الايام نيوز
الايام نيوز

صباح محمد الحسن تكتب إتفاق الهدنة الإنسانية !!

ظل الشعب السوداني بالأمس يراقب عن كثب وينتظر إعلان وقف اطلاق النار بين طرفي النزاع ، واهتمام الشعب الكبير يعكس حالة الوجع الذي خلفته الحرب في نفوس السودانيين ، حالة من القلق والبؤس الذي رسمته الحرب اللعينة في دواخلهم لذلك هو تعبير للفقد الكبير الذي عانى منه المواطن في الأرواح والممتلكات والمأوى
وجاءت الخطوة بالأمس مخففة لهذا العبء النفسي الكبير فرحب الشعب بالخطوة وشكر المملكة العربية السعودية وامريكا على الجهود المبذولة ، لكن يظل الإتفاق هو عبارة عن خطوة مبدئية لاتتعدى الهدنة القصيرة لوقف إطلاق النار مؤقتا وحماية المدنيين والسماح بدخول المساعدات وافساح المجال للمنظمات الانسانية والفرق الطبية ، وهنا تكمن اهميته في ان نتائجه تخص الشعب السوداني والمدنيين الذين دفعوا ثمنا لحرب مدمرة ليس لهم يد فيها ، بالتالي هو اعلان تفاق انساني لأكثر ياتي لصالح المدنيين وسلامة ارواحهم وممتلكاتهم والسماح لهم بالتنقل
اما من ناحية عسكرية فالاتفاق لم يتحدث عن وقف اطلاق النار النهائي وربما لانه خطوة مبدئية اولى تتبعها خطوات اخرى تأتي بما ينتظره الناس من وقف نهائي لإطلاق النار ، فالاتفاق هنا وكأنه جاء ليلزم طرفي النزاع بالمواثيق الدولية والمعاهدات الانسانية المتعلقة بالحرب و التي لم تراعيها الأطراف للأسف ومعلوم ان الحرب في السودان بلغت فيها الانتهاكات ضد حقوق الإنسان مبلغا سيئا تجاوزت فيه الاطراف كل الاعراف والمواثيق وخرقتها خرقا بيناً وواضحاً فالمجتمع الدولي يريد ان يقول ان استمرت الحرب فلابد من الالتزام بهذه القوانين وهذا ما تحدثت عنه جميع بنود اتفاق جدة
اما سياسيا البند الذي يقول : ( ندرك ان الالتزام بالاعلان لن يؤثر علي اي وضع قانوني او أمني او سياسي للاطراف الموقعة عليه ، ولن يرتبط بالانخراط في اي عمليه سياسية ) فهذا يعزز ويؤكد ما ذهبنا اليه في النقطة السابقة ان الإتفاق لم يتجاوز المسائل القانونية والانسانية أي انه ليس إتفاقا ًسياسيا ًحتى يجيب عن الأسئلة التي تحاصر ذهنية المتلقي في أن ماهي الملامح السياسية مستقبلا ، لكن هذا لايعني انه وضع نقطة في نهاية سطر المحادثات ، فالحديث عن الملف السياسي كما ذكرنا من قبل أن امريكا والسعودية تبني على اساس العملية السياسية التي ترعاها وتشرف عليها وتمثل فيها الآلية الرباعية وهذا ما سيتضح لاحقا
لذلك فإن الخلاصة ان إعلان التوقيع على اتفاق مبادئ أولي بين طرفي النزاع ، خطوة انسانية مهمة قد يرى البعض انها ناقصة لأنها لم تشتمل على كل الجوانب الأخرى لكن لطالما انها بداية فبالتأكيد أن ثمة مابعدها فوقف اطلاق النار النهائي لن يتحقق في ساعة ويوم واحد سيما أن الاطراف مازالت في أرض المعركة لم تسترح حتى الآن ، ولم تفرغ مابداخلها من غِل يحمله كل طرف تجاه الآخر ، فمن الصعب جدا ان يوقع الجميع على سلام كامل ويدهم على الزناد ، لكن اكثر ماتحويه هذه الخطوة من اهمية انها ستخمد الفتنة في قلوب دعاة الحرب ، وتجعل المواطن يطمئن قليلاً .
طيف أخير:
لا للحرب ..
مهما طال الظلام فإن شمس الوطن ستشرق أمنا وسلاما وطمأنينة ، (مافي ليل مابعقبو صباح )
الجريدة

التعليقات مغلقة.