرباء منذ بداية الحرب وجعل المواطنين يخشون الخروج من منازلهم خوفاً من الموت؟.
فيما يلى حماية وسائل النقل الطبى والاسعاف وحماية العاملين فى الحقل الطبى كما تحدث إعلان جدة،فكلنا تابعنا عملية اعتداء المتمردين على مقر الهلال الأحمر وسرقة عدد من سيارات الإسعاف واستغلالها عسكرياً،واعتدائهم على الكوادر الطبية ومنعها من الوصول إلى المستشفيات،بل إخلاء ١٦مستشفى من الكوادر الطبية والمرضى وانتهاك حقوقهم مما تسبب فى موت العديد منهم خصوصاً الذين كانوا فى العناية المكثفة.
وهناك بند يتحدث عن الاجلاء عن المستشفيات ومنشآت المياه والكهرباء وعدم استخدامها لأغراض عسكرية، فهل سمعتم أن الجيش دخل مشفى أو ارتكز فى أى منها ؟فالمتمردون قصفوا مستشفى الخرطوم ومستشفى الشعب وعدد من المستشفيات الخاصة التى تقع وسط العاصمة،فهل سينصاع المتمردون لهذا البند؟ أشك فى ذلك.
احترام القانون الإنساني الدولى وحقوق الإنسان تضمن بنود تتعلق بعدم تجنيد الأطفال والامتناع عن الإخفاء القسرى،فبالنسبة لتجنيد الأطفال فاعتقال الجيش لمئات الأطفال المجندين بمليشيا المتمردين،يؤكد انتهاك المتمردين لحقوق الأطفال، أما الإخفاء القسري والاحتجاز التعسفى،فارتكازات المتمردين شاهدة على انتهاكات بالجملة،فالكثير من المواطنين خصوصاً الشباب،تم اعتقالهم ولا يعلم ذويهم عنهم شيئا.
البند الخاص بالسماح بالمساعدات الإنسانية بالمرور،فلا يمكن أن يلتزم به المتمردون،لأنهم وبعد الضربات الحاسمة التى تلقوها من الجيش خلال الأيام الماضية وتدمير معسكراتهم بمؤنها وعتادها،باتوا فى أمس الحاجة للغذاء والدواء،لذا أتوقع أن ينهبوندا أى مساعدات موجهة للمحتاجين من المدنيين حال مرورها بمناطق يختبئون فيها.
وأخيرا فإن الجيش الوطنى من المؤكد أنه ملتزم بكل ماجاء فى إعلان جدة فيما يخص البنود السابقة أو فيما يتعلق بالتوقيع على اتفاق لوقف إطلاق النار لمدة قصيرة للسماح بالعمليات الإنسانية واستعادة الخدمات الضرورية ، ولكن هل سيلتزادم المتمردون بالخروج من المستشفيات ومحطات المياه والكهرباء والاحياء السكنية والمبانى المدنية بصورة عامة؟.
*نقاط مهمة:
*نائب وزير الخارجية السعودي وبعد التوقيع على اتفاق اعلان جدة،طلب من ممثل المتمردين بمصافحة ممثل القوات المسلحة،الا أنه امتنع بهز رأسه يمنةويسرى،وفعل نفس الأمر مع ممثل الجيش ورفض امتثالا لقرارات القيادة بعدم التعامل مع من تمردوا على الوطن وجيشه .
*مازالت البيانات الهزيلة من بعض الأحزاب بخصوص الحرب تتواصل،وهى كمعظم سابقاتها، بائسة لا تلقى أى صدى عند اغلب المواطنين،لانها فاقدة لروح الوطنية التى يدعيها البعض كذباً.
*بعض قيادات الأحزاب فشلت فى امتحان الوطنية بمسك العصا من المنتصف،وتظن أنها اذكى من الشعب،فى الوقت الذى أكد فيه الكثير من المواطنين دعمهم معنوياً ومادياً لقوات الشعب المسلحة، وأضحك كثيرا عندما اسمع من أحزاب الخنوع عبارة (شعبنا العظيم) أو قولهم(أنهم ضد الحرب ومع الشعب)!!.
*نعم لقد علمنا حب بعض الأحزاب والحركات وأخلاصهاالكبير للشعب الغلبان،حيث هرب أغلب رموزها وقياداتها ومع أول طلقة إلى خارج السودان وتركوا المواطن الذى يتاجرون باسمه ،يواجه وحده الجوع والعطش والموت،تماما كما فعل الكثير من صحفيى العهد المباد وأشباههم أتباع أحزاب أخرى ،والذين يحللون الوضع فى السودان ويتحدثون عن الحرب ،وهم يجلسون فى استديوهات القنوات بالقاهرة والخليج وأوروبا وغيرها أو من مواقع إقامتهم هناك،ويتباكون على وطن هربوا منه عندما احتاج إليهم،العيب ليس فيهم فحسب ،وانما فى تلك القنوات الفارغة التى تستضيف أشخاص بلا وطنية ،لا يتذكرون السودان إلا إذا كانت هنالك مصلحة!!.
*قال الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي وتعليقاً على إعلان جدة،(يجب أن يلتزم الطرفان بالاتفاق)،ونحن نتمنى ذلك،وعلى ثقة فى التزام الجيش ،ولكن هل سيلتزم الطرف المعتدى (المتمردون) ؟.
التعليقات مغلقة.